تحقيقات وتقارير

الحركة الشعبية في جنوب كردفان واللعب بالنار

[JUSTIFY]لم تكن الأوضاع المضطربة في جنوب كردفان أو المنطقة التي كانت تعرف بجبال النوبة وليدة اليوم إنما يعود تاريخ الصراع في المنطقة الذي تطور من صراع سياسي وصراع قبائل ودعاوى يطلقها الذين وصفوا أنفسهم حينها بالمهمّشين إلى نزاع مسلح في ثمانينيات القرن الماضي وبات تنظيم النوبة الذي أطلق على نفسه الحركة الشعبية يعشعش في مناطق جنوب كردفان حتى وضع يده على كل معاقل النوبة غير أن المعالجات السياسية لم تكن بقدر حجم الحدث مما أدى إلى تطاول القضية وتدويلها وأصبح للنوبة صوت عالٍ تجاوز حدود البلاد الجغرافية وسقف الحكومة في توزيع الاستحقاق السياسي لكل المناطق في إطار المناصب المتاحة في أجهزة الحكم ولم يعد هناك اتجاه أو طريق واضح أو سقف محدد لمطالب النوبة.

ولكن التطوُّر الأخير في مدينة كادقلي الذي وقع خلال الأيام الماضية من جانب الحركة الشعبية ونواياها في التدخُّل عسكرياً واحتلال حاضرة الولاية كادقلي يؤكد فشل المعالجات السياسية التي جاءت بها اتفاقية نيفاشا في احتواء قضية النوبة التي أصبحت تتعاظم وتكبر كل صباح وربما تكون بوابة للتدخل الأجنبي في الشمال. بل هذا ما يحدث الآن أمام أنظار الجميع وهو ما يتعارض وبكل أسف مع التنازلات الكبيرة التي قدمتها الحكومة في الخرطوم للنوبة ومنها بروتوكول جنوب كردفان الموقع في عام 5002م وكل ما قدِّم من قبل لم يرضِ لا نوبة الحركة الشعبية ولا نوبة المؤتمر الوطني..
ونوبة المؤتمر الوطني على وجه التحديد لا ندري ما هو دورهم في معالجة الأوضاع المتوترة باستمرار في المنطقة؟ فقط ظل هؤلاء وهم قائمة طويلة من الرجال والنساء الذين تمتعوا وما زالوا يتمتعون بالمناصب الدستورية والمخصصات الرسمية وغير الرسمية بعيدين كل البعد عن ما يجري في جنوب كردفان، بل لا ندري لهم أثراً إيجابياً في المساهمة بوضوح في استقرار المنطقة والدليل القاطع نتائج الانتخابات الأخيرة التي أرى أن الكثير من الأسماء الكبيرة في جنوب كردفان ستذهب معها وستتلاشى تماماً بفضل النتائج المتواضعة للحزب الحاكم في جنوب كردفان، إذن علينا اليوم أن نقول الحقيقة وأن نعيد تقييم الأوضاع ونعرف الفارق والفاصل بين نوبة الحركة ونوبة المؤتمر الوطني ولماذا أخذت الأوضاع في المنطقة بعد التطبيق الفعلي لبروتوكول جنوب كردفان في التدحرج للخلف؟ يجب كشف الحقائق كاملة حول ما يجري في جنوب كردفان لأن سياسة الترضيات والطبطبة التي انتهجتها حكومة الولاية مع قيادات الحركة الشعبية فشلت تماماً وكسبت الحركة الشعبية ولم تخسر في الفترة الماضية كسبت الكثير على حساب الآخرين وتمددت بصورة تجاوزت حجمها الطبيعي وحان الوقت لإجبار الحركة الشعبية وزعيمها عبد العزيز الحلو لتحديد خياراتهم وفوق ذلك علاقتهم مع الجنوب على اعتبار أنه سيصبح بعد 9 يوليو دولة مستقلة ولابد أن تفهم الحركة الشعبية أن المطالب السياسية لا تقتضي رفع السلاح بعد اليوم لأن التلاعب بالنار سيحرق الجميع ويقضي على الأخضر واليابس.[/JUSTIFY]

صحيفة الانتباهة