طه كجوك

دراما الأساطير السودانية الحديثة


[ALIGN=CENTER]دراما الأساطير السودانية الحديثة[/ALIGN] لا يراهن اثنان عن مدى ارتفاع مؤشرات الثقافة لإنسان السودان، شعب يتلألأ علماً وثقافة، ولكن يدهشني أن تجد القصص الخرافية والأساطير التي يتبادلها المجتمع السوداني مردوداً واسعاً تتناقله جميع شرائح المجتمع، وبعمق ما تحمل هذه الشائعات من مؤشرات حرجه تحمل بطياتها الكثير من التساؤلات إلا أنها كالعدوى تنتقل وتتفشى في جميع المجتمعات بشتى ألوانها لتصبح حديث الساعة.
بعد أن هدأت أمواج الانتخابات وقيضت أحداثها وجدنا أنفسنا تحت غيوم مجهولة الأهداف تدور أعيننا يمنى ويسرى بمتابعتها، (الإنفصال) إما أن تمطرنا وتنزل علينا بركات السماء والأرض، وإما أن تكون عواقبها لا تحمد..
في ظل هذه الأجواء متوالية الترقب ربما نكون قد استرحنا من الأساطير والقصص التي تصب في قوالب فنية محكمة الصياغة بها دعائم اوتوماتيكيه تتبني حاله سلسلة ومبسطة من الجدية ومطابقة للعقل والمنطق حول أسطورة ما ليتم تحويلها إلى واقعه حديثه كي يصدقها العاقل ذو العقل الرشيد يبصم عليها بالعشرة. وكانت آخر هذه النشاطات أسطورة (مياه البراميل) التي زاع سيطها كأخواتها ومضمونها بأن هناك ماء موجودة على البراميل يشرب منه الشاربون دون أن ينقص، ومن قبلها أحداث (الكريمت تش) أو (حاج تش) الذي زعم أنه أوتى مفاتيح الأسقام بمجرد كية من نار وهكذا .. دواليك حادثة تلو الأخرى تشهدها المسارح الطبيعية مروراً بأسطورة أصوات المقابر التي تُسمع من صياح وضرب بالمطارق وصراخ!! وتوافد الآلاف وخصصت لها محطة بالسوق العربي وكذا تسوقنا الأحداث إلى ذاك الساحر الذي شهدته عاصمة الثقافة العربية لعام 2005م (الخرطوم) فهو الذي يغيب الأجزاء الحساسة للرجل بمجرد نظره، ويستردها بمقابل مالي، وتتوالى الأحداث لتكون مسرحها في أرض النخيل وبطل المسرحية ذاك الرجل الذي يمارس حياته طبيعة أثناء النهار بهيئته الآدمية حتى إذا جنّ الليل تحول إلى هيئة كلب يسطو المساكن ويروع الآمنين ليمارس حرفة السرقة.
بعد أن نغتسل من معمعة الأحداث السياسية الراهنة تصبح الأجواء خصبة صافية جاهزين لإستقبال حدث ما!!

طه كجوك – ثمرات من النخيل
kjouk@hotmail.com