تحقيقات وتقارير

الممارسات الوحشية للجيش الشعبي فى أبيي !

[JUSTIFY][SIZE=5]قتل الجيش الشعبي الجنوبي حوالي 57 سودانياً، 50 منهم من التجار و 7 من الرعاة. واستولى على ما يفوق الـ1600 رأس من الأبقار. المواطنون القتلى بعضهم ينتمي لقبائل المسيرية فى أبيي والبعض الآخر ينتمي الى قبيلة المسلّمية فى منطقة جنوب النيل الأزرق.

وبحسب قيادات أهلية فى المنطقة فإن عمليات القتل والنهب تقع بهجوم من الجيش الشعبي وبمبادرة منه بغية النهب والترويع رغم وجود قوات حفظ السلام الإثيوبية المعروفة اختصراً باليونسيفا.

والواقع إن مثل هذه الممارسات التى يشير مواطنو المنطقة الى أنها باتت تحدث بشكل راتب ويومي بدأت تشكل تهديداً جدياً لأمن واستقرار المنطقة من جهة وأمن واستقرار دولتيّ السودان وجنوب السودان، فهي اعتداءات مقصودة من جانب الجيش الشعبي الجنوبي الهدف منها قدح زناد حرب شاملة. والكل يعلم أن واحدة من خيارات الحكومة الجنوبية بعد تعثر حل أزمة أبيي هي الحرب، ظناً منها أن ذلك ربما يؤدي الى أحد أمرين: إما النصر ومن ثم انتزاع المنطقة وإلحاقها بدولة الجنوب؛ أو تدخل مجلس الأمن وتصديه للنزاع ليقوم بحله بما يتوافق مع مصالح دولة الجنوب.

غير أن استمرار الصراع على هذا النحو ربما يأتي بنتائج معاكسة تماماً لما تخطط له جوبا، إذ أن قبائل المسيرية المعروفة بالفروسية وإمكانياتها الحربية، حتى هذه اللحظة تمارس ضبطاً للنفس محسوب بميزان من الذهب، إذ أن هنالك عدة اعتبارات سياسية واجتماعية وإستراتيجية تجعل هذه القبائل تفضِّل الانتظار، إذ من المعروف أن الأزمة ليست بين هذه القبائل وقبيلة دينكا نقوك، فقد تعايش الجانبان منذ عشرات السنوات تعايشاً انصهارياً مشهوداً وعركتهما الحياة وجعلت كلٌ منهما يعرف قدر الآخر، غير أن الجيش الشعبي الجنوبي – بتحريض من بعض قادة الحركة المنتمين الى منطقة أبيي – هو الذي يسعى لتأجيج الصراع بين القبيلتين.

من جانب ثاني فإنه وحسب (معلومات موثقة) تم الحصول عليها من رئاسة الحكومة الجنوبية فى جوبا، فإن هناك (خطة تكتيكية) قصيرة المدى أُوكِلت الى الجيش الشعبي هدفها العمل على إبادة قبائل المسيرية بصورة منهجية بغية التخلص منها إذا ما اضطرت جوبا لقبول عملية الاستفتاء, تدعيماً لهذه الخطة الجنوبية وبعد استقالة د. لوكا بيونق، الرئيس المشترك لإدارية أبيي تركت الأمور هكذا وتراخت فى تعيين خلف له، وهذا ما يؤكده الأمير (حمدي الدود) أمير قبيلة المزاغنة، وهي إحدى قبائل المنطقة حيث يشير الدود الى أن الجيش الشعبي استغل الفراغ الأمني الناجم عن غياب إشرافية المنطقة ليواصل اعتداءاته على المواطنين ونهبهم وسلبهم .

وهكذا بات من الواضح أن دولة جنوب السودان (تعبث) بالأمن فى المنطقة وتسعى لتغير عناصر المعادلة فيها، وهو تخطيط لم يفت عضد الحكومة السودانية ولا فات على فطنتها. كل ما في الأمر أن الجانب السوداني ما يزال يحتفظ بسياسة النفس الطويل ومد حبال الصبر وانتظار الأمل ولكنها جميعها ليست عناصراً تدوم إلي الأبد فالحكومة الجنوبية والجيش الشعبي على وجه الخصوص هو الأكثر دراية -بحكم تجارب امتدت لـ20 عاماً- بقدرات الجيش السوداني وسطوته، وبالقدر الهائل من الإمكانات القتالية لقبائل المسيرية، ويكفي فقط تجربة هجليج الحديثة العهد ولا نزيد!

سودان سفاري

[IMG]http://www.lady.sd/image/armedsouth.jpg[/IMG][/SIZE][/JUSTIFY]