تحقيقات وتقارير

قمة التعاون الأفريقي التركي حدث له ما بعده للسودان

[ALIGN=JUSTIFY]شهد العالم حدثاً سياسياً مهماً على صعيد العلاقات الدولية تمثلت في مؤتمر قمة التعاون الأفريقي التركي المنعقد في مدينة إستانبول التاريخية يومي 19 و20 من شهر أغسطس الماضى .
وقد كان لزيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لتركيا للمشاركة في فعاليات القمة أصداء واسعة تجلت في الاهتمام والتغطية الإعلامية الكبيرة التي حظيت بها علي المستوي الدولي.
لقد جاءت زيارة البشير لتركيا بعد صدور مذكرة المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية. وكانت القمة منبراً ملائماً للسودان ليشرح للقادة والزعماء وممثلي الدول المشاركة موقف الحكومة إزاء ما صدر عن المحكمة الجنائية الدولية من الناحية القانونية ورؤيتها حول اقتصار ولايتها القانونية على الدول الموقعة على نظامها, وتطورات القضية وتداعياتها على الأوضاع الداخلية, وعلى عملية السلام خاصة والبلاد على أعتاب الانتخابات العامة وبصدد تحقيق تحول ديمقراطي.
فرصة لتأكيد الانفتاح التركي
أما وبالنسبة لتركيا فقد جاءت القمة عقب القرار الذي أنهت به المحكمة الدستورية الأزمة السياسية التى شهدتها البلاد بعدما حكمت برفض الدعوى المرفوعة لحظر حزب العدالة والتنمية وعدد من قادته الرئيسيين بمن فيهم رئيس الوزراء رجب طيب اوردغان ورئيس الجمهورية عبدالله غول. وقد اعتبر عدد من المراقبين أن ما تثيره هذه الأزمات السياسية يلقي بظلال كثيفة على مجمل النشاطات الاقتصادية خاصة على صعيد اجتذاب الاستثمارات الخارجية نحو تركيا, ولذلك فان هذه القمة يمكن النظر إليها كفرصة لأنقرة لتستعيد صورتها كوجهة جاذبة للاستثمار وتؤكد انفتاحها الاقتصادي.
هذا وتسعى تركيا للانفتاح على الدول الأفريقية والاستفادة من القمة لتعزيز وجودها في أسواق القارة. خاصة وأن حجم التبادلات التجارية بين تركيا وأفريقيا ارتفع من 9 إلى 13 مليار دولار بين العامين 2005 و2007. ونقلت مصادر صحفية عن مساعد نائب وزير الخارجية التركي اونال تشويكوز “هدفنا أن نزيد حجم التبادلات ليبلغ 30 مليار دولار عام 2010”.
وتأتي قمة التعاون التركي الأفريقي في إطار حملة بدأتها تركيا منذ عامين للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، الشيء الذي دفعها إلى تعزيز العلاقات وتوثيقها مع الكثير من دول العالم. والجدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي بصدد انتخاب عضوين جديدين غير دائمين في أكتوبر لعامي 2009-2010.
اتصالات ولقاءات على هامش القمة
من المهم الإشارة إلى أن تركيا تعد واحدة من الدول الفاعلة في الشرق الأوسط, وعلى صعيد متصل نشير إلى أن السودان تربطه علاقات تعاون ومصالح تجارية مشتركة مع الأتراك. وتركيا ذات وزن إقليمي ولها القدرة على التأثير على القوى الكبرى بحكم علاقاتها الخارجية.
وكما هو معروف أن الخرطوم نجحت في كسب العديد من الدول والمجموعات التى تفهمت موقفها من قضية ادعاءات الجنائية الدولية, وبالتالي فان التحرك الدبلوماسي لحشد التأييد والمؤازرة على صعيد هذه القضية كان أمراً مطلوباً.
ولذلك كان أحد أهداف الزيارة بالنسبة للوفد السوداني الانخراط في مباحثات ولقاءات مع المشاركين في القمة. حيث التقى الرئيس البشير بالرئيس التركي عبدالله غول الذي أكد له وقوف بلاده مع السودان في كافة المحافل مبدياً رغبة أنقرة في تعزيز التعاون بين البلدين.
وشملت هذه اللقاءات رئيس دولة بوركينافاسو بليز كمباوري الذي أكد على أهمية السودان في حفظ السلام في القارة الإفريقية، مؤكدا مواصلة دوره كوسيط في حل مشكلة دارفور، والإسهام في تطبيع العلاقات السودانية والتشادية وشدد على أن أزمة دارفور لا يمكن حلها عبر الضغوط الدولية وإنما ستحل بواسطة السودانيين وبمساعدة دولية، وأثنى علي التعاون الذي وجده المبعوث الجديد للاتحاد الأفريقي جبريل باسول (وزير خارجية بوركينافاسو الأسبق).
كما التقى البشير على هامش القمة رئيس مالي أحمد توماني توري حيث تطرق اللقاء للعلاقات المتطورة بين البلدين، ودور جمهورية مالي في حل مشكلة دارفور من خلال قوات حفظ السلام، والعمل علي دفع جهود السودان في مواجهة ادعاءات المحكمة الجنائية الدولية.
كذلك التقى البشير بالسيد أكمل الدين إحسان اوغلو الأمين العام لمنظمة رابطة العالم الإسلامي الذى أكد موقف المنظمة الداعم للسودان في مواجهة ادعاءات اوكامبو. مشيراً إلي استمرار الجهود لاحتواء مذكرة الادعاء، وأعلن أن المنظمة بصدد الترتيب لمؤتمر للمانحين لدعم السودان في الأيام القادمة.
إلى ذلك صدر القمة الأفريقية التركية التي عقدت تحت شعار “التعاون والتضامن المشترك من أجل مستقبل أفضل” البيان الختامي والذي أشار إلى الصعوبات التي تعاني منها الدول الأفريقية في إرساء دعائم النهضة الاقتصادية والتأقلم مع مرحلة العولمة وأكد البيان على ضرورة تعاون الدول المشاركة في القمة من أجل تخطي هذه الصعوبات والعمل لصالح القارة الأفريقية.
المصدر : (smc)[/ALIGN]