تحقيقات وتقارير

وليامسون في الخرطوم .. هل تعيد واشنطن ترتيب أوراقها؟

[ALIGN=JUSTIFY]* تتزامن مع التحرك العربي لإنجاح مبادرة دارفور

في زيارة هي الثالثة له حط المبعوث الأمريكي ريتشارد وليامسون رحاله في مهمة تبدأ من جوبا لبحث ملف أبيي واتفاق السلام الشامل فيما يدخل مع مسئولين حكوميين في مباحثات تشمل قضية دارفور وقضية المحكمة الجنائية الدولية وسط تشاؤم حكومي بأن الزيارة لا تحمل جديداً حول كافة الملفات العالقة وتوقعت مصادر حكومية أن لا تثمر الزيارة عن أي مضامين إيجابية مستندين إلى لقاء المبعوث الأمريكي بنائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه بنيويورك الأسبوع الماضي والذي لم يشير إلى وجود تحسن في أي من الجوانب المتعلقة بين البلدين. هذا التشاؤم الحكومي لم يأت من فراغ لأن المبعوث الأمريكي ومن خلال زياراته السابقة لم يحقق ما يدعو إلى التفاؤل وقد قوبلت خطواته وتصريحاته بالرفض. وقد أعتبر د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية من قبل أن ربط المبعوث الأمريكي للحوار السوداني الأمريكي بقضية أبيي غير مبرر.
وفي ذات الاتجاه قلل مندوب السودان بالأمم المتحدة السفير عبد المحمود عبد الحليم في وقت سابق من نتائج زيارة المبعوث الأمريكي واصفاً زيارته للبلاد بأنها كانت غير مفيدة منذ البداية مضيفاً أن نجاح المحادثات لم تكن في عقلية المبعوث الأمريكي وأنه جاء فقط لتلويث الغلاف الجوي بين الوطني والحركة الشعبية خاصة عندما ربط المبعوث الأمريكي قضية أبيي بما يسمى بحوار التطبيع فيما قال د. نافع علي نافع أن محاولة المبعوث الربط بين مواصلة الحوار وحل قضية أبيي موقف لا تفهمه الحكومة وأن هذا الموقف لا يعبّر عن قناعة المبعوث الأمريكي.
وما بين الزيارة الأخيرة والزيارة الحالية تبدلت الكثير من الاتجاهات خاصة فيما يتعلق بقضية أبيي وقضية دارفور التي انعقدت حولها المبادرة العربية الساعية إلى حلها مما يستدعي إعادة قراءة الأوراق وترتيبها لدى الإدارة الأمريكية في زيارة متجددة يقوم بها مبعوثها الخاص إلى السودان ترمي من خلالها الولايات المتحدة لفعل شيء ما.
وقال السفير علي الصادق الناطق الرسمي بوزارة الخارجية إن زيارة المبعوث الأمريكي تأتي بناء على طلبه ورغبته وهي امتداد للقاءات التي تمت في نيويورك واستمراراً للحوار بين البلدين وتمنى علي الصادق أن تحمل زيارة المبعوث الأمريكي للسودان آراء جديدة حول القضايا العالقة.
وحول تزامن الزيارة مع زيارة الوفد القطري لتحريك المبادرة العربية يقول علي الصادق إن الإدارة الأمريكية قد أبدت تأييدها للمبادرة العربية وأن زيارة الوفد العربي تعطي انطباعاً وإشارات عن صدى الدعم الذي يجده السودان من محيطه الإفريقي والعربي.
يذكر أن المبعوث الأمريكي كان قد ربط في وقت سابق تحسن علاقات بلاده مع السودان بحل قضية أبيي ويرى علي الصادق أن تلك الدعوة كانت فقط ذريعة لتعليق الحوار مع الخرطوم وهاهو المبعوث الأمريكي يعود من جديد بعد موافقة قيادات الدولة على الزيارة، مؤكداً على أهمية استمرار الحوار بين الجانبين.
و يرى محمد نوري الأمين الأستاذ بكلية العلوم السياسية جامعة الخرطوم أن أهم أسباب زيارة المبعوث الأمريكي هو التقدم الذي حصل في قضية أبيي وان وليامسون يريد من خلال هذه الزيارة إرسال رسالة للحركة الشعبية حول موقف الولايات المتحدة المتعاطف معها.
ويضيف نوري بأن الزيارة تأتي متزامنة مع تحرك الجامعة العربية والمبادرة القطرية والتي تتوفر فيها سبل النجاح ومتزامنة مع زيارة الوفد العربي فيما تريد الولايات المتحدة من خلال هذه الزيارة تلمس وجهات النظر فيما يدور من حوار وتوجيه رسالة للوفد العربي بأن الولايات المتحدة غريبة عما يدور من تحرك عربي مع الأخذ في الاعتبار بمصالح الولايات المتحدة حتى لا تذهب المبادرة العربية بعيداً.
وتعمل الولايات المتحدة من خلال مبعوثها في الدخول في وساطة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة الفرنسية والحكومة السودانية فيما يتعلق بقضية لاهاي.
وما بين زيارات وليامسون المتكررة وما بين ملفاته العالقة تظل كل الاحتمالات مفتوحة لحدوث تقدم في أي من القضايا المطروحة وربما تحمل هذه الزيارة جديداً على ضوء معطيات ورغبة أكيدة خاصة من جانب الحكومة لتحقيق تقدم ملموس.
إن أقصى ما يتمناه المبعوث الأمريكي هو إيجاد دور ملموس في مفاوضات الدوحة القادمة وأن أقصى ما تتمناه الحكومة هو الوصول بالملفات العالقة إلى بر الأمان خاصة فيما يتعلق بسير العلاقات بين البلدين.
ومابين التمني هنا والتمني هناك يبقى موقف الحكومة الثابت تجاه تلك الملفات في انتظار ما يحمله وليامسون من جديد هذه المرة.
المصدر :smc[/ALIGN]