نور الدين مدني

مع أهل المحبة

[ALIGN=CENTER]مع أهل المحبة [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]لعبت الطرق الصوفية ومازالت تلعب دوراً كبيراً في نشر الدعوة الإسلامية وتعميق المحبة التي هي زاد المريدين الذين يجتمعون عليها ويحيون بها, من كل حدب وصوب, لا تفرقهم القبائل والأنساب ولا تميز بينهم.
* لذلك اسهمت الطرق الصوفية ومازالت في الحفاظ على النسيج الاجتماعي للأمة التي باتت تهددها النزاعات الجهوية والاثنية, بل تهدد أمن واستقرار ومستقبل البلاد.
* الذين اتيحت لهم فرصة حضور الاحتفال الكبير الذي اقامته الطريقة السمانية الطيبية القريبية الحسنية مساء أمس الأول الخميس بمركزها بود نوباوي بأم درمان لابد انهم عايشوا مشاهد المحبة الجامعة التي جسدتها رموز الطرق الصوفية الذين جاءوا للمشاركة في الاحتفال بالليلة الختامية للأسبوع الثقافي الدعوي الترفيهي التي تم فيه الاحتفال بالذكرى السنوية لمشايخ الطريقة السمانية.
* تضمن الاسبوع الثقافي أنشطة دعوية وليالي مديح وذكر وانشاد ديني ومحاضرة بعنوان القرآن الهداية الكبرى قدمها البروفيسور عبد العزيز محمد عثمان, كما شمل الاحتفال عرضاً لسيرة مشايخ الطريقة الذين سبقوا.
* شهد الحفل الختامي فقرات تعريفية بالطريقة ومدائح نبوية إلى جانب مراسم تنصيب عدد من مشايخ الطريقة ومقدميها ونقبائها قبل ان يتم تكريم عدد من الصحف والمؤسسات الإعلامية من بينها صحيفة السوداني تقديراً لما قدموه من خير وعون وجهد مبذول لخدمة الطريقة.
* لم يكن غريباً من الشيخ محمد ابن الشيخ حسن بن الشيخ الفاتح ابن الشيخ قريب الله ان يواصل الاهتمام بالصحافة والإعلام وان يتذكر الدور المتكامل بين الطرق الصوفية والمؤسسات الصحفية والأجهزة الإعلامية فقد افرد الراحل المقيم الشيخ البروفيسور حسن الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله كتاباً تحت عنوان دور الصوفية في ميدان الإعلام ضمن مؤلفاته القيمة.
* كانت لفتة بارعة ومقدرة وذات دلالات ايجابية هذا الاحتفال المقدر بعدد من المؤسسات الصحفية والإعلامية وسط هذه التظاهرة الدينية الجامعة التي تنادى لها أهل المحبة الالهية بمن فيهم الاخوة الاقباط الذين حرصوا على حضور هذا الاحتفال.
* ان تقديرنا للطرق الصوفية ولدورها في تحقيق السلام الاجتماعي بين مكونات الأمة بل وفي نشر ثقافة السلام والمحبة خاصة في بلادنا الأحوج لمثل هذه النفحات التي يمكن ان تسهم في تقريب المسافات وتهدئة النفوس، ليس للاستكانة وانما لدفع الحوار الوطني واستكمال العملية السلمية وتأمين وحدة الوطن أرضاًَ وشعباً.
* ورمضان كريم.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1025 – 2008-09-20

تعليق واحد

  1. يا سلام على هذا المقال الرائع ، ويا لروعة العنوان التى تضفى للسطور مذيجا من الهدؤ الروحى فتنساب الكلمات فى روح القارىء بردا وسلاما تحت مظلة الحب الأعظم حب حبيبنا ورسولنا وقدوتنا محمد (صلى الله….) فكأن المرء وهو يسبح بين السطور فى سلاسه يستحضر عظمة الوجود تحت راية الحنيفية السمحه ، فتشتاق روحه الذهاب بعيدا عن دنيا اليوم المتهافته نحو الملزات والماديات ونصب شراك الخديعة والموت حتى للذين لايعدوا كونهم يحبذون العيش تحت كنفها على رغيف خبز ، وحسنا كتبت يا عزيزى فالصوفية فى السودان على غيرها من مكان عرفت على إمتداد تاريخها بحب الخير والهيام فى رسولها تتحسس أخلاقه وأدبياته فى الدنيا الفانيه الفائته ،كما فى ذات الوقت لعبت وستلعب الدور الأول فى كونها مكان الجماعة للمجتمع السودانى غير عابئه بالفرق والطوائف والشرائح المختلفه مهما إختلفت فى اللون أو المبداء أو النهج أو حتى العقيده ، ومن المبهج حقا أن الرجالات الدينيه عندنا على أختلاف العقائد لناحية الإسلام والمسيحية ألا وأنهم كانوا دائما وعلى أمتداد تاريخنا مكان اللحمه الواحده والإحترام المقرون بالإيمان الصادق برب البريه ، وكانوا أيضا يحملون هم الوطن بين حنايا قلوبهم دون الحياد عن الحنيفية والولوج فى متاهات الإنتمائات السياسية المصلحية التى هى حدها عمر يعيشه الإنسان ناسيا أنه سيحمل يوما على أكتاف الرجال ، فكانوا مكان التقدير والإحترام والتوفيق ، ولم لا طالما أن المرء ديدنه الصوفية والتصوف لن يتصداء قلبه بزخام الدنيا الزائف ولن يركن عقله لمباهجها وخيلائها ، حياك الله أخى ووفق طرقنا الصوفيه للعطاء من أجل الدين وربط قلوب متصوفينا على كلمة سواء سوى الصوفية الحنيفية أو علماء الدين المسيحى الذين يشهد لهم الوطن بالدور الكبير فى تحفيذ النفوس ورفع الهمم نحو وحدة الوطن وأهله بإختلاف إنتماءاتهم ، سدد الله الخطى وحفظ وطننا السمح والف بين قلوب أهله لرفعته عاليا بين الأمم ورمضان كريم وكل عام والجميع بخير