أ.د. معز عمر بخيت

أنتم لا تفهمون ولا تعرفون ولا تستشعرون (5)

[ALIGN=CENTER]أنتم لا تفهمون ولا تعرفون ولا تستشعرون (5)[/ALIGN] ويتواصل الحوار وردود الأفعال على مقال الأخ الخليفة حول ما كتبته عن المبدع الموصلي واعتراض الأخ الخليفة عن استخدام لفظ المبدع في صفة الخلق وهي من صفات الخالق.
كتب الأستاذ بابكر قدور يقول:
العزيز بروف معز ….
لك الود والتحايا الطيبات ….
أكل هذه الرسالة المطولة لأنك رميت ” البردة ” على الموصلى ؟ …. أليست البردة التى رماها سيد الخلق أجمعين على كعب بن زهير بن أبى سلمى فى القصة المشهورة حول قصيدته التى يفتتحها :
بانت سعاد وقلبى اليوم متبول …. متيم إثرها لم يفد مكبول
ألم يكن رمى هذه البردة تكريماً وتعظيماً وتبجيلاً وتكريماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم للمبدع كعب بن زهير ؟
النابغة الجعدى عندما أنشد قصيدته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ البيت الذى قال فيه:
بلـََغنا السماء مجدنا وجدودنا … وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلى أين يا أبا ليلى؟ قال: إلى الجنة بك، فقال صلى الله عليه وسلم: أولى لك …. أليس هذا تكريماً للنابغة المبدع ؟ ….
ثم أن النابغة الجعدى هذا .. ألم يقل أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ولا خير في جهلٍ إذا لم يكن له … حليمٌ إذا ما أورد الأمر أصدرا
ولا خير في حلمٍ إذا لم تكن له … بوادر تحمي صفوه أن يكدَّرا
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا فضَّ الله فاك ” …. فعاش أكثر من مائة سنة ولم تسقط منه سن ؟ …. ونحن حتى يومنا هذا نقول هذا القول كلما أردنا تعظيم مبدع فقلنا .. لا فض الله فاك ؟
ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم يكن يستدعى الخنساء ويسألها : ماذا قلت فى أخيك ؟ وكان معجباً بالبيت الذى تقول فيه :
وإنَّ صخراً لتأتمُّ الهداةُ به … كأنَّه علمٌ في رأسهِ نارُ
فأى تعظيم لمبدع أكثر من ذلك ؟
ثم لما كان عام الأحزاب وردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من يحمي أعراض المسلمين ) فقال كعب أنا يا رسول الله .. وقال عبد الله ابن رواحة أنا يارسول الله .. وقال حسان بن ثابت أنا يا رسول الله .. فقال نعم أهجهم أنت فإنه سيعينك عليهم روح القدس .. أى تكريم للشاعر المبدع الخلاق حسان بن ثابت ….
ومثل هذا كثير الحدوث أمام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام .. فهل اخطأت يابروف إذا أنت أكرمت صديقك المبدع بمقال هو أقل من أقل مما ذكر هنا ؟ وهل أخرجك المقال من دين الإسلام ؟ أخشى أن يكون وراء الأكمة ماوراءها !!!!
أما الشاعر أمير أحمد من الرياض فكتب يقول:
شكرا دكتور معز على هذه المساحة
الرسالة التي ساقها لك الخليفة رسالة صادقة وشفافة وتحمل في طياتها حباً عظيماً لشخصكم الكريم. وردك للخليفة جاء متناسقاً لفحوى الرسالة وهو رد مقنع وفي النهاية هذه الرسالة وردك للرسالة أرست لنا نهجاً جديداً بخلاف ما هو سائد. هذا النهج الجديد هذا الحوار الهادف والجميل وكلنا مستفيد من هذا الحوار ليس نقداً جارحاً بقدر ما هو يحمل في طياته القلق والخوف من أمر ما يتعلق بالخالق عز وجل …
نحن نشيد بهذه الرسالة ونشيد بروح الحوار الذي انتظم هذا البوست وهكذا يجب أن نقضي ما نقضي من أوقات أمام شاشات الكمبيوتر فيما يفيد وينفع …وآمل أن لا ينحرف الآخرون بآراء تشرزمية تحمل في طياتها النقد لكل من يقترب للبروف بكلمة.
البروف عرفته رجلا يتقبل الآخر بصدر رحب وابتسامته لا تفارقه فهو غني عن الأشخاص للدفاع عنه وهو أصلا ليس في موقع اتهام أو نقد جارح بل العكس تماما قد أتى البروف بهذه الرسالة للملأ ليشاهدو بأم أعينهم على هذا الحوار الهادئ الجميل ولكي نكون شاهدين على هذا الرقي في إدارة الحوارات البناءة وآمل أن يبتعد محبي البروف عن التطبيل والدفاع عنه لأنه ليس في حاجة لذلك والموضوع في أصله موضوع جميل ورسالة جميلة من شخص جميل لانسان جميل فيه تناغم عجيب صبغته المحبة الخالصة لوجه الله تعالي. ودمتم.
أما الأخت خالدة فقد ذكرت الناس فى بلدى يطبقون المثل القايل (اضرب المربوط يخاف الثايب)، يحكمون دايما بالظواهر، يتجاهلون ان الله يحكم على الافعال بالنيات. حتى الدين يتظاهرون به فى العام ولا يعيرونه اهتماماً فى الخاص. وما اكثر المنافقون الذين يعملون رياء الناس. ان افضل الاعمال اذا كان مصدرها ما وقر فى القلب.
وبالفعل توقعت أن يكون لصاحب النغم الجميل والموسقى الحالمة والذي استثار مقالي حوله كل هذه التداخلات الحميدة – الأستاذ الموسيقار يوسف الموصلي مساهمة ورأي حول هذا الجدل فكتب يقول أستاذنا الموصلي: أعجبني الحوار كثيراً، وأعتقد بأن الخلاف مع الأخ الخليفة يتأتي بأن الشكر على الابداع يجب أن يكون مباشرة للذي خلق وسوى المبدعين. أراك ترى بان تثمين أي شى جميل كأنما هو حمد لله وأنه سبحانه وتعالى هو الأعلم بسرائرنا. أرى أن حسن النية وارد في خطاب الأخ الخليفة إلا أننا نخالفه الرأي ونرى أن ماكتبه لك يا بروف من واجبنا أن نكتبه للجور والظلم والتسلط. مع كل الود.
هكذا عبر الكثيرون من الأحباب القراء وأعضاء عكس الريح على ما كتبه الأخ الخليفة وقد قمت بادراجها كما هي حتى يكون مبدأ حرية الرأي والنقاش والفكر مفتوحاً ومكفولاً للجميع من أجل وطن معافى وإنسان حضاري في وطن مزقته الفرقة وقهر الآخر والتعصب غير الحميد.

مدخل للخروج:
يا من سقاه البحر توقي من رحيق الشوق شهد.. إني سجينك في الهوى حريتي هي أن يكون الحب قيد.. حريتي هي أن أظل أسير عشقك للأبد.. وحياة نبضي أن أموت على هواك وأن أشق القلب عَمْد.. إني أحبك فاحتسبني في رياضك نخلة حُبلى بهمس الضوء رعْد.. فالعشق دونك لوعتي وهزيمتي في الحب مجد.. لهواك ينفتح المدى جهراً ويسقط من سمائي ألف سد..

معز البحرين
عكس الريح
moizbakhiet@yahoo.com