رحيل الفنان محمود عبد العزيز الانسان الانسان
انثقبت الاذن لتطرش طويلا وتصم فكيف لها ان تتلقى من بعد الان نغما مموسقا محترما بلا اسفاف لحنى..؟ وكيف يتسنى للذائقة ان تستقبل ابداعا جديدا غير مكرر او مشروخ الفعل ..؟ وكيف يتاح للنظر الاستمتاع ببهجة الكلام الملتزم هكذا كيف كيف..
كان الرحيل هذه المرة متوقعا بعد مشاهدة ومتابعة المعاناة والالم والداء والرحيل نفسه مثلما تكرر فى مشاهد الموت الاستباقية لاخر المبدعين الذين تساقطت اوراقهم الواحدة تلو الاخرى وهى مشيئة الله سبحانه وتعالى .
رحل الفنان محمود عبدالعزيز ظهيرة اليوم بعد رحلة مرضية معقدة تاركا بصمة لاتمحى فى سماء الاغنية السودانية .. وسنحزن لامحالة كثيرا لان الفقد حار ومرارة الفراق تأخذ كل الوان التذوق الاخرى .. لاشبيه لك ايها الراحل ظهرا فلتسترح الان فى مرقدك ونسأل الله ان يرحمك ويعطيك قدر ما قدمت للاطفال وللمساكين وللعجائز والارامل واليتامى كلهم وجدوا منك اهتماما ورعاية ودعما سخيا
.. يرحمك الله بواسع رحماته لانك اسعدت ثلاث اجيال من الشباب كانوا وسيزالون يتلقفون انتاجك الثر الغنى المحترم مذ كنت تتغنى بالحقيبة تختار جيادها ولم كنت تنتخب الاغنيات الخالدات وتقدمها لهم فيعجبون ويرقصون ولاينسون الله نعم . ففليرحمك الله ايها الخرافى الاسطورة الانسان الفنان .
سونا :سعيد الطيب