تحقيقات وتقارير

الحلو .. التمادي في إستغلال النوبة

[JUSTIFY]مرة أخرى يحاول المتمرد عبد العزيز الحلو عبثاً إدخال أبناء النوبة في معركة غير معترك واقحامهم في حرب ليكونوا وقودها ، واختار الحلو هذه المرة ولاية النيل الأزر لتكون محرقة أبناء النوبة القادمة وهو أمر جعل قادة ميدانيون تابعون لقوات عبد العزيز الحلو يهددون بالتمرد في حال إجبارهم من قيادات قطاع الشمال بالقتال في النيل الأزرق ودعم قوات الحركة الشعبية هناك. وقال منشقون عن الحركة بجنوب كردفان إن قوات المتمردين بمنطقة البرام اندلعت بينها اشتباكات متقطعة بسبب الخلافات حول أوامر أصدرها الحلو لبعض مساعديه بنقل مجموعات من أبناء المنطقة للقتال في النيل الأزرق، ووفقاً لأولئك المنشقين.فإن معسكرات حجيوات وفاما شهدت عمليات احتجاج وتمرد إثر رفض الجنود وقادتهم أوامر الانتقال لدعم قوات تابعة لمالك عقار. ويقول الجنود المحتجون إنهم يرفضون أوامر قائدهم الحلو بالقتال لصالح منطقة أخرى، متهمين قيادات بقطاع الشمال والجبهة الثورية باستخدامهم لصالح أجندة لا ترتبط بأبناء جبال النوبة .

وموقف أبناء النوبة الأخير لم يكن الأول فقد أبدى أبناء النوبة التابعين للجيش الشعبي تذمراً واضحاً من ممارسات الحركة الشعبية خاصة بعد إحتلال هجليج في العام الماضي فيما رفضوا إقحامهم في أي عمليات عسكرية قادمة في الوقت الذي هددت فيه حكومة الجنوب رافضى تنفيذ التعليمات العسكرية بالتصفيات الجسدية لأبناء النوبة ومتمردي دارفور.

وكشف وقتها القيادي بمنطقة جبال النوبة د.على الشايب في تصريح عن مآلات وتداعيات خطيرة تهدد أبناء النوبة الذين رفضوا الإنصياع للخيارات المطروحة من قبل الحركة الشعبية مبيناً أن أعداد مقدرة من ابناء النوبة إمتنعوا عن المشاركة في إحتلال هجليج بإعتبارها تابعة للسودان مشيراً إلى أن حكومة الجنوب أصيبت بالرعب والهلع بعد هزيمة فلولها المندحرة مؤخراً الأمر الذي أدى لدفع الحركة الشعبية لنشر متمردى الحركات الدارفورية وأبناء النوبة للدفاع عن فصيل الجيش الشعبي بكاودا وولاية الوحدة.

محاولات الحلو هذه تكشف أن الرجل قد استغل أبناء جبال النوبة لتحقيق أهداف الحركة الشعبية في الجنوب، ليقابلهم بجزاء سنمار، ويبيعهم في النهاية ويقذف بهم إلى أتون الحرب وفي مختلف الجبهات ، فالحركة الشعبية هي التي حولت إقليم جبال النوبة الى مسرح لعملياتها العسكرية طيلة هذه المدة تحت لافتة «السودان الجديد» واستخدمت عشرات الآلاف من أبنائه وبناته كوقود لمحرقة الحرب، وسالت دماء غزيرة من هؤلاء من أجل «السودان الجديد» على أرض الجنوب، فمنطقة جبال النوبة لم تحصد من حرب الحلو غير الخراب والتشريد والموت الجماعي، مقابل تضحيات تفوق تضحيات أبناء الجنوب أنفسهم، ولا يزال الآلاف منهم يموتون بلا «وجيع» في الحروبات القبلية بين قبائل الجنوب أو في إخماد تمردات الحركة الشعبية، وهي شؤون لا علاقة لها بأسباب انتسابهم للحركة الشعبية.

أداء النوبة في الحركة الشعبية بحسب مراقبين كان أداءً منفراً. و الآن ماذا جني النوبة من تلك الحرب واضحى الكل خاسر. لقد أبعدوا اللواء دانيال كودي واستبدلوه بعبد العزيز الحلو ورغم من أن دانيال ابن النوبة و مهما كان فإنه لن يخون قضية النوبة لأنه نوباوي أصيل ، بجانب تسبب الحلو في اعتقال تلفون كوكو في دولة الجنوب. أما عبدالعزيزالحلو فقد قبض الثمن ولا يهمه أمر النوبة كما فعل من قبل حينما هاجر إلى الولايات المتحدة دون أن يخطر أحداً والآن يدفع النوبة إلى المحرقة والهلاك لأنه ببساطة ليس منهم ولا من جنوب كردفان. فماذا سيفعل النوبة الآن؟ لقد خان القضية وباع النوبة كما باع الجنوبيون . لكن هل يوجد مبرر حتي يحمل الحلو السلاح في وجه حكومة السودان ؟ عموماً فالشواهد والوقائع تؤكد أنه لا مبرر لذلك ، فالحلو لم يستشر أحداَ في حربه الأخيرة . لذا فإن قادة النوبة يرونه قد إنجرف كثيراً لأشياء لا تهم النوبة أو الولاية.كما أن الشواهد تؤكد أن حصاد النوبة مع الحركة الشعبية وطيلة هذه الأعوام كان صفرا كبيراَ فالحركة استخدمت النوبة في حربها لتقرير المصير والانفصال فكان لها ما أرادت وبعدها أعادت النوبة إلى المربع الأول الذي أخذتهم منه وهو مربع الحرب التي هم وقودها.

سودان سفاري[/JUSTIFY]