منى سلمان
ضيق الجدعان من حركات وحم النسوان

[/SIZE][/B][/CENTER] [SIZE=5]كانت نشأة (عاصم) في بيت عزابة كما كان يطلق الاصدقاء على اسرتهم فقد كان واحدا من ضمن سبعة اخوة لم تكن بينهم بنت، وبما أنه كان خجولا وعازفا عن التعامل مع الجنس الناعم في مطلع شبابه قبل إنضمامه لاحد التنظيمات الدينية بعد دخوله الجامعة، فإن خبرته عن عوالم النساء والعلاقات العاطفية مع الفتيات كانت تقارب الصفر المئوي لو لم تنخفض للسالب في بعض الأوقات، ولذلك لم يكن من المستغرب لجوئه للوالدة والأسرة في إختيار شريكة حياته (امل) قبل أن يتزوجها ويغادر معها البلاد لمقر عمله في إحدى فروع منظمة طوعية عالمية.
تحملت (امل) في صبر جفاء طباع (عاصم) وشح عواطفه وضعف تواصله معها بل وعزوفه عن ذلك، فمع معاناتها من الوحشة والوحدة في بلد غريب لا تجمعها مع اهله حتى اللغة، وجلوسها وحيدة في البيت لساعات طويلة اثناء وجود (عاصم) في العمل، كان عليها التعامل أيضا مع طبعه الجاف في المساء عند عودته للبيت.
تحفزت (أمل) وإعتدلت جالسة من رقدتها ما أن سمعت حركة المفتاح على قفل باب الشقة وإنتظرت في ترقب دخول (عاصم ) للغرفة، سمعت صوت أقدامه يعبر الصالة قبل أن يدير اكرة الباب ويدلف إلى غرفة النوم .. حياها دون أن ينظر إليها وجلس على الطرف الآخر للسرير وإنحنى يخلع حذائه وهو يقول:
جهزتي لي الجداد للعشاء زي ما قلتا ليك ولا عديتي اليوم كلو نايمة زي عوايدك؟
أجابته في إعياء:
عملتو ليك .. رغم إني تعبانة شديد والله .. ريحة الجداد خلتني استفرغ اليوم كلو لمان قلبي إنقطع.
قال في ملل:
مية مرة قلتا ليك شدي حيلك شوية وبطلي الحركات .. دلع النسوان ده ما قاعد ينفع معاي وبضيق علي خلقي.
لم ترد عليه وغادرت الغرفة لتسخين العشاء بينما حمل بشكيره وتوجه للحمام.
سألها بعدما سحب الكرسي وجلس على الطاولة:
ما تجي تاكلي .. كل يوم مخلياني آكل براي زي الكلب !
سحبت هي أيضا كرسي وجلست بجواره وهي تقول:
يعني أنا ما دايرة آكل بي مزاجي؟؟ .. ما وريتك وقلتا ليك أنا متوحمة على الجبنة والزيتون .. ما بقدر آكل حاجة غيرم .. لكن عشان خاطرك حا أتعشى الليلة معاك.
بدأت في الاكل مرغمة وظلت تدفع ب(اللقم) نحو حلقها دفعا وتبتلعها في صعوبة ولكنها سرعان ما إنهارت وأسرعت جريا للحمام لتفرغ إحشائها في منتصفه قبل أن تتمكن من الوصول للحوض .. دفع بالطاولة في غضب وإندفع هو الآخر نحو غرفة النوم وهو يصيح في إشمئزاز:
دي عيشة شنو الكلها قرف دي؟؟ .. خليناهو ليك الأكل ده كلو كلو!
مرت الأربع اشهر الأولى من شهور حمل (أمل) على أسوء حال فمع إزدياد معاناتها من الوحم الذي زادته سوء حالتها النفسية وتدهور معنوياتها، فكانت تقضي كل يومها ما بين النوم ونوبات القئ التي اجهدتها واضعفت صحتها، وتطورت في نفس الوقت ردود أفعال (عاصم) تجاه حالتها التي لم يكن يفهمها ويعتبرها مجرد (دلع نسوان)، ضاق به ذرعا لدرجة أنه كان لا يتوانى عن مد يده لضربها ودفعها بأقدامه ب(الشلوت) في قرف كلما دهمتها نوبات القئ في وجوده، ولم يكن يكف عن إبداء تبرمه وضيقه من الوضع وترديد مقولته:
كان يوم أبيض يومي الفكرتا أعرس فيهو .. كرهتيني العرس والولادة وكرهتيني النسوان ذاتن!
أكملت شهور حملها وهنا على وهن ومع إقتراب موعد وضوعها تفاقمت مخاوفها من خوض تجربة الولادة لأول مرة بعيدا عن أمها وأسرتها وبدون دعم ومساندة زوجها والذي رغم إنتهاء فترة الوحم وضيقه منه إلا أنه ظل على تباعده وجفوته.
جلست على حافة السرير بعد منتصف الليل تتصبب عرقا رغما عن برودة الجو .. عضت على شفتها السفلى لتمنع صرخة ألم من الخروج من بين شفتيها وقبضت على بطنها علها تحاصر الشعور بالألم الرهيب الذي ظلت تعاني منه لساعات دون أن تجرؤ على إيقاظ (عاصم) إنتظار للصباح، وعندما فاض بها الكيل وقفت على رأسه وهزته قائلة:
قوم يا عاصم .. أنا تعبانة شديد .. أظني خلاص عايزة أولد!
زفر في ضيق وقال دون أن يفتح عينيه:
أصبري .. الصباح رباح….
وقبل أن يكمل جملته دهمتها نوبة ألم حادة فأمسكت بحافة السرير وتأوهت بصوت عالي فما كان منه إلا أن دفع الغطاء وإنتصب واقفا:
أها قمنا علي حركات التمثيل .. خلاص أعمليهو لينا فليم هندي بللاي !!!!! [/SIZE]
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]


