طه كجوك

رومانسية الرجل السوداني


[ALIGN=CENTER]رومانسية الرجل السوداني[/ALIGN] كثيراً ما يتشدق المتشدقون ويتطاولون على رومانسية الرجل السوداني!! ولو سلمنا عقلنا البشري زمام الفصل والحكم عن مدى رومانسية الرجل السوداني لأصدر الحكم مدعماً بالسوابق والقرائن بأن الرجل السوداني ذو رومانسية مميزة رغم معاناته الحقيقية في غدوه ورواحه يتلمس أسباب سبل العيش الكريم في حلبات المعايش تحت ظل السماء وأشعة الشمس الحارقة وبالرغم من ذلك تجد بداخله قصور بها غُرُفات وحدائق وأجنحة للرومانسية الطبيعية التي تتأتى من مخاض المشاعر القلبية الصادقة.. وكفى بها نبضاً رغم هذه الظروف فهي رومانسيه Another Style. من نوع آخر ولا تماثل تلك التي تعرض في مسلسلات أنقره أو أنها تسير كما سيّرها (ليوناردو ديكابريو) بطل التايتنك؟؟ البون شاسعاً بين الاثنين !! فرومانسياتهم مزيفة تخالف واقعهم لأنها منسوجة على شفا قصص غرامية نُظمت حلقاتها بمهد المدن الفنية لتعرض على الشاشات ومعتليات المسارح.. فالرومانسية غير متوقفة على الطلعات والأزياء الماجنة والموسيقى الهادئة والإضاءة الخافتة وتشابك الأيادي وكشف تقاسيم الأنوثة في قلب الشوارع وأمام الملأ !!
أجدادنا وآباؤنا عاشو أحلى رومانسية ولكنها لم تكن كما تمنتها أوساطنا النسويه .. فالرومانسية التي يعيشها الرجل السوداني مزروعة في الأعماق وتتعامل فقط بآلية المشاعر الصادقة الوفية من القلب إلى القلب ولا تحتاج إلى مظاهر، وتنفذ بين الزوجين بكل حياء ومراعاة لشعور الآخرين واحتراماً للشارع والنظام العام… رفقاً بمشاعر الكادح السوداني أيها الفلاسفة، فلماذا تجبرنا الأوساط النسوية أن نكون مثل (ليوناردو ديكابريو) أو (مهند) الذين يتصنعون الرومانسية من أجل دراهم معدودات أو شهرة..
فليأتنا ليوناردو أو مهند ويركب من موقف استاد الخرطوم إلى الحاج يوسف أو إلى الكلاكله بالحافلة، ويندى جبينه من الزحام ، وبعدها دعه ليمارس رومانسيته في ظل هذه الظروف!صدقني بلا مجاملة وقبل أن يصل البيت سيشترى من محلات العديل والزين سوط عنج ويذهب به إلى البيت ليكون الضرب المبرح جزاء معشوقته إذا تجرأت برومانسية ما.

طه كجوك – ثمرات من النخيل
kjouk@hotmail.com