تحقيقات وتقارير
شراكة الوطني والاتحادي.. (العقد) بعد (الدخلة)
احذروا يا إسلاميي مصر
يتكرر الآن نفس ما حدث في انتخابات الجزائر في جولتها الأولى حين اكتسحت جبهة الإنقاذ الجزائرية الإسلامية تلك الانتخابات وبدلاً من أن يتبصروا الواقع المحلي والدولي جيداً سكروا بالفوز وأطلق بعض قادتهم المؤثرين تصريحات على شاكلة (لاديمقراطية في الإسلام) لن (نسمح بعمل المرأة) (لا دولة مدنية بل دولة إسلامية) وهكذا شعارات رغم أنهم فازوا بصندوق الانتخابات الديمقراطية وأصوات المرأة في إطار نظام مدني!
الآن اكتسح الإسلاميون الانتخابات المصرية في جولتها الأولى ويتوقع المزيد من الاكتساح في الجولات القادمة ومن المؤكد سيفوز المرشح الإسلامي القوي المعتدل لرئاسة الجمهورية(حازم صلاح) دون غيره فالبرادعي وعمرو موسى وغيرهما لا حظ لهما بالتأكيد مع هذا المد الإسلامي الكاسح بشقيه الإخواني والسلفي خاصة إذا اتفقوا. انصح التيار الإسلامي المصري ألا يقع في الفخ وأن يكون أكثر حكمة وذكاءً” ويستفيد من التجربتين التركية والتونسية ولا يستعجل ويصيبه الغرور فهم قد صبروا على الظلم والقهر ستين عاماً منذ ثورة يوليو المصرية التي فشلت بشقيها القومي الاشتراكي والوطني الليبرالي في جمهورياتها الثلاث من إقامة نظام حكم رشيد، عادل وديمقراطي بل انتهت كما بدأت منذ إزاحة اللواء نجيب إلى نظام سلطوي ديكتاتوري فاسد وفاشل ومنبطح لإسرائيل والغرب الأمريكي وقبلها الشرق السوفياتي وسيطرة طبقة جديدة وأجهزة الأمن والاستخبارات والبلطجية ونخب ومافيا ومراكز قوى رأسمالية طفيلية مصت دم الشعب المصري واستولت على مقدراته العظيمة حتى انتفض وثار الشعب المصري وأطاح بها في أعظم ثورة.
أذكر في مداخلة لي في ندوة حول الربيع العربي في القاهرة مؤخراً قلت لأحد قيادات الإخوان وحزبه الحرية والعدالة الذي تحفظ على التسمية (مدنية الدولة) قلت له إن الدولة المدنية تعني عدم الدولة العسكرية أو الثيوقراطية وأن دولة الرسول(ص) هي الدولة المدنية التي ساوى فيها بين جميع الأديان ومجتمع المدينة المتعدد المتنوع. فما يضيركم أن تكون المواطنة هي منشأ الحقوق والواجبات ليس المذهب أو العرق أو الدين أو الجهة؟
[/JUSTIFY]
صحيفة السوداني – محجوب عروة