تحقيقات وتقارير

حركات بدارفور.. تعقيدات الوحدة

[ALIGN=JUSTIFY]رغم فشل المحاولات السابقة كافة لتوحيد حركات دارفور التي تحمل معظمها مسمى تحرير السودان منذ ان بدأ انقسامها الشهير في مؤتمر حسكنيته، إلا أنه خلال كل فترة تظهر مبادرة جديدة لذات الغرض، وتجد مثل كل مرة التأييد من بعض الفصائل ورفضاً كاملاً من بعضها الآخر، ومع تعدد المبادرات وكثرة الرفض بدأ المجتمع الدولي بالتعامل مع الفصائل دون ان تفارقه الرغبة في توحيد الحركات مهما طال الزمن .
………………………………………………………………………
وكان آخر هذه المبادرات ما اعلنته قيادات مؤثرة من فصائل حركة تحرير السودان عن ترتيبات لإعادة هيكلة الحركة تحت قيادة عبد الواحد محمد نور ونائبه خميس ابكر الى جانب العمل لتوحيد كل فصائل الحركة بشقيها السياسي والعسكري، واكد خميس عبد الله ابكر رئيس احد فصائل الحركة وجود جهود لضم كل فصائل الحركة تحت برنامج واحد. واضاف ان الدعوة وجهت لكافة قيادات الفصائل التي ابدت موافقتها على فكرة التوحد وقال «ساعون لعقد الاجتماع، لكن لا توجد حتى الآن جهة تستضيفه».
وفكرة توحيد فصائل الحركة كافة التي خرجت منها لاسباب مختلفة تحت قيادة عبد الواحد محمد نور من جديد كحل منطقي لدى البعض للحفاظ على تماسك الحركة كان مقترحا يتردد همسا اثناء محاولة الحركة الشعبية لتحرير السودان توحيد هذه الفصائل في جوبا قبل شهور. ولكن الحركة الشعبية لم تكشف عن هذا المقترح صراحة خاصة عندما تأكدت من رفض الفصائل للفكرة آنذاك، واكدت برستيلا جوزيف عضو لجنة توحيد حركات دارفور بالحركة الشعبية مساعي الحركة المستمرة لتوحيد الفصائل الا انها اشارت الى ان الفصائل هم من يحددون رئيسهم وليست الحركة الشعبية. واضافت لـ «الرأي العام» نحن فقط نساعدهم ونهيئ لهم الاجواء المناسبة للحوار والاتفاق، واشارت الى تواصل جهود الحركة الشعبية في هذا الصدد.
القيادات الميدانية التي انشقت عن عبد الواحد محمد نور وسمت نفسها مجموعة الـ (19) بدأت الآن اقرب للعودة. حيث فأجا سليمان مرجان قائد قطاع الشمال الجميع وأعلن ان عبد الواحد محمد نور يعتبر القائد التاريخي للحركة. بل زاد مرجان الذي قاد تمرد مجموعة الـ (19) «ولا نمانع من تولي خميس ابكر منصب نائب رئيس الحركة»، واشار الى تحركات مبدئية للقادة الميدانيين تجاه الوحدة.
وحتى الآن اتضحت مواقف قليلة بينما لم تبدي فصائل عديدة موقفها من المبادرة ،مراقبون يرون ان العراقيل امام الوحدة ما زالت قائمة، فمجموعة احمد عبد الشافي التي ضمت عددا من الفصائل التي توحدت بمدينة جوبا تحت مسمى حركة تحرير السودان الموحدة لن توافق بسهولة على ما اسماه احد قياداتها بالعودة الى المربع الاول. وقال لـ «الرأي العام» من الصعوبة الوثوق مرة اخرى بمواقف عبد الواحد.
مجموعة اخرى من قيادات حركة تحرير السودان معظمهم من ابناء الزغاوة كونت بعد ان رفضت اتفاق ابوجا حركة تحرير السودان قيادة الوحدة تعتبر اكبر فصائل التحرير الآن في الميدان ،لديها مواقف متشددة وسبق ان رفضت المشاركة في اجتماعات توحيد الحركات في جوبا، وهي الآن تعد الأبعد عن المشاركة في هذه المبادرة برئاسة عبد الواحد محمد نور وهي تعتبر انها حركة كبرى لها وزنها ولا تقل عن حركة عبد الواحد بل انها تقول انها اكثر قوة في الميدان من اتباع عبد الواحد.
وعبد الواحد نفسه ظل يتخذ موقفا واحدا لا يتغير مهما تغير الوسيط وهو عدم الاعتراف بهذه الفصائل وهو يردد دائما ان هؤلاء يعدون خارجين عن الحركة ومؤسساتها وعليهم اذا ارادوا الوحدة ان يتوبوا ويرجعوا الى صوابهم والى مؤسسات الحركة دون ضوضاء، ورفض حتى مجرد الاجتماع مع هذه الفصائل والاستماع اليهم واعتبر ذلك تقليلا من مكانته وسلطاته .
بعض المراقبين يشيرون الى المتغيرات الدولية على قضية دارفور ورغبة عدد من الدول الغربية وامريكا في لعب دور لحل القضية، ويرون ان هذه الدول يمكن ان تلعب دوراً في اقناع الجميع بالوحدة ويربطون الامر بتواجد عبد الواحد محمد نور في امريكا منذ فترة ،وارهاصات صفقة لنجاح عملية التوحيد بالتفاف الجميع حول عبد الواحد محمد نور مرة اخرى.
عموما وفي ظل المعطيات كافة الموجودة وبقراءة متأنية لتاريخ الصراعات بين الحركات المختلفة واسبابها فمن الصعوبة بمكان التكهن بمدى نجاح هذه المبادرة والقطع بعودة كافة الفصائل مرة أخرى تحت رئاسة عبد الواحد محمد نور.
أميرة الحبر :الراي العام [/ALIGN]