تحقيقات وتقارير

«عينـو للفــيـل يطعــن فــي ضلـو»!!

[SIZE=5][JUSTIFY]الأخ علي محمود وزير المالية ــ عفا الله عنه ــ «عينو للفيل يطعن في ضلو) وهل من «ضُل» ظلَّ الرجل يشحذ نصله بالليل والنَّهار ليغرسه في أحشائه أقول هل من ضل بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب مما رموه به من تهمة تشويه للاقتصاد أكبر من البنزين المسكين الذي أرادوا بغفلة مُوجعة أن يُشعلوه ويُشعلوا البلد ويفجِّروه بركاناً من الغضب بقرار قصير النظر يتخذونه بدون أن يطرف لهم جفن وبدون أن يفكِّروا في عاقبته المدمِّرة للبلاد والعباد وهل من فيل ظلوا يروغون عن مواجهته ويتحاشون الاقتراب من بأسه وعيونه الحمراء أكبر مما سمّاه د. غازي صلاح الدين بـ «ألاركان الخفية» التي تعجز وزارة المالية عن الوصول إليها؟!

صدق د. غازي وصدق البرلمان الذي لم أَرَه يمارس دوره الحقيقي كما رأيتُه هذه المرة وهو يشير ربما لأول مرة في تاريخه الطويل منذ قيام الإنقاذ.. صدق حين أشار إلى المشكلة الحقيقية المتمثلة في عجز وزارة المالية عن القيام بدور الولاية على المال العام.. تلك المشكلة التي ظلت الإنقاذ تشكو منها منذ قيامها وذلك الفيل الذي ظلت تتوارى عن مواجهته في وقت تطارد فيه ظله البريء المتمثل في «الأركان الخفية»!!
قلنا إن رئيس ديوان الحسابات بوزارة المالية قد كشف عن أن عدد الشركات الحكومية المسجَّلة فقط وليس الوهمية أو غير المسجَّلة والبعيدة عن يد المسجِّل التجاري الذي لا يملك كغيره من العاجزين عن الوصول إلى «الأركان الخفية» أن عدد تلك الشركات بلغ 684 شركة حكومية ظلت وزارة المالية «تنبح» بالليل والنهار «وتكورك» وتنشئ لجنة فنية «للتصرف في مرافق القطاع العام» عمرها يقارب عمر الإنقاذ لكنها لم تستطع أن تفعل شيئاً بل ظلت الجهات النافذة تنشئ المزيد من الشركات التي لا تطولها يد المراجع العام ولا تخفِّف عن وزارة المالية عبء توفير الموازنات والأموال الطائلة لتلك الجهات السيادية بدون أن تعلم شيئاً عمَّا تدرُّه تلك الشركات من أموال لتلك الجهات التي كوَّن بعضُها إمبراطوريات ضخمة تهدر المال في إقامة البنايات والقصور وتبعثره في صحراء العتمور وتتغوَّل به على اختصاصات وزارات أخرى معدمة!!

تلك هي الأركان الخفية أخي علي محمود وصدِّقني وأنت أعلم مني أن عُشر تلك الشركات الحكومية التي قاربت الألف ستكفي حاجتكم وتزيد عن العجز الذي يضطركم اليوم إلى صعود الجبال الشاهقة واقتحام النيران المشتعلة التي يمكن أن تدمِّر البلاد وتفتك باستقرارها.
هل تذكر أخي الزبير أحمد الحسن قانون الهيئات الذي أحدثت به جراحة كبرى طالت جميع الهيئات الحكومية في سعيك لتطبيق شعار ولاية المالية على المال العام؟! هل نجح ذلك المسعى؟! من الطبيعي ألا ينجح لأن القانون السابق كان كافيًا وزيادة لكن نظرية الطعن في ظل الفيل هي التي حملتكم على اختيار ذلك الحل الفاشل!!

إن التشوُّه الحقيقي يتمثل في هذه الشركات الحكومية أما السبب الذي أدى إلى فشل جميع محاولات تطبيق ذلك الشعار فهو المافيا ومراكز القوى التي يحتاج تفكيكها إلى قوة خارقة بعد أن أصبحت ذات نفوذ ضخم ونشأت عنها مصالح تستطيع أن تقاتل بشراسة ذودًا عن «حياضها» ولا يوجد من يملك الإرادة والقوة لتفكيك هذه الإمبراطوريات غير الرئيس ولا أحد يتحمَّل المسؤولية عن بقائها غيره ذلك أن وزير المالية لا يستطيع أن يفعل شيئًا إزاء سلطانها ونفوذها الهائل!!
عاتبني كثيرون حين قدمتُ استقالتي من الحكومة وحلفتُ على الرئيس أن يقبلها فقلت لهم إني «أعرف البئر وغطاها» وأرفض الانصياع والهزيمة أمام مراكز القوى مهما بلغت قوتها وما كان من الممكن حينها للحق أن ينتصر رغم أنه كان أوضح من الشمس في رابعة النهار فمراكز القوى أقوى من الحق لكن الله أكبر ولا يُحيق المكر السيئ إلا بأهله.
إني أرى فيما أقدم عليه البرلمان شعاعًا من الضوء وبصيصاً من الأمل وليته يواصل كشف أركان (غازي) الخفية ويمارس دوره الرقابي والتشريعي بإخضاع المافيا للمراجع العام ثم بمساءلة وزير المالية عن الأسباب الحقيقية التي تُقعد وزارته عن ممارسة ولايتها على المال العام وعن أولئك (المتمردين) على سلطانها فهؤلاء لا يقلون خطرًا عن الذين يحملون السلاح فإذا كان حَمَلَة السلاح يهدِّدون أمن البلاد واستقرارها السياسي فإن أولئك يهدِّدون ويدمِّرون أمنها الاقتصادي وهل الأمن والاقتصاد إلا وجهان لعملة واحدة؟!
أختم بالقول إنه لا حل ناجع إلا بتسليط الأضواء الكاشفة على الأركان الخفية وبإعمال مبدأ الشفافية التي لا يجدي معها إبقاء شيء في الخفاء وعلى الرئيس أن يتولّى بنفسه ملف تفكيك هذه الإمبراطوريات بمنح اللجنة الفنية للتصرف في مرافق القطاع العام تفويضًا يُطلق به يدها فرجل في «ضكارة» عبد الله بشير ذلك الزاهد (الحمش) الذي يعمل مع عبد الرحمن نور الدين يستطيع أن يفعل العجب لو خُلِّي بينه وبين أساطين المافيا.
[/JUSTIFY][/SIZE]

