نادية عثمان مختار

سعد الدين إبراهيم وفاطمة غزالي !!


سعد الدين إبراهيم وفاطمة غزالي !!
كثيرة هي الحسرات والعبرات التي تقف في الحلوق خناجر بالعرض حزناً على حال الوطن وما يجري فيه من مصائب ومحن بأيدي أبنائه ما انزل الله بها من سلطان!!
ومن وسط المحن والحروب والمشاكسات والتوترات التي تعتري جسد الوطن الهزيل نجد أن بعض بنيه من فصيلة (من أين أتى هؤلاء) يستمرون ويستمرئون انتهاك آدميتنا وإنسانيتنا وبعض ما نتمتع به من حرية بدعاوى أقل ما يمكن أن توصف به أنها غريبة وعجيبة!
الأستاذ سعد الدين إبراهيم اقل ما يمكن أن يقال عنه انه صحافي محترم وصادق ونزيه لا يخشى في الحق لومة لائم، ولأنه بهذه المواصفات فأنا افتخر به كأستاذي ومعلمي في دروب الصحافة والحياة وأشجب وأندد التعرض له ولزملائي الصحفيين بسبب كلمة حق أريد بها ألف حق !!
فاطمة غزالي الصحفية الشجاعة المحترمة المعتدة بقلمها والمنشغلة بما يمليه عليها ضميرها مثلها مثل عشرات من زملائها الصحفيين كتبت عن موضوع الفتاة التي قالت بعضمة لسانها، واعترفت أمام الملأ بأنه تم اغتصابها من بعض أفراد الأمن؛ فما كانت من المحكمة إلا أن حكمت عليها بدفع غرامة أظنها تساوي راتبها لأكثر من عامين؛ أو بالسجن شهرا في حال عدم الدفع، واليك عزيزي القارئ الخبر كما ورد في الصحف (أصدر القاضي مدثر الرشيد قاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال حكما بإدانة الزميلة الصحفية فاطمة غزالي ورئيس تحرير صحيفة الجريدة الأستاذ سعد الدين إبراهيم في القضية المرفوعة ضدهما من جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وحكم على فاطمة غزالي بالغرامة 2 ألف جنيه، وبالعدم السجن شهراً، وعلى الأستاذ سعد الدين إبراهيم بالغرامة خمسة ملايين جنيه يتم تحصيلها بالطريق المدني. وقد قررت الزميلة فاطمة غزالي الامتناع عن دفع الغرامة، وتقرر ترحيلها إلى سجن أم درمان في الرابعة من عصر اليوم. يذكر أن هذه أولى القضايا المرفوعة من جهاز الأمن ضد عدد من الصحفيين في موضوع نشر قضية صفية اسحق)!!
خبر كهذا يجعل المرء متأسفاً لأنه اختار الانتماء لمهنة تجبره إما أن يكون كالشيطان الأخرس ساكتاً عن قول الحق، وإما أن تجعله منافقاً يقول ما لا يرضي ضميره، وإما أن تجعله مسجوناً مع عتاة المجرمين في قفص الاتهام والإدانة لأنه فقط قال كلمة حق ارتآها وفقا لحيثيات ماثلة أمام ناظره ونظر المحكمة ذات نفسها فبدلاً عن أن تبحث السلطات عن ما الذي حدث وتثبت بما لا يدع مجالا للشك صحة الواقعة من عدمها إذا بها تنشئ قفصا كبيراً للصحفيين الذين كتبوا في قضية صفية بعد رؤيتهم للفتاة تنتحب وتشكو لله نهاراً جهاراً وعلى كافة صفحات المواقع الالكترونية وعبر الفضائيات وهي كاشفة الوجه لا ساتر لدموعها ولا عاصم لمشاعر الناس وقلوبهم من التفاعل إلا إذا كنا نحمل بين صدورنا أحجاراً من الصخر وليس قلوباً من لحمٍ ودم !!
