عالمية

محطة رادار أميركية جديدة في قطر ومناورات لكشف الألغام في مياه الخليج

[JUSTIFY]تبني وزارة الدفاع الأميركية محطة رادار للدفاع الصاروخي في موقع سري في قطر، وستُجري أكبر تمارين لكاسحات الألغام حتى الآن في مياه الخليج ارتباطا بالتحضيرات المتسارعة لمواجهة محتملة مع إيران، كما كشف مسئولون أميركيون.

وقال المسئولون لصحيفة وول ستريت جورنال إن محطة الرادار تستكمل العمود الفقري لمنظومة هدفها الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، مثل إسرائيل والدول الأوروبية ضد الصواريخ الإيرانية.

وتعكس إجراءات البنتاغون هذه مخاوف من تصاعد التوترات مع إيران في وقت ستتبدى آثار العقوبات التي تستهدف صادرات إيران النفطية، على الاقتصاد الإيراني بكل ثقلها هذا الصيف. ورغم أن المسئولين الأميركيين وصفوا محطة الرادار والتمارين البحرية بأنها دفاعية في طبيعتها، فإن إيران ستنظر إليها بوصفها أعمالا استفزازية.

كما يمكن أن تُسهم الإجراءات الجديدة في طمأنة إسرائيل ودول حليفة أخرى، إلى أن وزارة الدفاع الأميركية، تتخذ خطوات لمواجهة إيران بعد أشهر من المفاوضات غير المجدية مع طهران بشأن برنامجها النووي.

وتهدف الإجراءات الأميركية إلى التصدي لسلاحين هجوميين يقلقان مخططي البنتاغون هما ترسانة إيران من الصواريخ البالستية وتهديدها بغلق ممرات نقل النفط في مضيق هرمز بتلغيمها.

وتبدت حدة التوتر في منطقة الخليج يوم الاثنين بإطلاق سفينة أميركية لتزويد الوقود، النار على زورق قبالة ساحل الإمارات ومقتل صياد في الحادث.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن محللين أن وزارة الدفاع الأميركية اختارت وضع محطة الرادار الجديدة في قطر، لأنها تستضيف أكبر قاعدة جوية عسكرية أميركية في المنطقة، هي قاعدة العيديد التي يتمركز فيها أكثر من 8000 جندي أميركي بالإضافة إلى قاعدة أميركية أخرى في قطر.

ومن المقرر أن تضم القاعدة رادارا قويا من طراز اكس- باند، استكمالا لمنظومتين مماثلتين، واحدة في صحراء النقب في إسرائيل، والأخرى في وسط تركيا، كما أفاد مسئولون أميركيون. وتشكل محطات الرادار الثلاث هذه، قوسا يقول المسئولون الأميركيون انه قادر على رصد الصواريخ التي تُطلق من شمال إيران وغربها وجنوبها.

وستمكِّن هذه المحطات القوات الأميركية والحليفة، من رصد الصواريخ التي تُطلق من عمق الأراضي الإيرانية. وتعتقد أجهزة الاستخبارات الغربية، أن لدى إيران ترسانة من الصواريخ القادرة على الوصول إلى إسرائيل ومناطق من أوروبا وأن طهران يمكن أن تمتلك صاروخا بالستيا قادرا على ضرب الولايات المتحدة بحلول عام 2015.

وتُربط محطات الرادار ببطاريات من الصواريخ الاعتراضية في عموم المنطقة، وبسفن حربية أميركية مسلحة بصواريخ اعتراضية على ارتفاعات عالية. ويوفر رادار اكس – باند صورا يمكن أن تُستخدم لإصابة الصواريخ بدقة في الجو.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسئولين أن قيادة القوات الأميركية في المنطقة الوسطى، التي تتولى مسؤولية التحشيد العسكري في مواجهة إيران تريد أيضا نشر أول منظومة للصواريخ الاعتراضية على ارتفاعات عالية تُعرف باسم “ثاد” في المنطقة خلال الأشهر المقبلة، ربما في الإمارات العربية.

ولمنظومة “ثاد” الصاروخية، رادار خاص وبالتالي فإن استخدامه بصورة منفصلة عن رادار اكس-ـ باند يوفر تغطية أوسع ويزيد دقة المنظومة، كما قال المسئولون.

وقال مسئول كبير في البنتاغون، إن جهودا تُبذل لبناء هذه المنظومات وتشغيلها بأسرع وقت ممكن “ولكن ليس هناك عجالة للاستعداد وكأن نزاعا وشيكا سيندلع”.

وتحاول وزارة الدفاع الأميركية منذ سنوات إقامة محطة رادار اكس- باند في منطقة الخليج. وتعقَّد المشروع بسبب الخلافات بين دول عربية لا تريد توحيد القدرات الأستخباراتية ومنظومات الدفاع الصاروخي، لإقامة مظلة إقليمه ضد الصواريخ الإيرانية، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

وكان من المقرر أن يُنجز بناء قاعدة الرادار هذا الشهر في منطقة نائية، كما تبين وثائق البنتاغون, ولم تكشف الوثائق التي تحمل تاريخ 10 ايار (مايو) اسم البلد أو المنطقة التي تُبنى فيها محطة الرادار.

وقال مسئولون أميركيون إن موقع المحطة الجديدة في قطر، أُبقي سراً بسبب الحساسية المحيطة بأي شكل من أشكال نشر قوات عسكرية أميركية في هذه الدولة.

وأبلغت وزارة الدفاع الكونغرس بأن بناء المحطة سيكلف 12.2 مليون دولار بضمنها إنشاء منصة الرادار والطرق وثكنة الجنود والإجراءات الأمنية في الموقع.

وكانت أول محطة تعمل برادار اكس باند من إنتاج شركة رايثيون أُنشئت في اليابان عام 2006 لرصد عمليات إطلاق الصواريخ من كوريا الشمالية. وأُنشئت محطة ثانية في صحراء النقب في إسرائيل عام 2008, وأقامت الولايات المتحدة محطة ثالثة مؤخرا في تركيا.

وستتمرن القوات الأميركية والحليفة في المناورات القادمة على عمليات كشف الألغام وتدميرها بسفن ومروحيات وغواصات غير مأهولة في مياه الخليج وغيرها من مياه المنطقة ولكن ليس في مضيق هرمز نفسه.

وقال مسئولون أميركيون إن 20 دولة ستشارك في التمارين المقرر إجراؤها من 16 إلى 27 أيلول(سبتمبر) ولكنهم لم يذكروا أسماء هذه الدول.

في غضون ذلك، ضاعفت البحرية الأميركية عدد كاسحات الألغام في المنطقة إلى 8 قطع في إطار تحشيد هدفه ردع إيران عن محاولة غلق المضيق الذي تمر عبره نحو 20 في المائة من صادرات النفط في العالم[/JUSTIFY]

شبكة محيط