طه كجوك

انحراف في تسميه أطفالنا

[ALIGN=CENTER]انحراف في تسميه أطفالنا [/ALIGN] إن المتصفح لصفحات تاريخنا المجيد يجد أننا نسير نحو انحدار عميق بعد أن عصفت بنا عواصف الرمل التي أرمدت العيون والأرواح إذ أن عاداتنا وثقافاتنا تُسلب سلباً وتسقط بعشوائية من أمام أعيننا وكل ذلك بفعل أيدينا وبإيمان من ضمائرنا، وإذا سقطت لبنة صغير من الجدار تترك فراغاً وتكون عرضه لسقوط الأخرى فيكون الجدار على خطر عظيم. فما أعظمها من لبنة تهاوت سقطت بلا هوادة عندما انعطف مؤشر الأسماء التي كنا نقتدي في تسمياتنا برجال وأمهات منهم من إصطفاهم الله ومنهم من خلدوا لنا مجداً لا ينسى، فالإنسان ابن بيئته، واسمه نتاج ثقافة هذه البيئة.ليتنا لو استعنا بالتوجهات القرءانية المضيئة والتي لا أراها إلا كمشكاة تأخذ بنواصينا وتقودنا إلى سبل السلام في جميع معاملاتنا حتى في الأسماء والتأدب في الكنيات والألقاب, فهذه دعوه لنعطل عجلة الأسامى الدخيلة إذ أنها تحاك بإبر مسمومة تأتينا من بلاد العجم ومن أماكن لا تتحرى تقوى الله في معاملاتها، فما الذي يجبرنا على ذلك، ولماذا نعتز بالثقافة الغربية في كثير من معاملاتنا وننسى تراثنا العربي الإسلامي الذي وجدناه موثق في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!! يندى جبيني عندما أرى أن الثقافة الغربية أو الثقافة التي لا حظ لها في الإسلام قد وضعت أياديها في كل معاملاتنا وخاصة في تسميه فلذات أكبادنا.. فلماذا نتشبه ونتمسك بثقافات لبلاد لا يشع فيها نور الإسلام. فلا تأخذنا العاطفة أو من باب التقدم والتحضر بأن نسمى بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان. فلو سميت ابنك على سبيل المثال (أبو بكر، عمر ، أسامه ، همام ، عروه .. الخ)( رُفيدة ، ليلى ، أسماء ، أروي .. الخ) من أسماء الذين صاحبوا نبي الله أو الأسماء التي ذكرت في القرآن عندها تتعشم أن يقتدِي هذا المولود بالسلف وتكُون قد بدأت حياته مستقيمة، أما إذا سميته بالأسماء المشتقاة من ثقافات أخرى أو من مشتقات الحب والليّن إقتداء بمشاهير الهوى، فهل من هذا خير يرتجى؟؟ وماذا تنتظر من طفل سميته بهذه الأسماء المتأرجحة؟ يتعين علينا من باب العدالة وعدم الأنانية أن ننظر للطرف الآخر وما أدراك ما الطرف الآخر إنه فلذة كبدنا ، وخاصة إذا كان الاسم يخفى في معانيه صفات لا تليق بشرع الله أو عاداتنا وربما يكوّن مردود سلبي على نفسيات الطفل عندما يكبر.ومن ضمن هذه الأسماء التي يمكن أن نقف عليها على سبيل المثال لا الحصر اسم “راما” والذي هو معنى لإله مُدَّعي عند الهنود، فما أخطره من اسم طالما أنه يمس العقيدة!! وهكذا هناك أسماء كثيرة تجد أن مضمونها يخالف شرعنا الإسلامي، فيجب أن نتوخى الحزر من هذه الأسماء والتأكد من معانيها وأبْعَادها وملائمتِها لتعاليم ديننا الحنيف لنكُوّن ساهمنا في دحر هذه العادة السيئة.

طه كجوك – ثمرات من النخيل
kjouk@hotmail.com