تحقيقات وتقارير
الكسرة .. أضحت أدام الأغنياء وحلم الفقراء
خديجة علي – ربة منزل بمنطقة السلمة قالت ان الكسرة بعد ان كانت صنفا مهما لديهم في المائدة اختفت بسبب غلاء ثمنها وعدم مقدرة الاسرة على شرائها بعد ان اصبح جوال الذرة غالي الثمن. وتقول خديجة لقد ربيت اولادي بالكسرة وهي وجبة نحبها جميعاً ولا يرفض اكلها كل من في الدار، كما كنا نقدمها لضيوفنا القادمين الينا، ولكن اليوم اصبحنا لانستطيع ذلك، وقد بدلنا اكلها بالخبز العادي لأنه ارخص ثمناً ولا نشتري الكسرة الا يوم الجمعة على الرغم من اننا كنا نصنعها في المنزل في السابق كل يوم، ولكن اليوم نشتريها عندما نشتهيها، وما ابعدنا عن صنعها هو الثمن الغالي، ولكن اذا رخصت الذرة سنعود مرة اخرى لصنعها من جديد. وتقول خديجة فارقنا الكسرة كما يقول المثل السوداني (فراق الطريفي لي جملو) الى ان يقضي الله امراً كان مفعولاً، ولكن ستظل الكسرة هي المحببة لدينا من تناول خبز القمح، لأننا تعودنا عليها وتربينا بها خاصة نحن كبار السن، فمنذ الطفولة هي وجبتنا الاساسية، ونتمنى ان يعود إلينا هذا الطبق مرة اخرى ضمن الاصناف في المائدة السودانية رئيسياً كما كان.
أما رقية آدم – بائعة كسرة- فتقول: الكسرة هي مصدر الرزق الذي أعتمد عليه بشكل كبير في حياتي، ولكن مؤخرا قل عدد المرتادين لشرائها بحجة غلاء ثمنها، ولكن حقيقة سعر الذرة أصبح غالياً لذلك ارتفع ثمنها عكس ماكان في السابق، فقد كانت من ارخص السلع ولكن اليوم لا يستطيع شراء الكسرة الا المقتدرون، فقد تحول زبائني من طبقة عادية إلى طبقة مقتدرة تستطيع شراء الكسرة دون حجة..
الخرطوم: زحل الطيب