فدوى موسى

نساء مجرمات


[ALIGN=CENTER]نساء مجرمات [/ALIGN] تقول التقارير المرتقبة لأمر المرأة والجريمة إن هناك زيادة في نسبة ارتكاب الجرائم من قبل الجنس اللطيف والصحف تحمل تأكيدات بأن المرأة مثلها مثل الرجل من حيث قابليتها فطرياً للجنوح لارتكاب الجريمة.. وربما كان وقع وأثر الظروف الاقتصادية الضاغطة من الدوافع وراء خروج المرأة من ثوب الراحة إلى دنيا الجريمة وهذا ليس مبرراً ولكن اعتماداً على أن خروج المرأة إلى دنيا الحراك أوجب احتكاكها مع كل ألوان الطيف المجتمعي وحسب ما ورد بالصحف «أوردت شرطة ولاية الخرطوم أن جملة جرائم النساء خلال العام 2009م تمثل نسبة 7.13% من جملة بلاغات الولاية…»..

عموماً أتاحت لي زيارة سابقة لسجن النساء قبل سنتين رؤية نماذج لنساء محكوم عليهن في جرائم مختلفة بدءًا من القتل.. رغم أن هدف زيارتي كان لاحدهن ممن يبقين لحين السداد إلا أنني رأيت ما يدل على أن للمرأة القدرة على ارتكاب كل أطياف الجريمة وفي أعماقي أن المرأة كائن رقيق وحنين ولكن يبدو أن ظروف كل جريمة كانت الممهدة لبلوغ الجريمة مداها الأخير «أي حتى إثبات وجود الجثة… أو حالات القبض متلبسة..»..

فهل الظروف العصرية والواقع الحالي والمشاكل والإفرازات الاجتماعية هي الدوافع وراء جرائم المرأة.. إحداهن تقول إن ظروف زواجها من رجل جبّار وضنين كانت وراء قتلها لهذا الواقع البائس في شخص زوجها اللئيم الذي تنتظر ظرف مكان وزمان لتلقي عقوبتها مقابل ذلك الجرم… وأخرى احتد أمامها النقاش فكانت وسيلة فضّها للنقاش «قلب الكافتيرة على وجوه المتناقشين» الأمر الذي أوصلها إلى ذاك المكان وذلك الانتظار القاتل… سلسلة من الجرائم والمتهم فيها امرأة.. فهل خرج مارد الشر من باطن الجنس الناعم؟! حتى صارت نسبة منهن نساء مجرمات.

* لفظ عاهر

كثيراً ما تخرج كلمة من بعض النصوص تجعلنا نندهش لورودها… فجأنا في الأيام الفائتة الأستاذ «إسحق أحمد فضل الله» بلفظة لم يوفّق في اختيارها وأنا كقارئة مداومة لمقاله أصابتني صدمة وهو المثقف الذي يمتلك ناصية الكتابة ويجعلنا نبحث عن مآلات الأحداث بين سطور كلماته… فلماذا هذا الخروج عن نص الاختيار… وحتى هذه اللحظة يُدهشنا بالإصرار على تلك الكلمة «من يعيش في مثل أيامنا هذه ما يحمي صغاره هو استخدام للألفاظ يصبح تطعيماً ضد ما هو أسوأ.. والعري والبذاء هما الهوان الذي يتنفسه زماننا هذا في شاشة وإذاعة ومطبوعة…»

أستاذ… لا أملك مقارعة قامتك وقلمك المؤثر.. استحلفك بالله عف عن هذه اللفظة ومثيلاتها… ولا تجعلها ندخل في قاموس أحاديثنا الأسرية.. فلغتنا في البيت والشارع والعمل تتأثر بما يرد من أمثالكم.

* تريزا

التقيتها بعد فترة طويلة من الغياب في وسط السوق العربي استقبلتها واستقبلتني بكل الفرح والود.. إنها الأخت الأبنوسية الجميلة «تريزا».. فما أحسست بغضاضة أو ألم في تلاقينا وسألتها بكل بساطة «أها يا تريزا.. قاعدة معانا ولا ماشه؟؟» فردت بكل أريحية «معاكم لحدي شهر اتناشر.. بعد داك بنمشي…».. «يا زولة إن شاء الله خير» وواصلنا حديثنا كما هو معتاد.. فما أحسست بالحقن والتشاحن الحالات التي تضج بها الأجواء السياسية.. بالله عليكم أنتم تعاهدتم على إعطائهم حق تقرير مصيرهم.. وها هم يمارسون حقهم وفق رؤاهم أو رؤي من ارتضوا رؤاهم بالله عليكم ركزوا في حدود دولتكم القادمة المتقلصة.

*آخر الكلام:-عجبي.. المرأة في بعض الأمكنة تجنح للجرائم.. وكلمات قاسية «تدقش» آذاننا وتجعلنا مذهولين.. وأخوات وأخوان تريزا حسموا أمورهم وجهّزوا ورتّبوا لعيد استقلالهم..

سياج – آخر لحظة – 16/10/2010
fadwamusa8@hotmail.com


تعليق واحد

  1. بسم الله ماشاء الله و الله يعطيكي العافية يابت موسى قبل فترة قرات مقال لك و تكررت و دائما الاحظ التميز في الطرح ولغة الكتابة ربنا يوفقك ولك مني التحية والسلام