تحقيقات وتقارير
نجاح للدبلوماسية السودانية : دعم عربي رفيع المستوى لسلام دارفور يدشنه مجلس وزراء الخارجية العرب

المجلس اتخذ قراره عقب جلسة مطولة خصصت للتنمية و السلام في السودان أخذ الشأن الدارفوري جل الوقت المحدد للجلسة حيث استمع وزراء الخارجية العرب إلى تقرير مفصل قدمه وزير الدولة بالخارجية على أحمد كرتي عن الجهود التي قامت بها حكومة الوحدة الوطنية في دارفور و استمع المجلس الى شرح عن مبادرة أهل السودان و الخطوات الأخرى التي اتخذتها الدولة لإنفاذ حزم الحل المتفق عليها بين السودان و الجامعة العربية ، و قد عزز عرض الوزير ما قدمة السيد رمضان العمامرة مفوض السلم و الأمن في الاتحاد الأفريقي الذي قدم تقريراً عن الأوضاع ً في دارفور ومجهودات مجلس السلم والامن في هذا الصدد وهي المرة الأولى التي يشارك فيها الاتحاد الأفريقي في اجتماعت مجلس الجامعة على هذا المستوى ، و كان لذلك أثر فعال في إصدار هذا القرار الذي يشكل انعكاسا واضحا لنجاح وكفاءة الديبلوماسية السودانية في استقطاب الأشقاء و الاصدقاء و قد علمت (سونا) من مصادر مطلعة بالجامعة العربية أن الفكرة سورية و العرض قطري و القرار عربي بالأجماع ، وعندما سألنا لماذا قطر كانت الأجابة أن لقطر تجربة حية في جمع الخصوم و رعاية مفاوضات الفرقاء باقتدار كما حدث مع الفرقاء اللبنانيين ، و هو ما يأمل العرب أن تفعله مع الفرقاء السودانيين ، و أبدت المصادر تفاؤلا كبيرا بنجاح هذا المسعى خاصة و أن اللجنة تضم في عضويتها ليبيا ذات التجربة السابقة في جمع الحركات المسلحة ، بجانب مصر ذات الثقل السياسي و الدبلوماسي و الاتصال الاقليمي و الدولي الواسع الذي تحسب له الحركات المسلحة ألف حساب ، اما السعودية فهي عريقة ايضا في ابتدار المصالحات و انجاز الاتفاقات ذات الاثر الفعال كما حدث فى لبنان وفلسطين من قبل و لها تجربة مع السودان و تشاد و لا يخفى الوزن السياسي و الدبلوماسي لكل من سوريا و الجزائر
التفاؤل لم بقتصر على المسؤولين رفيعي المستوى بالجامعة العربية فقد اعرب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في اول رد فعل مصري لتشكيل هذه اللجنة عن تطلعه لأن تكلل أعمال للجنة المعنية بالنجاح وأن تنجح جهود بدء المفاوضات بمشاركة الجميع ، حكومة وحركات التمرد ، مشيرا الى أن مصر ستبذل قصارى جهدها من أجل دعم جهود جامعة الدول العربية فى هذا الاتجاه ، وشدد على أن تشكيل اللجنة هو خطوة أولى ذات أهمية خاصة على طريق طويل محفوف بالتحديات وأن الخطوات القادمة سوف تتطلب جهدا مكثفا من جانب رئاسة اللجنة والجامعة العربية لضمان النجاح فى تحقيق الهدف الذى عجز كثيرون عن تحقيقه وهو هدف بدء المفاوضات المباشرة بين الحكومة السودانية وحركات التمرد
اما وزير الدولة بوزارة الخارجية علي أحمد كرتي فلم يخف تفاؤله بهذا القرار ووصفه بأنه الأهم في قرارات مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لأنه يجمع كل حزمة الحل التي تقوم على وقف الحرب و احلال السلام كأولوية مطلقة حتى يمكن انفاذ الحزمة بفاعلية و استمرارية ودعا الجميع بان يقبلوا على هذا القرار بروح جديدة للخروج بالبلاد من المخاطر التي تواجهها. و تعتبر هذه دعوة صريحة من حكومة الوحدة الوطنية للحركات المسلحة للجلوس إلى مائدة المفاوضات وهو ما ظلت الحكومة تردده في كافة المحافل و مع ثقتنا المطلقة في أن تقوم اللجنة المعنية ببذل كل الجهود و تقديم كل الضمانات فإن المعضلة الحقيقية التي يواجهها الجميع هي تشرذم حركات دارفور وافتقارها لأجندة سياسية واضحة تصلح للتفاوض ، ويظل الأمل معقودا في جهود هذه اللجنة رفيعة المستوى التي ستعمل بتنسيق تام مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي في إيجاد صيغة من شأنها جعل التفاوض ممكنا
ويبقى الأمل كبيرا في أن تحدث هذه اللجنة التي القى فيها العرب كامل ثقلهم في إحداث اختراق حقيقي في مسألة مفاوضات السلام مع الحركات المتمرده ، و يعزز من هذا الأمل تكاملية عمل اللجنة الذي لن يقتصر على رعاية المفاوضات فحسب بل يحشد الدعم الإقليمي و الدولي لمعالجة القضايا الانسانية في دارفور بصورة فورية و من ثم إعادة الإعمار و التنمية ، وهذه الاجندة المتكاملة هي التي يعول عليها قي احداث الاختراق المطلوب و ابطال حجج الأوضاع الانسانية التي تتذرع بها الحركات المتمردة لأعادة انتاج الأزمة في الإقليم كلما دنا الحل.
محمد آدم محمد:سونا [/ALIGN]