تحقيقات وتقارير
بوش «يتنفس الصعداء» ويغادر بأقل نسبة تأييد بعد نيكسون
ونقلت صحيفة «الوطن « السعودية عن السيناتور السابق جون دانفورث الذي يعد صديقًا مقربًا لبوش ومبعوثه الأسبق الى السودان قوله، إن لقاءه الأخير مع الرئيس قبل أيام أعطاه انطباعا بأن الرئيس يشعر أن وقوع الأزمة المالية الحالية في فترة رئاسته كان أفضل من وقوعها في مطلع رئاسة الرئيس المقبل.
وفسر دانفورث وهو جمهوري من ولاية ميسوري ذلك بقوله في تصريحات أدلى بها في واشنطن أول من أمس:» لقد التقيت بالرئيس في حفل لجمع التبرعات في سانت لويس يوم الجمعة الماضي. ولفت نظري انه بدا مرتاحًا ولم يفقد حس الدعابة الذي يميزه».
واضاف دانفورث : بوش قال لي إن وقوع الأزمة المالية الآن أفضل لأن لديه فريقًا مدربًا في الإدارة قادرًا على مواجهتها بينما سيكون الرئيس المقبل في مرحلة تكوين إدارته ولن يكون لديه من يعرفون دقائق ما حدث خلال السنوات الأخيرة».
وقال دانفورث:» ما فهمته من الرئيس هو أنه يشعر إن السنوات التي قضاها في البيت الأبيض كانت حافلة بالقرارات الصعبة وهو لا يشعر بالندم على شيء قام به. إنه يقول: لقد فعلت أفضل ما بوسعي وأعتقد أنني فعلت دائما الأمر الصحيح وحمدا لله لأن المشوار قد انتهى».
بدوره، قال ديفيد جورنيسي وهو جمهوري آخر شارك في الاجتماع ذاته إن بوش بدا مثقلا بما يحدث. وأضاف :» بدا كما لو أنه يقول إنه كان يأمل أن تنتهي الفترة الباقية من رئاسته في هدوء ولكنه كان واثقا من قدرة إدارته على التعامل مع الأزمة. وأعتقد أنه كان سعيدا لأن موعد عودته إلى مزرعته في كراوفورد يقترب».
وكانت استطلاعات الرأي العام الأخيرة أوضحت أن درجة شعبية بوش قد هبطت إلى 21% وهي أقل نسبة يحصل عليها أي رئيس أمريكي في التاريخ بعد ريتشارد نيكسون قبيل تركه البيت الأبيض. وأوضحت تلك الاستطلاعات أيضاً أن نائب الرئيس ديك تشيني حصل على 19% فقط وهي أقل نسبة يحصل عليها أي نائب للرئيس في تاريخ الولايات المتحدة منذ بدء قياس اتجاهات الرأي العام بالطرق العلمية المعروفة.
يذكر أن بوش كان قد بدأ الفترة الأولى من رئاسته بشعارات منها» مكافحة الإرهاب، وجعل العالم أكثر أمناً، وتسييد الديمقراطية على الصعيد الدولي، والرخاء الاقتصادي للأمريكيين والعالم، وإيجاد الحلول للصراع العربي الإسرائيلي، وقيام الدولة الفلسطينية القابلة» إلا انه يغادر البيت الابيض مخلفًا مزيدًا من القضايا العالقة والجبهات المفتوحة في كلا من العراق وافغانستان .
ومن جانبه ، عدل المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية جون ماكين، نبرة خطابه أمس، وتخلى عن الهجوم الشخصي على منافسه باراك أوباما ووجه انتقاداته المبطنه إلى بوش وإدارته .
وعشية المناظرة الأخيرة بين المرشحَيْن في نيويورك غداً، حرص ماكين في خطاب محوري له في ولاية فيرجينيا أمس، على ان ينأى بنفسه عن الرئيس جورج بوش، وقال:» لا يمكن أن نكمل السنوات الأربع المقبلة بأسلوب السنوات الثماني الماضية (ولايتي بوش) وبالاعتماد على الحظ لتغيير الواقع «.
وكانت استطلاعات الرأي قد كشفت أن السياسة الخارجية قد تلعب دوراً حاسما في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، إذ أشار إلى أن 83 بالمئة من الأمريكيين قلقون من تراجع مكانة بلادهم في العالم.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مجلس شيكاغو للشئون العالمية أن الأمريكيين يؤيدون بأغلبيتهم أن تبدل واشنطن سياسة بوش الخارجية وأن تبدأ بالتحدث إلى أعدائها مثل قادة كوبا وكوريا الشمالية وإيران وبورما وحماس وحزب اللـه اللبناني، وبدا هذا الرأي أقرب إلى مواقف المرشح الديمقراطي للبيت الأبيض باراك أوباما منه إلى خط منافسه الجمهوري جون ماكين.وأجري الاستطلاع قبل انهيار مصرف الاستثمارات العملاق «ليمان براذرز» وقيام الإدارة الأمريكية بعملية إنقاذ غير مسبوقة لمجموعة التأمين العملاقة ايه آي جي ووضع يدها على مؤسستي فاني ماي وفريدي ماك الكبريين للرهن العقاري، ما أثار موجة هلع في الأسواق.
ويعتقد 83 بالمئة من الأمريكيين (81 بالمئة من الجمهوريين و88 بالمئة من الديمقراطيين) أن تحسين مكانة بلادهم في العالم ينبغي أن يشكل هدفا «مهما جدا» في السياسة الخارجية.
وسئل المستطلعون إن كانوا يعتقدون أن قدرة إدارتهم على تحقيق أهدافها في الخارج ازدادت أو تراجعت أو ما زالت بمستواها السابق، وأظهرت النتائج أن 53 بالمئة اعتبروا أنها تراجعت على يد بوش ، على حين أن 10 بالمئة فقط قالوا إنها ازدادت، وقال 36 بالمئة إنها لا تزال على ما كانت عليه.
المصدر :الصحافة [/ALIGN]