طه كجوك
أنفلونزا الثعالب
ونحن من أصقاع الريف نرفع إشارات الاستغاثة ، ليس إلى وزارة الصحة ولكن لأبناء الريف، لأننا بصدد أنفلونزا أخرى من نوع أخر وهذه المرة بطل الأنفلونزا هو (الثعلب)(أنفلونزا البعاشيم) وليس خوفي على صحة وحماية البعاشيم(الثعالب) من الإنقراض أو أنى أعول على ساكنات الأطلال التي كانت شرّ خلف لمنازل المهاجرين الذين هجروا أوكارهم في شمالنا الحبيب بحثاً عن راقد العيش والخدمات وغيرها،ولكن خوفي من عقوبة ما ينعق في أركانها الغربان.بالرغم أن وسائل الإعلام الداخلية قد أجحفت في حقها من كونها المرشح القادم لإصابتها بالأنفلونزا.
والأمر أشدُ من كوّن الثعالب تكُون صاحبة إهتمام من قِبل الإعلام! ولكِنها مُؤشر خطير يدُل على خُلو الريف من أهله بعض الشيء، وإنها لم تجد الأرض مهداً إلا عندما انعطف مسار الريف انعطافاً خطيراً بخطوات متتالية إلي الهجرة صوب المدن حيث الحضارة الزائفة بحثاً عن الخدمات وضمان المستقبل..
إن الريف هو بطل الفلم القادم ودفة التقدم والنمو فضلاً على أنه يحمل بين جوانحه مفاتيح الاقتصاد وله نصيب الليث في شعار الوطن الواحد (سلة غذاء العالم) إن الريف اليوم لم يكن ذاك الكابوس الذي تمددت رمل المسافات من وحل وقيعان وخيران وحجارة صلبة مستميتة تعرقل خط السير مما جعلنا نسير في دربه ليالي وأياماً ضامرين!! بل لملمت الرمال رماة ذراتِـها بكل حياء وتهشمت الصخور مُكرهةً بقوة آليات السفلته ولم يعد إلا سويعات قليلة تفصل الريف من المدينة. والآن أعود أشهق بأنفاس التفاؤل بأنه لابد وان طال المدى ستستتر جموع الثعالب إلى مثواها الأخير بين طفيليات السنط والطلح..
ولو عملت الثعالب أن أديم هذه الأرض التي تتبختر عليها قد مشى عليها عظماء وعلماء كان لهم جبروت لا يضاهي في الحكمة والكلمة والأصالة وأمم أجرى الله الخير على يديها وتوالدت من أصلابهم نواة طيبة مدججة بالحكمة ومزدانة بالكرم والشهامة لما خطت خطوة واحدة في وضح النهار، ولو كانوا على قيد الحياة لما انبسطت الأرض لمواكب الثعالب ولما تجبرت فيها ، ولله در الشاعر القائل (جدير إذا الليـوث تولت … أن تلي ساحتها جموع الثعالب) ولو أخذنا هذا البيت من الشعر على سجيته لوجدناه مفصل لنا تماماً بغض النظر عن مفاتيح البلاغة ومقصد الشاعر… فالله الله على الريف .. وكم سيسعدني مشاهدة مواكب الهجرة العكسية إذا شدت رحالها إلى الشمال .. وبقوة الله سيكون ذلك..
إن الأمر أشد من كونها تكون صاحبة اهتمام من قبل الإعلام في حال أنها تتشرف بالأنفلونزا التي أصبحت محط الأنظار!! الأمر أنها تلبس النفس بشيئ من الكآبة في نفوس أهل الريف لأنها لم تتأتى إلا عندما انعطف مسار الريف انعطافاً خطيراً بخطوات متوالية إلي الهجرة صوب المدن حيث الحضارة الزائفة.. أو لم تكن هذه الثعالب مؤشراً يدل على خلو الريف من سكانه بعض الشيئ.. إن الريف هو بطل الفلم القادم ودفة التقدم والنمو.. أن الريف يحمل بطياته مفاتيح الإقتصاد وله نصيب الليث في شعار الوطن الواحد (ثلة غذاء العالم)إن الريف اليوم لم يكن ذاك الكابوس الذي تمددت رمل المسافات من وحل وقيعان وخيران وحجارة صلبة مستميتة تعرقل خط السير مما جعلنا نسير في دربة ليالي وأياماً ضامرين!! بل لملمت الرمال رُمات ذراتها وتهشمت الصخور مُكرهتاً بقوة آليات السفلتة ولم يعد إلا ساعات قليلة هي الفاصلة بين الريف والمدينة، ساعات قليلة تنطوي المسافات غير أنها شاسعة الفرق بين مآثر الريف والمدينة وما يحتضنه من خصوصيات تسر إلى النفس وبها يرتاح بالك وتعيش في استجمام من الصخب وغيره.وأعود أشهق بأنفاس التفاؤل بأنه لابد وان طال المدى ستستتر جموع الثعالب إلى مثواها الأخير بين طفيليات السنط والطلح..ولله در الشاعر القائل (جدير إذا الليـوث تولت … أن تلي ساحتها جموع الثعالب)وبغض النظر عن مفاتيح البلاغة ومقصد الشاعر لو أخذنا هذا البيت من الشعر على حقيقته لوجدناه مفصل لنا تماماً.
ولو علمت الثعالب أن أديم هذه الأرض التي تمشى عليها قد مشى عليها عظماء وعلماء كان لهم جبروت لا يضاهي في الحكمة والكلمة والأصالة وأمم أجرى الله الخير على يديها وتوالدت من أصلابهم نواة طيبة مدججة بالحكمة ومزدانة بالكرم والشهامة لما خطت خطوة هذه الثعالب خطوة واحدة في وضح النهار ولو كانوا على قيد الحياة لما انبسطت لها الأرض مهداً وتبخترت فيها.. فالله الله على الريف .. وكم يسعدني أن أشاهد مواكب الهجرة العكسية قد شدت رحالها إلى الشمال .. وبقوة الله سيكون ذلك..
طه كجوك – ثمرات من النخيل
kjouk@hotmail.com