طه كجوك
خواطر خروف
ومن عادة البهائم بصفة عامة إحترام راعيها بدليل أنها تنهض واقِفة عندما يقبِلُ عليها وتعانِقه بالإلتفاف حوله لأنه هو صاحب الإهتمام بأعلافها، إلا أنها في هذه الأيام تناست القاعدة المؤتلفة عليها وخرقت عادتها، لأن راعيها لا يدخل لوحده هذه الأيام بل يكون برفقته أحد الزبائن أو أحد مستشاري التثمين، لذلك يصيبها نوع من الإحباط.
ربما كان سابق الذكر خواطر سكان الحظائر من الضان، أما عالم البشرية التي حباها الله العقل والتدبير وفضلها على باقي المخلوقات فهي أيضاً تعيش أجواءً أخرى من التفكير وحل معادلة المهِيّة مقارنةً بالإلتزامات الأسرية خاصة من ذوي الدخل المحدود. فهناك الكثير من الشرائح تعانى من الحيازة على قيمة الخروف والذي أصبح صعب المنال في وقت تدافعت فيه الإلتزامات، وفي الغالب يكون دور الأطفال فعالاً لإجبار ذويهم من ذوي الدخل المحدود بالأضحية وذلك لما يجدُونه من فرحة عارِمة وأرجُوحة فخرية عندما يتبادلون الحديث مع أقرانهم والكل يتحدث عن ميزات أضحيتِهم، لذا لا تكون فرحتهم إلا بالأضحية وعندها يعلن رب الأسرة التعبئة العامة لمصادر دخله ويجمع قواه المادية ويُؤجل كثير من الإلتزامات من أجل الأضحية حيث أنها ترهق كاهله بأسعارها الباهظة وتلقي بعبئها الثقيل على إمكانياته.
وربما تعزف بعض الأسر عن الأضحية مُكرهِين وسائلين الله أن يبسط لهم في الرزق لنالو حظهم في الأضحيات القادمة.
فلا تثريب عليك أيها العائل الذي لا تجد ما تُضحى به، فقد ضحّى عنك سيد ولد آدم عليه من الله الصلاة وأتم التسليم كما جاء في الحديث:(عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش أقرن وقال: هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي). رواه أحمد.
طه كجوك – ثمرات من النخيل
kjouk@hotmail.com