تحقيقات وتقارير
آباء وأمهات يلعنون فلذات أكبادهم
ما قالته أم (حمودي) من ( لعن ) تُردده وتتعامل به للأسف الكثير من الأسر السودانية ، وهي لا تدري الأثر المترتب على ذلك اللعن للأطفال ، كان ذلك على مستوى نفسياتهم أو تنشئتهم السوكية ، أو على مستوى آخر لايقل عن هذين الإثنين وهو أن لعن ودعاء الوالد لولده مستجاب ، وأيضاً أي لعن يقوله أي شخص للآخر فإنه يصيب لا محالة احدهما ، أما اللاعن أو من يوجه إليه اللعن !! ، هذا السلوك من الآباء والأمهات ممارس بكثافة من غير إنتباه الى ما يترتب عليه . فما الذي يستحق أن يلعن أب أو أم إبنه ؟ هل من جهل أم عادة لم يجدوا طريقاً لتركها ؟ أم ماذا !! زهجة وقرفة لمياء الحسن ( موظفة وأم ) قالت إن الحنين والقسوة ضدان وخطات متوازيات لا يجتمعان عند اي والدة (أم) وقالت أن ما يقال على لسان الكثيرين من أن هذا الأمر يحدث في لحظة وليدة قرفة وزهجة وغضب ، فهذا امر غير صحيح ، اللهم إلا أن لم تكن هذه الأم في كامل وعيها في اللحظة التي ترمي فلذة كبدها ( بمداعاتها ) او الدعاء عليه بمثل هذه العبارات ( القبيحة ) .
وأشارت الى ان هذه القرفة والزهجة يدفع ثمنها طفل بريء ومرفوع عنه القلم . وإستنكرت لمياء أن تقوم أم عاقلة او اب عاقل ان بمداعاة إبنته او إبنه او يدعو بالويل والعذاب والثبور ، أو أن يصاب بمرض يصعب الشفاء منه . الخروج من الثوب القديم وداد علي ( ربة منزل ) تصف ذلك بالسلوك غير الحميد ، وأكدت ان هذا التصرف دائماً يكون وليد لحظة غضب والطفل غالباً يكون غير مقصود به بل يأتي الأمر كتبعات غضب وتنفيس لما بداخلها ( فش غبن ) في الطفل الذي يكون ضحية التعبير عن أي شيء غير مرض ، كما ألقت وداد باللائمة على أساليب إستنسخت منه أساليب اليوم ودعت للخروج من الثوب القديم القابع تحت التصرفات والعادات الضارة حتى إن كانت أقوالاً من شأنها أن تكرس للتربية غير السليمة ، وأردفت الطفل في سن معينة يبدأ في اختزان المعارف ويتلمس الحياة وأول شخص يتعلم منه هو والدته لذا يجب على كل ام إختيار الاسلوب الأنسب للتعامل مع الأطفال وإعادة التفكير قبل تنفيذه لضمان بناء قاعدة سليمة في ذهن الطفل . المعاملة الوالدية من جانبه يقول دكتور نصر الدين رئيس قسم علم النفس جامعة أفريقيا أن هذا الأمر يختص بالسلوكيات والمعاملات التي تأتي من النساء والأمهات والآباء تجاه أبنائهم ، مبيناً ان علم النفس ينظر إليها من خلال مايعرف بـ( المعاملة الوالدية ) وهي تتعلق بالطريقة التي ينشأ بها الأبناء وتغرز القيم والعادات والتقاليد وبالتالي فإن المعاملة تتنوع منه الإيجابية وما يسودها من دفء وحنان في المعاملة وكل الجوانب الإيجابية والدعم النفسي وغيرها ، والسلبية وبها كثير من الجفاف في المعاملة والجفاء وهناك أيضا المختلطة وبشكل عام فإن الدلال الزائد يعد مشكلة لتأثيره على شخصية الأطفال من خلال عدم إحساسهم بالمسؤولية كما أن الجفاء في التعامل يؤدي لمشاكل في شخصية الفرد في المستقبل هذه الأشياء تكون لها بصمة واضحة عندما يكبر الإنسان وتحدد له أنماط السلوك وطريقة التصرف .
صحيفة حكايات
[/JUSTIFY]