الطيب مصطفى
الانتباهة

‫4 تعليقات

  1. [SIZE=2]لايمكن أن نخصخص هذه الشركات لأننا نثق أن الخصخصة تكون لصالح الفاسدين أنفسهم وبدلاً من أن يسطوا على المال العام فى الخفاء فإنهم سوف يحصلون عليه بالقانون .
    الذى أعلمه أن الدولة تخصخص مؤسساتها الخاسرة ولكنى أرى بعينى أن الخصخصة تتم الآن للمؤسسات الناجحة دون الخاسرة ، أى أن الفاسدين لايريدون شراء مؤسسة يعيدون بناؤها من جديد وإنما يريدون الإستيلاء على المشاريع المربحة والجاهزة .[/SIZE]

  2. من رابع المستحيلات تدخل رأس الدولة ؟
    بحكم المصلحة و السكوت عن التفلتات و التلاعب بالمال العام و الافساد و المفسده التى غطت كل اركان السودان من المركز الى الولايات و المحليات ؟
    هم من المتنفذين و لا ينصاعوا لتنفيذ القرارات الصادرة من رأس الدولة و يعتبر هذا بمثابة نزير شؤوم لنظام يبطش بالبسطاء و يفرض سطوته بقوة السلاح و الارهاب و العذاب و التجويع و المرض الذى تبدل بقدرة قادر من ملاريا الى سرطانات و الله احفظ اهلنا و يحميهم من كل داء و بلاء .
    سبق و انكر راس الدولة وجود فساد مالى !!!!!
    يا للعجب الم يرى بام عينه اقرب لناس اليه يشيد فى القصور و يمتطى السيارات الفارهة و يتزوج مثنى و ثلاث و رباع و النقطة بالدولار ؟
    و المصانع و الشركات و الوكلات و القصور المشيدة المعروضة للبيع بالمليارات لمن هذه القصور ؟
    لقد عمت بصيرتهم و لا ينظرون الا لكشف حسابات البنوكالمحلية و الدولية و سمتى الارساليات الواردة و كم الارباح و من هو المنافس لتدميره و التحكم فى الاسواق و البحث عن عقود استيراد للمنظمات و الحكومة و يا ويلك و سهر ليلك اذا رست المناقصة لغير المتنفذ .
    الشعب هو الضائع فى الحالتين من سلطان جائر و بطانة فاسدة .
    نقضى اجازتنا فى السودان و نتجول بين الاحياء الراقية و نتحسف على ضياع عمرنا فى الاغتراب و نقول يا ليت لو جلسنا و كبرنا الجيوب و نعبئها من المال الذلال المنهمر من دواوين الدولة بالانتماء و الهتاف و التظاهرات المؤيده للنظام و الخبث و التجسس على اقرب الاقربين و ادخال الشرفاء الى السجون و انه اهون علينا من التعب و الشقاء و كفيلى جدد لى و طالب الفين و اذا لم تسدد لا تجديد و الا يبلغ عليك بالهروب و هاكك يا سجن و ماهانة و مذلة و هكذا الدنيا ناس حايسه و ناس عايشه .

  3. انت تعلم بامر هذه المافيا … وخفاياها …. وبالرغم من ذلك قدمت استقالتك …. واقولها بصدق … اذا كان الشرفاء المثالك يهربون ويتركون الساحة لل …..ماذا تسمي هذا ؟ انا اسميه بانك شريك … للاسف … شريك خايب … هم مستفيدون وانت لم تستفيد ولم تفيد …. ارجو ان يكون الرد على كلامي هذا ردا عمليا …. واذا صبيت جام غضبك علي …. تكون عاجزا … للاسف

  4. انت لما كنت عارف الئر وغطاها من زمن كنت وزيرا وحينها كان الفساد ماذال طفل يحبو وتنزيها لنفسك قدمت استقالتك مع الحلف بقبولها, لماذا لم تسلط قلمك المسموم هذامع منبرك العاااادل ضد الفساد بدلا من ياسرعرمان وباقان وغيرهم أخرين لم يضروا الاقتصاد وليسوا اخطر من ربعك المفسدون حسب رايك ( فهؤلاء لا يقلون خطرًا عن الذين يحملون السلاح فإذا كان حَمَلَة السلاح يهدِّدون أمن البلاد واستقرارها السياسي فإن أولئك يهدِّدون ويدمِّرون أمنها الاقتصادي وهل الأمن والاقتصاد إلا وجهان لعملة واحدة؟!)اما كان الاجدربك… ام ان عين الرضا عن كل عيب كليلة.. انت ساكت عن الحق فأنت ……………. ولافائدة في حديثك لناالان . اهمس بهذا الحديث للريس ولو في انسك معه عله يصحو من غفوته ليرى الفسادبعينه الا تدري انه قال اين المفسدين نخلقهم ليكم. نفسي اصدقك