تحقيقات وتقارير
علي عثمان وأنصار السنة .. علاقة خاصة
على أى حال جاء افطار جماعة انصار السنة هذا العام والجماعة – من خلال خطاب رئيسها العام- اكثر تحسرا على الاوضاع التى تعيشها الأمة العربية والاسلامية واكثر ألما على أوضاع الشعب السوداني بصفة خاصة وذلك لما يعانيه من فُرقة وانقسام وشتات ومعاناة اقتصادية وتصدع في القيم وسط المجتمع السوداني.
وعبرت الجماعة اثناء الإفطار عن قلقها البالغ ازاء ما اصاب البلاد من انقسام، وحذرت في الوقت نفسه من تكرار السيناريو في اي من المناطق الأخرى. واهاب د.اسماعيل محمد عثمان الرئيس العام للجماعة بالدولة ضرورة فتح الباب واسعاً، امام الحوار، ومن ثم قبول الآخر والدخول في حوار شفاف يتقبل فيه هذا الآخر بصدر رحب، وذلك لجمع شمل الأمة، وقفل الطريق امام ما يحاك من فتن وفرقة.
واشار سعيد الى أن الإصلاح فى الدولة مطلوب الآن قبل غد، لأن الدولة هى التى تملك القوامة على الشعب، وأن منع الإنحلال والإنشطار من صميم مسؤوليتها، وأن الرفعة والتقدم والترقى والنجاح ينسب لها. ولذلك فان عملية الاصلاح تتطلب اصدار قرارات شجاعة من الدولة، ويقول اسماعيل ان الجرح الذي اصاب الامة فى جنوب السودان يتطلب العلاج بالكي او فتح الجرح تماما وصب المطهرات عليه بدلا من تركه يتعفن. وكان اسماعيل حينها يتحدث بحسرة حيث قال ان الجماعة لن تألو جهدا للعمل من اجل وحدة السودان من جديد وقال ان على الحكومة استغلال المساحات وان الزمن متوافر للتوصل للوحدة من جديد.
ولفت الى ان الامة فى حاجة الى اصلاح النفوس والاهتداء بتقوى الله وتقبل الآخر وفتح حوار ذاتى يكون فيه الرفق واللين دليلا للتوصل لحلحلة ماتبقى من خلافات لتحقيق الامن والاستقرار للبلاد، وطالب الجماعات الصوفية والاحزاب والتنظيمات السياسية بضرورة العمل وفقا للمصلحة العامة والابتعاد عن الدونية والمصالح الشخصية وغيرها. مؤكدا تقديم الجماعة نفسها فى سبيل تحقيق وحدة الأمة.
واستهل الاستاذ على عثمان مخاطبته افطار الجماعة بتجديد العهد مع الجماعة وكافة الجماعات الاخرى فى البلاد والقوى السياسية لاقامة حوار مفتوح شفاف يراعي فيه كافة القيم الوطنية والمباديء الاسلامية التى تقود لتوحيد الصف والكلمة والخروج بالبلاد الى بر الأمان،وذلك من باب (وفى ذلك فليتنافس المتنافسون).
واشار طه الى ان البلاد ظلت تتعرض طوال العشرين عاماً لأقسى انواع الظلم من المجتمع الدولي، وان الامم ظلت تحيق بالبلاد وتتربص بها الدوائر، وقال ان الاعلام الغربى ظل ينشر فى امتنا اهتزاز الثقة (ولولا قوتنا وثباتنا لاهتزت تلك الثقة). وتعهد طه باقتناص فرصة شهر رمضان الكريم فى مصالحة النفس، وقال اننا فى حاجة الى ان نحسن الظن بانفسنا ومن يحسن الظن بالله احسن الظن بالناس، وان شهر رمضان فرصة يجب ان نأخذ بها بيد الضعفاء وفعل الخيرات واتباع القول بالعمل ومحاسبة النفس والاستغفار لها وان نقيم العدل بين الناس ورفع الظلم عنهم، وامتدح مشاريع جماعة انصار السنة المحمدية وما قامت به الجماعة خلال الشهر الماضي من افتتاح (22) مسجداً وتسيير القوافل الدعوية والتطوعية بما فى ذلك اقامة الافطارات الجماعية وغيرها.
ومضى في رده على مطالبة الجماعة بالعمل على وحدة السودان من جديد وعدم اليأس منها قائلا (نحن سنجدد عهدنا مع الله بفعل الطاعات وفعل الخير من اجل بناء الامة ووحدتها والحدود السياسية لن تفصل الوجدان وانما العقيدة والمودة التي بين الناس هي التي تجمع ومثل تلك الوشائج تسمو فوق الانفصال): واردف قائلا (سنجدد عهدنا مع الله بمراجعة انفسنا وان نتوخى العدالة ونحكم بين الناس بالعدل وسنقدم كل ما نملك من اجل مجابهة تحديات العصر ونحن على ثقة في اننا سنبلغ الغايات مهما رمتنا الامم بسهامها ومهما اشتدت علينا الابتلاءات بإذن الله، (وان تنصروا الله ينصركم). الراي العام