نادية عثمان مختار

الشعوب لا تنسى (اساءات) الحكام !!


الشعوب لا تنسى (اساءات) الحكام !!
السياسيون على مر الحقب السياسية في البلاد.. وفي زمان حكومة الإنقاذ على وجه الخصوص، اتحفونا بوابل من التصريحات العجيبة فوق روؤسنا على مر السنوات؛ ولكن البعض منهم كان ينتقي لغة ومفردات تصريحاته لتنزل على الناس بردا وسلاما؛ حتى لو انها (محض أوهام وأضغاث أحلام) ! كما ان البعض منهم تعمد ان يكون لسانه مِبردا ومِنجلا حادا يوجهه ويواجه به الشعب الذي ولاه أو لم يوله مسئولا حكوميا في حكومة لم يخترها (كل) الشعب !
يدهشك ان تجد المسؤول يعمل جاهدا على تخويف الناس وإرهابهم لفظيا ظاناً بذلك أنه يرضي ( السلطان) ويضمن ولاء الصولجان !!
سنوات مرت وفي الذاكرة الكثير من التصريحات النارية لمسؤولين في بلادنا كان اكثرها رسوخا وتعلقا بالذاكرة تلك الغارقة في السلبية والموغلة في همجيتها ووحشيتها على شاكلة (سنقطع وسنبتر وسنذبح) وماشابه من مفردات الأسلحة البيضاء و( الجبخانة) المعمّرة !!
كثير من الساسة في بلادنا خاضوا في وحل التصريحات المستفزة للشعب والمنتهكة لآدميته والتي تجعل منه وكأنه مجرد ( خروف) يمكن ذبحه وسلخه في كل وقت بسيف التصريحات البتار، الذي ينزل على الناس مقطعا أوصالهم اربا اربا ؛ لا لشيء إلا لأن مسؤولا رأى أن يقدم للحاكم فروض الطاعة والولاء، ويؤكد له انه طوع بنانه، وأنه عند الملمات والشدائد سيف لا جفير له، يرد عن الحاكم بأمر( القوة) كل مامن شأنه ان يعكر صفوه وروقة مزاجه، حتى ان ذلك المسؤول الجسور بتصريحاته الحارقة مستعد لإبادة (الوردة) بالدبابة فقط ؛ لو ان رائحتها النفاذة لم تعجب فخامة السلطان !!
استغرب كثيرا لمسؤول اختار جانب إهانة وتخويف الشعب الذي يحكمه من أجل إرضاء الحاكم والتطبيل له في كل آن وبمناسبة وبدون مناسبة !!
اتساءل ولا أجد إجابة .. هل يكافيء الرئيس أولائك الذين يتلون على الشعب أقسى آيات الإرهاب لفظيا ؟!!
هل يطرب الرئيس ويسعد لو أن أحد رجاله الأشاوس طاح في الشعب بلسانه شمالا وجنوبا مهدداً إياه بالثبور وعظائم الأمور حتى من دون ان يفعل الشعب مايستوجب تسميم بدنه بتلك الاسطوانات الممجوجة والمكرورة التي تتوعده بالشر المستطير، وتجعل منه (تلميذا) في مدرسة الحكام يعاقبونه بذنب ودون ذنب ؟!
قليلة هي الأسماء لمسؤولين في الحكومة ممن لم يلوثوا أنفسهم ويخوضوا في بحر إهانة الشعب بقبيح التصريحات التي لن تنتقص من قدره العالي !
قليلون هم الرجال في حكومة الانقاذ الذين التزموا جادة طريق الدبلوماسية والحياد واللغة المقبولة والمفردات المنتقاة بذكاء شديد وحنكة سياسية عالية تجعلهم ولو كانوا غير مقبولين لدى الشعب؛ إلا انهم يحظون بشيء من احترامه لعفة ألسنتهم وحفاظهم على كرامة وكبرياء الشعب الذي إن صمت على الإهانة اليوم و( قطعها في مصارينه) فهو كالجمال التي لا تنسى الإهانة مهما استطالت عهود الحكومات، سنين عددا ولابد من يوم يرد فيه على الإهانة.. الصاع صاعين !!
و
لسانك حصانك !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/13
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. [B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]وهل يا ترى الرئيس يسمع بما يقوله المسئولون الذين يتطاولون ويسلطون السنتهم للشعب المغلوب على امره او انهم يريدون ان يكون صوتهم مسموع الى الرئيس لا والله هم يقولون كلام للشعب واخر للرئيس الذى اصبح لا يعرف الصالح من الطالح لكثرة الملمومين عليه ودائما ما نراه يستمع للذى يضحكه فقط متجاهلا الذى يبكيه[/SIZE][/FONT][/B]