تحقيقات وتقارير

أطباء ومحامون وجياشة .. اختطفتهم السياسة !

[JUSTIFY]عندما كانت هيلاري طالبة القانون تجلس في باحة الكلية لفت نظرها شاب له كاريزما خاصة يدرس معها بنفس الكلية في جامعة يال وجدت انه بدوره ينظر اليها… رمقته بنظرة طويلة وايقنت ان هذا الرجل سيكون زوجًا جيدًا والافضل سيكون له مستقبل سياسي يوازي طموحاتها ونظرًا لأن درجاته كانت اعلى من التي تملكها لتدخل البيت الابيض رئيسة فاكتفت بدور الزوجة إلا أن طالبة القانون اصرت على العودة اليه من جديد كوزيرة خارجية لانها كانت تعلم ان القانون الخطوة الاولى نحو كرسي السياسة.

ومعظم رؤساء ومهندسي سياسة البيت الابيض كانوا قانونيين فبوش ومساعدته كونداليزا رايس تزاملا في كلية القانون في اوكسفورد وكان يعرف انها متميزة فجعلها وزيرة خارجيته والآن اوباما سياسي ايضًا قفز الى البيت الابيض من مقاعد كلية القانون من هارفرد.

وفي السياسة السودانية لا يعتبر القانون هو الزانة التي يقفز بها الكثيرون الى مقعد السياسة فالرداء الكاكي يحتل المركز الاولى في الولوج إلى المسرح السياسي في تاريخ السودان بلا منازع، وقد يظل الحكم عسكريًا او صرف او يصبح مزيجًا بين المؤسسة العسكرية والمؤسسات السياسية كما يبدو الحال بالحكومة الحالية التي يمثلها حزب المؤتمر الوطني مع تمسك الرئيس جدًا بخلفيته العسكريه، وبعض أبناء دفعته كالفريق بكري حسن صالح والفريق عبد الرحيم محمد حسين وغيرهما إلا أن الرئيس البشير ينزل انتخابات ويمثل حزب المؤتمر الوطني ويظل الجيش ذراعًا هامًا في الحكومه لان الكاكي لون يعبر من خلاله السياسيون ايضًا.

وبعده يأتي القانون ايضًا اسوة بدول العالم كلها فالسيد علي عثمان النائب الاول لرئيس الجمهورية تخرج في كلية القانون بجامعة الخرطوم ومارس المحاماة والقضاء وخرج من مقاعد القانون الى السياسة بساحتها العريضة ومثله الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي وكلاهما من خريجي قانون جامعة الخرطوم ومثلهما رهط آخر مثل المرحوم فتحي خليل ود. عبد الرحمن الخليفة وبروفسور احمد ابراهيم الطاهر ود. إسماعيل الحاج موسى، ومحمد الحسن الأمين ود. منصور خالد، والأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، والدكتور علي السيد وتاج السر محمد صالح.

ويأخذ الطب مساحة مقدرة في ساحة السياسة السودانية فعدد كبير منهم يتجولون في ردهاتها بعيدًا عن البالطو الابيض مثل د. الجزولي دفع الله رئيس الحكمومة الانتقالية و د.مصطفى عثمان طبيب الأطفال، وقبلهم د. الطيب محمد خير ود. غازي صلاح الدين ود. مندورالمهدي وهو صيدلي وبروفسور ابوعائشة ومجذوب الخليفة ومامون حميدة وعيسى بشري وعلي الحاج طبيب النساء والتوليد الشهير، وجلال الدقير والقائمة تطول مع اطباء وضعوا البالطو جانبًا.. ومن حزب الأمة إبراهيم الأمين طبيب.

وأساتذة الجامعات يتمسكون بشدة بمقاعدهم العلمية التي ولوجوا من خلالها دنيا السياسة ولعل اشهرهم على الاطلاق بروفسور ابراهيم غندور الذي هو ايضًا طبيب اسنان وبروفسور الزبير بشير طه.

للسياسة بريق يخطف العمر والزمن والمهنة لكنه يبقى متوهجًا حتى لو اختلفت الأطياف او منحتك الأيام معاشًا اختياريًا او إجباريًا لكنها تظل الخيار رقم واحد لكل الطامحين.

صحيفة الإنتباهة
سارة شرف الدين[/JUSTIFY]