تحقيقات وتقارير

الإسلام يعود من جديد

[SIZE=5][JUSTIFY]خمسة ملايين أدَّوا العمرة في رمضان هذا العام بينما لم يتجاوز عدد حجاج العام الماضي ثلاثة ملايين بكثير.. لقد كنتُ شاهدًا على تلك الثورة الروحية وتلك الطاقة الإيمانية التي أذهلتني وأدهشتني وجعلتني أسترجع كتاب (المستقبل لهذا الدين) لرائد البعث الإسلامي الحديث الشهيد سيد قطب خلال عقد خمسينات القرن الماضي وأيقنتُ وأنا أرى الجموع الهادرة وهي تملأ الشوارع والساحات بأمواج متلاطمة ويضيق الحرم المكي عن استيعاب معشارهم أن الإسلام قادم قادم من جديد سيداً على العالم وقائداً لمسيرة البشرية ومُمسكاً بخطامها نحو قِبلة ربِّها بعد أن تاهت وتخبَّطت في دياجير الظلام ردحاً من الزمان.

في سوداننا الحبيب شهد الناس تدافعاً للشباب نحو المساجد في صلاة التراويح والتهجُّد خلال رمضان هذا العام لم يشهده السودان في تارخيه الطويل ولم أشكّ لحظة أن الأمر مرتبط بذهاب الجنوب وامتلاء الشمال إسلاماً بعد أن أذهب الله عنه الأذى وعافاه كما عافى مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي تنفي خبثها وتُخرج اليهود وتضيِّق الخناق على المنافقين ليشعَّ نورُها على العالمين وتهبّ رياح الإيمان من منطقة الضغط العالي إلى مناطق الضغط المنخفض في أرجاء الدنيا.

زلزال الثورات العربية الذي رأينا تجلِّياته في كل من مصر وتونس وليبيا وسوريا بوجهه الإسلامي.. ذلك الزلزال الذي فاجأ وكالة الاستخبارات الأمريكية رغم ترليونات الدولارات التي تُصرف على العمل الاستخباري بعد أن حسب الناس أن أمريكا تعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور يكشف عن شيء واحد يقضُّ مضاجع الغرب وإسرائيل وهو أن الإسلام قادم قادم بدفع من العزيز الجبّار الذي لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وما من حيثيات موضوعية لتوقيت هذه الثورات ولا إرهاصات بشرية وإنما هي مشيئة الله الغلاّبة حين يقول للشيء كن فيكون فكان أن انطلقت الثورات العربية من المساجد بل من صلاة الجمعة ومنابرها التي كانت تُحرِّك الطاقات الإيمانية لإحداث التغيير وتحديد الوجهة واستعدال البوصلة وعاد للمسجد ألقُه ودورُه القديم حين كان منطلَقاً لجيوش الفتح وها هو يعود من جديد منطلَقاً للثورة على الطواغيت والجبابرة وتعود منابرُه محرِّكاً لهدير الجماهير المتحرِّقة للحرية وللكرامة تحت راية ربها سبحانه.

لم تنتهِ القصة هنا وإنما نجد أنه في الوقت الذي يبزغ فيه نور الإسلام يتواصل أفول شمس الطاغوت العالمي الجاثم على صدر البشرية وأعني به أمريكا التي تتلقّى اللطمات والضربات يومًا بعد آخر فبعد زلزال الأزمة الاقتصادية العالمية التي كانت أمريكا مسرحها بل مركزها هاهي أمريكا تترنَّح تحت ضربات الزلازل والأعاصير والحرائق التي فتكت من قبل بعادٍ وثمود وغيرهما من الحضارات المتمرِّدة على سلطان الله.
فخلال العشر الأواخر من رمضان والأيدي مرفوعة إلى السماء تدعو على أمريكا ضرب زلزال مُدوٍّ الشرق الأمريكي مما دفع وَكَر الشيطان (البنتاغون) الذي تُشَنُّ منه الحرب على العالم الإسلامي والذي أصاب أسامة بن لادن.. أقول دفع ذلك الزلزال وزارة الدفاع الأمريكية إلى إخلاء البنتاغون ومواقع أخرى كثيرة في العاصمة الأمريكية واشنطن.

