نادية عثمان مختار

أبيي .. انتصار بطعم الهزيمة !!


أبيي .. انتصار بطعم الهزيمة !!
رغم الحزن الذي عم القلوب، وظلل الحروف، وطعم الكلمات في هذه الزواية ليوم أمس؛ بسبب ما حدث في آبيي والهجوم الذي راح ضحيته نفر عزيز من أبناء هذا الوطن؛ إلا أن نبأ دخول قواتنا المسلحة واستيلاءها على المنطقة بكاملها لم يكن له وقع الانتصار في النفس، وحقيقة لم أك أتخيل أن بيان القوات المسلحة، الذي جاء فيه أن (لها حق الرد في الزمان والمكان المناسبين) سيكون بهذه السرعة، وهذا التصعيد الخطير، والذي سيؤدي بالبلاد والعباد إلى موارد الهلاك، وأتون حرائق الحرب مجددا؛ وهذه المرة لن تأخذ الحرب صفة (الأهلية) بين بني السودان شماله وجنوبه، إنما هي (حرب دول جوار) قريب !!
للحقيقة هي مصيبة أكبر أوقعنا فيها (الرد) الذي لم يأخذ حتى ثلاثة أيام للتشاور ليكون الرأي الصائب ( العديل) غير المتسرع !!
ثم ماذا بعد دخول قواتنا المسلحة لمنطقة آبيي يا سادة ؟!
هل تم تدارس الأمر باستصحاب ردود الأفعال جيدا وانعكاساته عسكريا؟ وتأثير ذاك على المنطقة وأهلها والوطن بأسره ؟
هل حُسبت ردة فعل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حيال ما جرى؟!
لن تسكت الدولة الجارة، ولن نجني (الراحة) بحسبان أننا (قطعنا العرق وسيحنا الدم) ! بالحسم العسكري !!
وهل أفلح الحسم العسكري من قبل في حل مشكلة الجنوب التي استمرت لخمسين عاما! ، راح فيها من راح وخسرنا فيها ما خسرنا من موارد هذه البلد !
هل نقول إننا خسرنا السلام ولم نكسب الوطن كاملا إذن!!
ضاع السلام (شمار في مرقة) فلا أماناً كسبنا، ولا وطناً واحداً أبقينا .. فهل هناك خسارة أكبر من هذي يا قوم؟!
لا أدري على وجه التحديد إن كان ممكنا التعامل بقليل من الحكمة الآن، قبل فوات الأوان (كلو كلو) !
ولكن يقيني أن استيلاء قواتنا المسلحة على منطقة أبيي بهذه الطريقة ليس حلاً، وبل فيه ذبحاً من الوريد للوريد لرقبة السلام الذي دفع الشعب السوداني مهره دما ذكيا وأثماناً باهظة!!
لابد من الرجوع للعقل وحل المشكلة بشكل (غير ذي حرب)؛ فلم يعد في ضرع الوطن دما يسفكه، وقد أهلكته المصائب!!
لابد من محاسبة المخطئ ولكن ليس بالسلاح، فقد اثبت فشله مرارا وتكرارا !.
هذا البلد يستحق أن نصونه بـ (العقل) وليس الجنون، والرغبة في الانتقام، ورد الصاع صاعين دون النظر لما سيجلبه ذلك من (خراب)..؛ ومعروف أن
(الهد) سهل جدا والتعمير غاية في الصعوبة !!
على الحكومتين- في الشمال والجنوب- أن تجلسا للتفاوض مرة ومرات (ولو على مضض) ليحلوا هذه المشكلة المؤجلة منذ توقيع اتفاق السلام، وهاهي النتيجة التي لم تكن بعيدة عن الأذهان!
كانت هنالك مسحة ضئيلة من التفاؤل؛ تجعلنا نترقب (معجزة) تحل المشكل..ولكن !
الآن، وطالما أن نتيجة تأجيل الشريكين (عمل اليوم إلى الغد) كان تجدد الحرب؛ فنقول لهم خافوا الله في شعبيكما و(اقعدوا في الواطة) وحلحلوا ما تبقى من مشكلاتكم، وعلى رأسها منطقة آبيي؛ ولتعلموا أنه من رابع المستحيلات أن تكون (الحرب) حلا، فأرجوكم لا تحسنوا الظن بـ (المدفعية الثقيلة) !!
و
كل (سونكي) ممكن يبقى مسطرينة !!

نادية عثمان مختار
صحيفة الأخبار – 2011/5/23
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. [SIZE=6]الناس ديل جربنا معاهم كل سبل السلام
    وصبرنا عليهم صبر ايووووووووووووووووب
    ومابنفع معاهم الا السونكي
    وكل مسطرينه سنحولها سونكي
    تجاههم[/SIZE]

  2. [SIZE=4]الاخت نادية
    [COLOR=#0024FF]بعد ان كتبت لك تعليقي السابق وجدت هذا
    الخبر وهذا ما يؤكد كلامي[/COLOR]إطلاق نار كثيف من مسلحين على مصلُّون بمسجد يامبيو

    عقب أداء صلاة العصر

    05-25-2011 09:02 AM

    تعرّض المصلون بمسجد يامبيو العتيق إلى إطلاق نار كثيف من مسلحين عند خروجهم عقب أداء صلاة العصر، الأمر الذي أدى إلى إصابة إمام المسجد وهو صومالي الجنسية.
    وأبلغ مصدر مطلع «الإنتباهة» أن المسلحين فتحوا النيران على المصلين عقب أداء الصلاة، وقال إن الإمام تعرّض لإصابات بالغة نقل على إثرها لمستشفى المدينة.
    وأكد المصدر أن الشماليين في المدينة تعرّضوا لتهديدات متكررة وإلى أعمال سلب ونهب مخطط لها من قبل عناصر جنوبية تنتمي للحركة الشعبية. وأضاف أن الاستهداف للمسلمين والشماليين في المدينة جزء من مخطط بالجنوب ظل يتكرر باستمرار.

    [/SIZE]

  3. انتي عايزة البشير يكون ( غاندي ) والشعب السوداني يكون هندي …. وكلامك مثالي اكثر من اللازم … يا استاذة نادية … للصبر حدود واظن حدود الصبر قد مرت بك شخصيا…. بالله فكينا