بالصور…أكذوبة إعلانية ونصب علني .. “لاصقة إزالة السموم” استثمار بيع الوهم
هذه الصيغة اعتادت علينا آذاننا عندما دخلت العديد من المنتجات المستوردة لتغزو الأسواق المصرية بلا ضابط أو رابط ، وكانت إحداها تلك اللاصقة العجيبة التي أصابت المشاهدين بالصداع والحيرة فى الوقت نفسه ، حيث يتكرر على بعض الفضائيات لأكثر من مرة كل 10 دقائق تقريباً خلال الفواصل .
يضم هذا المنتج 10 لاصقات ، توضع على القدمين لمدة 8 ساعات ليلاً بدعوى سحب السموم من الجسم ، فتتحول إلى اللون الأسود ، وبالتالي تغير حياتك وتشعر بالراحة ، ويباع هذا المنتج من خلال الإعلانات بـ150 جنيه مصري ، وبعد شهور من دخوله وانتشاره فى مصر بات يباع على الأرصفة بـ 50 و20 جنيه مصري فقط ، ويبقي السؤال ما هوية هذا المنتج وهل هو فعال أم أنه مجرد وهم ووسيلة جديدة للنصب والاستغلال.
سموم غير موجودةد. محمد سعد عبد اللطيف – أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة كشف للهنً عن أسرار هذا المنتج “السحري” الدخيل قائلاً : طلبت منى أحد الشركات تصنيع هذه اللاصقة بالمواصفات اليابانية ، وبالفعل قمت بذلك ، وبعد فترة قليلة توقفت الشركة عن تصنيع بنفس المواصفات المطلوبة ، وعرفت فيما بعد انه تم استبدالها بمنتجات رخيصة تتفاعل مع العرق لتعطى اللون الأسود وهو “رمز خروج السموم من الجسم”.
وعن مدي فاعلية المنتج أشار د. محمد سعد إلى أن لاصقة إزالة السموم ظهرت في اليابان منذ 40 عاماً ثم أنتجتها الصين بعد ذلك بسنوات ، وهى فعلا تقوم بسحب السموم من الجسم ، ولكن السموم المقصودة تتمثل في ” الملوثات غير العضوية” مثل عناصر ( التكنيوم ، الرصاص، اليورون ، الزرنيخ ، الزئبق ) وهذه الملوثات لا توجد إلا فى الدول الصناعية الكبري كاليابان المبتكرة للاصقة ، ثم تلتها الصين وصنعتها ولكن بجودة أقل ، لذلك لا تقوم هذه اللاصقة بأي عمل فعال ، وليس لها جدوى من الاستخدام في مصر أو فى أي دولة عربية أخرى.
ويرجع د.عبد اللطيف عدم فاعلية اللاصقة إلى أن مصر دولة خدمية وزراعية ، وليست صناعية ، حتى المناطق التي توجد بها بعض المصانع كالعاشر من رمضان وغيرها ، لا تعد مناطق ملوثة حيث يوجد مصنع كل 1000 متر ، وهذا لا يعنى إصابة الإنسان بالملوثات غير العضوية ، ولا يتسبب بالتلوث بأي حال من الأحوال .
ولا تجد هذه اللاصقة رواجاً في أوروبا ولا تباع بالرغم من أنها تضم دول صناعية ، ولكنهم يتمتعون بالصناعة الآمنة وذلك بوجود المصانع في مناطق بعيدة عن الأراضي الزراعية والسكنية ، أما الصناعات الضارة الملوثة فتصنع خارج البلاد في الدول الفقيرة كمصانع الأسمنت على سبيل المثال التي يوجد في الصحاري النائية المصرية.
زيف ووهمويؤكد د. سعد أن هذه المنتجات دخلت من أجل الاستثمار ، لأن الملوثات التي تعمل عليها اللاصقة غير موجودة في الأصل ، وبالتالي فهي عديمة الجدوى ، أما بقية قائمة الأمراض التي تعالجها اللاصقة وكتبت كأمراض الكلى والضغط وغيرها ، فتم كتابة ذلك على العبوة محلياً ، والأمر ليس له أي تأثير على أرض الواقع.