بعد ذلك بيومين اثنين انطلقت أعاصير اجتاحت الشرق الأمريكي حيث واشنطن ونيويورك أو حيث تُطبخ المؤامرات ويُقيم مَرَدَة الشياطين وتأثَّر جرّاء ذلك الإعصار أكثر من خمسين مليون أمريكي وأُخليت مدن بكاملها.
بعد ذلك بيومين ونحن لا نزال في خواتيم رمضان تحترق تكساس ثم ترتعد أمريكا من نبأ جديد يتمثل في أن إعصار كاترينا الذي روَّع الجنوب الأمريكي قبل ست سنوات تحرَّك مجدَّداً نحو الشواطئ الأمريكية!!
نحمد الله أننا عشنا حتى نشهد أفول أمريكا التي أوقن أنها تنحدر نحو القاع فكما شهد عام 2941م نهاية دولة الأندلس واكتشاف أمريكا في نفس ذلك العام سنشهد ذهاب ريح أمريكا وانطفاء دورة تسنُّمها عرش العالم مع بروز انطلاقة جديدة للإسلام لن يكتمل نورُها ويعمّ الكون في عام أو عامين لكنها البداية التي نراها تدوِّي في كل مكان فها هي مصر صلاح الدين تعود من جديد وها هي كامب ديفيد تترنّح وهاهي تل أبيب تُروَّع وها هو أردوغان يعيد سيرة محمد الفاتح وها هو السودان يتعافى ويشفى من مرضه المزمن ويجاهد من أجل استكمال عافيته من بعض الأورام السرطانية الصغيرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق بالرغم من حاجته إلى روح جديدة تخلع عنه رداء الاستكانة وتحاصر الفساد وبعض العلل والأمراض بعد أن منّ الله عليه بخير عميم جرّاء الثورات العربية التي نزلت عليه برداً وسلاماً.

تلك الروح الجديدة تتمثل في منبر السلام العادل الذي آن له أن ينطلق نحو تحدٍّ جديد يُخرج به السودان من حالة الضعف إلى القوة بعد أن أسهم كثيراً في تحرير السودان من استعمار الجنوب الذي لطالما جثم على صدره وعطَّل مسيرته.[/JUSTIFY][/SIZE]

الطيب مصطفى
الانتباهة

‫6 تعليقات

  1. سلمت يداك استاذنا الطيب مصطفى فعلا كتاباتك وكلامك يمثل رأي الاغلبية الصامتة حفظك الله من كل مكروه وسؤ

  2. لا فض فوك اخي الطيب هذا الرجل كلما قرات له أجد تطابقا في افكاره معي ما أروعه من اسلوب وما اجمله من طرح فليذهب الجنوب غير مأسوف عليه ولتعد للاسلام سطوته وألقه ، وكلنا معك في هذا الطرح الجميل

  3. استاذنا الجليل الطيب نعم كل ماجاء في انطباعك نعايشه ونراه يزداد يوما بعد يوم

  4. لكن علماؤهم وأجهزتهم المختصة (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) رصدوا هذه الظواهر المناخية منذ قبل حلول الشهر الفضيل وإتخذوا على ضؤ ذلك تدابيرهم. لم تباغتهم هذه الأحداث. هم يعرفونها مسبقا بسبب سبقهم في هذا المجال، ويعلمون أيضا من خلال تحليلاتهم مواعيد الأعاصير القادمة وكذلك حالات الخسوف والكسوف اللاحقة. لا أوافق كاتب المقال في ربطه الساذج على هذا النحو.

  5. والله انه لمفرح لنا ان يعود الاسلام قويا كما كان وان تعم الصحوة كل بلاد الاسلام وان يدخل الناس في دين الله افواجا ولكن يا باشمهندس الطيب عدد المعتمرين اكثر من الحجاج فنحن في الغالب نبدا بالعمرة وكما هو معلوم فان المسلمين يفضلون اداء عمرة رمضان لانها تعدل حجة فقد يستطيع المسلم اداء العمرة ولكن الحج يحتاج الي استطاعة مالية اكبر من نفقة العمرة اضافة لانها تعدل حجة مع الرسول صلي الله عليه وسلم ورغم ان الحج في نفس كل مسلم ويتمناه جميعهم الا انه لا يستطيع الكل اليه سبيلا ولدي زميلة كانت تنوي الحج فلما تيسرت لها نفقة العمرة ادتها في رمضان واجلت الحج حتي تصل اليه سبيلا وهذه احد الاسباب المنطقية لكثرة المعتمرين عن الحجيج لاننا جميعنا ننوي الحج ولو كان تيسر لنا العام الماضي واراد الله لحججنا جميعا-نتمني ان ينعم الله علينا جميعا بنعمة الحج والعمرة امين