المقالات

معرض بكين الدولي للسيارات 2008.. نقطة تحول في مستقبل صناعة السيارات

[ALIGN=JUSTIFY]شكل معرض بكين الدولي للسيارات 2008 نقطة تحول مهمة في تاريخ هذه الصناعة، حيث تعتبره العديد من الشركات الغربية فرصة لعقد شراكات إنتاج مع مؤسسات صينية، وذلك لأن الصين تتحكم في تكلفة الإنتاج كما تحمي الشركات الأوروبية نفسها من التقليد. فصناعة السيارات الصينية وجّهت أخيرا صفعة موجعة للطراز الأوروبي “سمارت” بإدخال إضافات حيوية على النظام الكهربائي الذي كانت تفتقده سمارت الأصلية.

ويعتبر سوق السيارات الصيني أسرع الأسواق العالمية نموا وتضخما فالشركات العالمية تتهافت على دخوله، وأبرزها مجموعة “دايملر كرايسلر” العملاقة التي افتتحت منذ حوالي سنتين أول مصنع لها في الصين وهو ما اعتبره المراقبون ليس فقط بداية جديدة لهذه الشركة في السوق الصينية، بل اعترافا عمليا بتحولها إلى سوق رئيسية للسيارات في العالم.

واستمر معرض الصين للسيارات 2008 لمدة سبعة أيام ابتداء من الـ22 من أبريل/ نيسان الماضي في مركز الصين الجديد للمعارض الدولية بمنطقة شون في العاصمة تحت شعار “حلم، وئام ورؤية جديدة”. وقد قامت كبرى شركات صناعة السيارات التي شاركت في هذا الحدث العالمي بعرض 890 سيارة بمشاركة 2100 عارض من 18 بلداً ومنطقة، في حين عرض فيه أكثر من 55 سيارة اختبارية بالإضافة إلى 7 سيارات تظهر للمرة الأولى .

لكن بقدر ما أصبحت الصين راغبة في فتح أبوابها لاستثمارات شركات السيارات الكبري بقدر ما هي حريصة، أيضا، على اقتطاع حصة مناسبة لصادراتها من السيارات التي تحمل عبارة “صنع في الصين”. وبالفعل يعمل قطاع السيارات الصيني جادا على رفع حجم صادراته من السيارات المصنوعة محليا خلال السنوات القليلة المقبلة ويتحفز لدخول السوق الأصعب بالنسبة إليه، أي السوق الأمريكية.

وأصبح معرض بكين الدولي للسيارات حدثا مناسبا لاجتماع نخبة من المديرين التنفيذيين للشركات العالمية، حيث يستعرضون أحدث ما صممته شركاتهم من سيارات عادية ورياضية، بالإضافة إلى زيادة حصة شركاتهم من صادرات السيارات في السوق الصينية التي اتفق الجميع علي أنها تنمو بشكل سريع وملحوظ وذلك مع الأخذ في الاعتبار أيضا الاتجاه نحو التصدير.

وبعد أن تفوقت الصين على ألمانيا في إنتاج السيارات العام الماضي لم يعد يسبقها في حجم الانتاج، سوى اليابان والولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن عقدة الإنتاج الصيني لا تزال في تفوق السيارات الأوروبية والأمريكية واليابانية عليها في مجالين: مجال الجودة التقنية ومجال مستلزمات السلامة. ومن المعروف أن العديد من الخبراء يتهمون مصنعي السيارات في الصين بـ”التضحية” بمعايير السلامة حفاظا على رخص أسعار سياراتهم بالمقارنة مع السيارات الأجنبية المماثلة لها.

وبالفعل يستطيع أي راغب في اقتناء سيارة صينية أن يشتري سيارة “جيلي” حديثة بمبلغ لا يتجاوز ال 7500 دولار أمريكي. إلا أن المصدرين الصينيين يتوقعون أن يتضاعف الإنتاج الصيني هذا العام فيما يرى العديد من الخبراء أن صناعة السيارات في الصين ستستمر على هذه الوتيرة من الازدهار على مدى السنوات العشر المقبلة. وعليه يتوقع منتجو السيارات الصينية ان يبدأ “الغزو” الجاد للسوق الأمريكية عام 2008.

وأشارت صحيفة الخليج الإماراتية عبر موقعها الإلكتروني إلى أن شركة “جيلي” تستعد لطرح سياراتها رخيصة الثمن في سوق الولايات المتحدة العام الحالي ومهدت لذلك بعرض نموذج لهذه السيارة على الصحفيين في معرض “ديترويت” الأخير علما بأنها لم تعرضه على الجمهور في هذه المناسبة.

وتأمل “جيلي” أن تتوصل إلى بيع نحو 5 آلاف سيارة من طرازها السيدان “CK” في السنة الأولى لطرحه في الولايات المتحدة. وكذلك حددت شركة سيارات صينية أخرى هي “شيري” العام نفسه موعدا لطرح سياراتها في الولايات المتحدة.

محيط[/ALIGN]