تحقيقات وتقارير

المساعدات الإنسانية .. والحقوق المشروعة

[JUSTIFY]لا يختلف اثنان بأن أهل دارفور عانوا ما عانوا من الحرب وويلاته والتي بدأت منذ العام 2003م وادي الي قتل وتشريد ونزوح عشرات الآلاف وخلف ودمر البنية التحتية والمرافق الخدمية المختلفة وأهلنا في دارفور في أمس الحاجة لها.

وما يزال الحزب والألم ينتابنا بافتعال الأزمات من بعض الحركات المسلحة بين الحين والآخر والتي تحدث في بعض المناطق بولايات دارفور والتي لا شك تقود لمربع الحرب والاقتتال بين أبناء الوطن والواحد وزعزعة الأمن والاستقرار في هذا الجزء الغالي من الوطن.

يحدونا الأمل والتفاؤل بأن تضع كافة الأطراف السلاح والانخراط في حوار جاد وبناء حول القضايا المختلف عليها وإزالة كل ما من شأنه أدي أو سيؤدي الي سوء التفاهم وصولاً لحل جذري لكافة المشاكل لينصب الحوار تجاه تحقيق المصالحة وتعزيز السلام.

المشهد علي الصعيد الدارفوري يشهد الآن حراكا واسعاً علي كافة الأصعدة فالسلطة الإقليمية وعلي رأسها الدكتور التجاني السيسي يقود وفوداً رفيعة تضم قيادات من السلطة الإقليمية لجولات ماكوكية للدول كالولايات المتحدة الامريكية وأوربا واسيا وأفريقيا والخليج وذلك استعداداً لانعقاد مؤتمر المانحين والذي سينعقد بدولة قطر في السابع والثامن من ابريل.

د. التجاني السيسي قال أن تقديرات احتياجات التنمية في دارفور في حدود ما بين (6-7) مليار دولار.

التقارير الواردة تفيد بأن هنالك أكثر من 1,4 مليون شخص في دارفور يعتمدون علي المساعدات الإنسانية بعد عشر سنوات من بداية الأزمة.

السيد علي الزعتري منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أوضح إجمالي التمويل المطلوب للمشاريع الإنسانية في العام 2013م من خلال خطة العمل الإنساني يصل الي المليار دولار أمريكي لمساعدة 4,3 مليون إنسان وسيتم تخصيص حوالي 60% من خطة العمل الإنساني لتلبية الاحتياجات الإنسانية ستقدم لأكثر 3,5 مليون شخص واستطرد مضيفاً غير أن الاحتياجات الإنسانية للسودان قد تناقصت بمعدل مثير للقلق فقد انخفضت من عام 2001 عام 2012م بنسبة 9% وقد يؤثر هذا التراجع في التمويل علي قدرة الوكالات الإنسانية علي إنفاذ الأرواح والحد من المعاناة.

فالحكومة من جانبها ظلت توفر ما عليها من التزامات مالية وتسخيرها من أجل التنمية في مختلف المجالات وظلت تنادي وتناشد حاملي السلاح من الحركات التي لم توقع علي الاتفاقية للحوار والتفاوض هذا من جانب ومن جانب آخر علي الحكومة مواصلة دعواتها ومناشدتها لإقناع هذه الحركات حتي تستجيب للانخراط للتفاوض في القضايا مثار الخلافات فهذا الحوار والتفاوض يتطلب من الإطراف مزيداً من المرونة وعدم التعنت في المواقف وإبداء التنازلات حتي يصل الأطراف الي اتفاق وحلول مرضية من اجل إنسان دارفور أولاً وأخيراً، الذي عاني ويلات الحرب وكانت نتائجها تلقي المساعدات وهنا نشير الي أن الدكتور سليمان عبد الرحمن سليمان المفوض العام للعون الإنساني كان قد كشف عن خطة متكاملة وموجهات للعمل الإنساني للعام 2013م وقال أن المفوضية قد وضعت خطة سير واضحة مستفيدة من دروس الماضي وأكد بإزالة كافة العقبات لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المناطق المتأثرة وأضاف بأنه سيتم تنوير ولاة الولايات بهذه الخطة.

وأعلن د. سليمان عبد الرحمن المضي قدماً عبر خطة عمل لسودنه العمل الطوعي التي بدأت من العام (2012 2016).
وأضاف ان العمل الطوعي والإنساني متجذر في المجتمع السوداني وله أثر قديم ينبع من كريم معتقداته وقيمه وثقافته التي تخص علي عمل الخير وإغاثة الملهوف وإكرام الضيف ونجده المستغيث من خلال العمل الجماعي والنفير وإصلاح ذات البين ومساعدة ذوي القربى والضعفاء والمحتاجين.

تشرفت بزيارات متعددة لولايات دارفور الثلاث وعاشرت أهلها الذين يتميزون بالخلق الكريم والكرم الفياض فهم حقيقة يستحقون الوقوف بجانبهم حتي يعم الأمن والاستقرار والسلام الشامل والدائم والتنمية المستدامة لربوع دارفور وتوفير كافة سبل حقوقهم الأساسية من خدمات المياه والكهرباء والصحة والتعليم وتلبية كافة احتياجاتهم.

فهل إستجاب الجميع لتحقيق هذا الطموح والتطلعات المشروعة.

1359929271528900

صحيفة أخبار اليوم
نجاة صالح شرف الدين [/JUSTIFY]