قلتها سابقاً وأكررها اليوم حتى لو كانت صفية كاذبة وكشفت السلطات كذبها فذلك ليس مبرراً لسكوتها كل هذه المدة في صمت مريب؛ وليس مبرراً لمعاداة الصحفيين وإيداعهم السجون لأنهم كتبوا مجرد كلمات رافضات لانتهاكات كهذه حال حدوثها أو لمجرد توقع حدوثها يوماً في بلد نريده إنسانياً رغم كل ما فيه من انتهاكات لآدمية البشر في كثير من التفاصيل المؤلمة التي تم ويتم ذكرها يومياً بغرض تعديل المعوج في بلادنا ولكن!!
فاطمة غزالي ليست مجرمة، وغيرها من الصحفيين لم يجرموا ليستحقوا دفع الغرامات من دم قلوبهم الموجوعة لحال البلد أو السجن وراء قضبان الظلم لشهر أو حتى يوم !!
لن يصلح حال بلد تهان سلطته الرابعة وتكمم أفواه الصحفيين فيه يا سادة، فكفوا ظلمكم وجبروتكم عن أقلام الحق وحقوق المظلومين !!
و
لا أسكت الله لك حسا أستاذي سعد الدين ولا كسر لك قلما يا فاطمة !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/7/6
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. الاستاذة الفاضلة نادية عثمان مختار السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته لك ولكل السادة الصحفيين الشرفاء التجلة والاحترام
    قراءت للاسف عن هذا الخبر فى اليوم 17/07/2011 ولا ادرى فى اية تاريخ قد حدث هذا الحادث الشنيع اذا حدث بس اود ان اذكر لك ان ثورة الانقاذ لم تنقذ الشعب بل كسرت ظهر هذا الشعب ولم يعد له بدغير حمل السلاح كما فعل اهلنا فى دارفور وقد قيل عنهم خونة وعملة وما الى ذلك فلا سبيل للعيش فى بلدنا الحبيب السودان سوى ان تكون كما قال جورج بوش معنا او ضدنا ليس هناك خيار ثالث فهى والله كسر الخشم وغصبناً عننا مطلوب نرتضى الامر الواقع من اصحاب المؤتمر الوطنى من دون ان نشكو
    اذا كان حسنى مبارك قد فعلها ظاهرة جلية للعالم من اضطهاد لشعبه وكذلك القذافى ومن قبله بن على الذى اصدر قرار منع لبس الحجاب على ما اظن فى تونس فها هى ثورة الانقاذ تفعلها ولكن بغطاء القانون مرة صحفية لابسة بنطلون ومرة صحفية كتبت شىء ما عجبهم ولا دايرين زول يعرف عنو حتى ولو على سبيل الحقيقة من الكذب
    اختى الفاضلة اسأل الله ان يحفظ بنات السودان من هذه الطغمة الظالمة لأهلها من اصحاب الكروش الكبيرة والقروش الكتيرة بس والله والله والله اهل السودان الكسروا خشم الانجليز والاتراك المعروفين برة وجوه انهم بالهم طويييييييييل بس لما تحصل حدها غير الدم ما بنشاف شىء
    كما واحب ان اضيف ان هذه الاشياء تحدث مراراً وتكراراً وانا اشهد على ذلك وقد رايت من هذه الاشياء بام عينى ولكن طغمة الانقاذاو جهاز الامن والمخابرات لم يرق لهم كثيراً ان يتحدث احد عن هذه الاشياء ولن انسى ان وزير داخليتنا المبجل لما ظهر الفيديو بتاع جلد المراءة السودانية لم انسى ان وزير بدرجة وزير داخليتنا يتكلم عن هذه المراءة بكل قبيح عن انها منحرفة وقد تم القبض عليها مراراً وتكراراً وهى تفعل الفاحشة بالله روح دور عن عساكرك الكل يوم عايشيين فى الزيلة مع بنات الليل ومافى عندهم لا زبط ولا ربط عساكر همج بربر احسن واحد فيهم عندو شهادة ابتدائية
    اختى الفاضلة ارجو ان لا اكون قد اطلت عليك بحديث غير ذى جدوة بس والله هى بس حرة نفسى من فعل اؤلئك النفر من قومنا للاسف