منى سلمان

خصومات من ماهية باقان .. سياسة النسوان .

خصومات من ماهية باقان .. سياسة النسوان
لجيرانا شمالا، مثل لطيف يعبر عن حالة الكثير من ربات البيوت عندينا .. يقول المثل (قال لها أطبخي يا جارية .. قالت ليهو كلّف يا سيدي)، ويعبّر المثل عن أيادي بعض الحريم المغموسة في موية راحة البال الباردة، بعيدا عن اشتغال الفكر بتصريف شئون الميزانية، وهم توفير حق اللقمة المكتوي بحمله عنهن الأزواج المجابدين .. فعندما طلب رب البيت من جاريته أن تطبخ لهم، طالبته بتوفير (كلفة) المطلوبات من خضروات ولحوم ولزوم ما يلزم، لتتمكن من القيام بتنفيذ أوامره بصنع الطبيخ ..

كحال أؤلئك النسوة كنت أنا .. يهيئ سيدي الكلفة فأقوم بالطبيخ دون أن أهتم بالسؤال عن (ده مترو كم ؟)، فلم انتبه لسحابة الغلاء التي غطت سماوات العباد من أهل البلاد واطبقت بكتمتها على (زمارة رقبة) القوي قبل الضعيف، حتى دخل الكلام لـ الحوش .. عندما انتبهت لاننا كنا نستهلك كيس واحد من العيش في اليوم فنقص الكيل والميزان، فزدناه لكيسين فزاد انكماش حجم العيشة أكثر، حتى لم تعد الثلاثة أكياس بقادرة على مسك الخشوم في اليوم .. ثم ارتفعت شكاوي العيال من أن اسعار البوفية في المدرسة قد تضاعفت مرتين وأكثر، وبالتالي فمن حقهم زيادة المصروف ليواكب جنون سوق البارد وحق التحلية، وعندما تجاهلت مطالبهم المشروعة عمدوا لفرض الامر الواقع بالاستيلاء على محفظتي وزاد كل واحد فيهم مصروفه (خمسمائة) ..

أما (سيد الاسم) فقد تعود على السردبة وحمل التقيلة، حاله كحال جميع اسياد الاسامي الذين لا يشكون لغير الله خوف المذلة – من نار السوق الموقدة .. فقديما قالها شاعرنا:

أشكي منك وليك

حاولت بفهمي المتواضع في الاقتصاد ان اتحرى سبب هوجة الغلاء .. تتبعت حجوة ام ضبيبينة فعزوت سبب غلاء الحاجات الحلوة لزيادة السكر والعيش للدقيق .. فسألت نفسي في حيرة: سمح الخضار واللحم مالهم ؟ بسقوهم موية السكر ؟

رخيت أضاني للاخبار فسمعت من أولي الشأن أن الغلاء سببه (نفسي)، فخوف السوق من تبعات الانفصال أدت لشح الدولار وقلة السيولة وبالتالي جنون الاسعار .. أتاري طلع السوق خواف وعندو حالة نفسية !! يا حليلنا نسوي شنو عاد (التجاني مات وبعشر بقى وزير) .. بين القوسين كان تحذير تقوله أمهاتنا لكل من تبدو عليه بوادر الجنون، بأنه لن يجد من يعالجه فرائد الطب النفسي (التجاني الماحي) توفى، وخليفته (طه بعشر) ترك النفسيات وصار وزيرا .. هو الانفصال لسه ما تموهو والبترول ما جضّبوهو والسوق جنّ !!

ماعلينا، باقي لي ان الموضوع وما فيهو، أن حالنا كحال من يحمل قماشه يوم الوقفة للترزي، حملنا كل مافي الخزينة من سيولة حتى جفت عروقها وضروعها وعدمت (الملّين)، وحولناها لتتكفل بانشاء مشاريع تأهيلية وتنموية في الجنوب لتجعل قلوب أهله تهوى للوحدة الجاذبة !! مشاريع تحتاج لشهور وربما سنين لتكتمل ثم تأتي بأكلها في تسهيل الحياة وتوفير سبل العيش الكريم، بصورة يشعر بعدها أخونا (منقو) براحة في عضمو فيكف عن مجرد التفكير في فصل الدين عن الدولة ناهيك عن الانفصال !!

المشكلة أن تبعات عكّات السياسة، لا يكتوي بنارها غير المساكين .. يتقلب ناس القريعة الرايحة من أهل الشمال في صاج الغلاء، بينما يشحن أخوة لهم للجنوب، يحملون (دفسا) داخل باصات شبيهة باللواري القديمة ذوات القدوم، ليلقون في العراء عل قلوب أهل المنظمات الطوعية تهوى إليهم بمأوى أو تمدهم بأسباب الحياة ..

والمشكلة الاكبر أن المعنين بالامر، قد نفضوا اياديهم من خيرا يأتي بوحدة جذابة أو دشنة كما افتى بذلك ناس (باقان) .. ما دام كده وعلى طريقة من عزم على خصم الثلاثة ايام التي صامها ندرا من رمضان .. غايتو ان بقى انفصال .. القروش الصرفوها في تجهيزات الدورة المدرسية بالذات عايزين نخلصا على داير مليم .. ما لينا غرد ان شاء الله نخصما من ماهية (باقان) .. سأل أحد الصحفيين ربة منزل إلتقاها في السوق وكان يستطلع الناس عن معاناتهم من الغلاء .. شكت المرأة لطوب الارض من أن كل شي طار راح، فتدخل من حولها بالقول (ده ما الانفصال يا حاجة) فافحمتهم بالقول في نكد:

هي نان كان انفصال .. نموت يعني ؟!!
[EMAIL]munasalman2@yahoo.com[/EMAIL]