ومن باب العلم ، يمكن لأي شخص يعيش في أي دولة صناعية ملوثة بملوثات غير طبيعية أن يستبدل اللاصقة منزلياً وبنفس الكفاءة عن طريق وضع القدم في ماء مثلج وملح مع التدليك يوم بعد يوم ، حيث يدخل الكلوريد بالملح عبر المسام ويتفاعل مع الترسبات المعادلة ويخرج بها من الجسم ، ويكرر د. محمد سعد أن هذا البديل أيضاً غير مجدي لأننا لسنا بحاجة إليه.
ويردف د. محمد سعد سبب تصنيع هذه اللاصقة جاء نتيجة تسبب الملوثات الصناعية فى الاصابة بالعديد من أنواع السرطانات بسبب دخول العناصر التى سبق وتم ذكرها إلى الجسم ، فلجأت الدول الصناعية الكبري لتصنيعها للوقاية من هذه الأمراض ، وسبب شعور بعض من لجئوا لشرائها “الأصلية” بالراحة يرجع إلى الحالة النفسية بالإضافة إلى أن أحد أعراضها الجانبية هي تنشيط الدورة الدموية بالقدمين فقط.
أما الملوثات الموجودة في مصر ، فذكر د. عبد اللطيف أنها عبارة عن ملوثات عضوية ، نتيجة بعض المركبات العضوية التي تهاجم الكبد والقولون والبروستاتا والثدي والمخ والأمعاء ، وتتسبب في الإصابة بالسرطان لهذه المناطق ، كما تستهدف الجهاز الليمفاوي ، وذلك بسبب بعض العادات الغذائية الخاطئة مثل تناول الأطعمة الجاهزة وتناول السكر والملح ، واستهلاك القمح بكميات كبيرة .
حيث أثبتت الدراسات أن المواطن المصري يستهلك فى المتوسط 200 كيلو قمح فى السنة ، والقمح في مصر يرش بمادة الايثايل برومايد الأمر الذي يؤدي تعطيل النسل، وإصابة النساء بتكيسات المبايض ومشاكل جدار الرحم للفتيات والضعف الجنسي وقتل الرغبة لدي الرجال ، ولتفادي بالآثار الضارة للمواد العضوية ينصح د.عبد اللطيف بالحرص على الآتي :
– تناول الخضروات والفاكهة الطازجة.
– تناول الحبوب فى صورتها الصحية كاللوبيا والفاصوليا والعدس
– تناول القمح المصري فقط.
– البعد عن المقليات والأغذية المصنعة والمشروبات الغازية ، وتناول الألبان والزبادي الطبيعي ، وتجنب المعلب والمبستر منه.
كما وجه د. سعد انتقاداً لوزارة الصحة التى لازالت لم تشهد أي تغيراً كغيرها من مؤسسات الدولة بما أننا لازلنا نعيش في نظام مبارك ، مؤكداً أن زيادة عدد المستشفيات تؤكد أن الوزارة فقدت ورها الأساسي وفشلت ، لأن ذلك يعنى زيادة المرض ، والمطلوب منها زيادة عدد الأصحاء والبحث عن كيفية العلاج.
مضيفاً أن وزارة الصحة هى المسئولة عن تعيين الأطباء وعن عن دخول وترخيص أي منتج لمصر ، وكان النظام السابق يعقد صفقات مشبوهة لا تنطبق عليها المواصفات العالمية .
وفي النهاية يطالب د. محمد سعد بضرورة وضع معايير ثقافية فى المدارس والمناهج التعليمية تحدد الثقافة الصحية لكل مرحلة عمرية ، والبحث عن معايير الصحة اللآزمة لبناء سوي لعقول الأجيال القادمة من أطفالنا وشبابنا. [/JUSTIFY]
[SIZE=4]اكيد النسوان حيكونو صدقو الكلام دا واشترو [/SIZE]