استهداف الخارجية .. هل يدفع بكرتي خارج أسوار الوزارة ؟

ويشير مصدر بالخارجية آثر التحفظ على هويته أن الفهم السائد في وزارة المالية أن الخارجية «خامة القروش كلها» في الوقت الذي تبدو فيه جهات أخرى أولى منها بالتمويل، وأضاف أن الوزارة تجد معاناة كبيرة جدًا في الحصول على أية تصديقات مالية حتى قال إن المسألة تعتمد على العلاقات الشخصية، وعندما تسعى الوزارة لإنشاء سفارات جديدة كما حدث في إفريقيا مؤخرًا فإن ميزانية التأسيس التي تجيء عبر دراسة إذا كانت تقدر بـ «500» مليون دولار فإن التصديق يتم بـ«300» مليون دولار مما يؤثر على العمل الدبلوماسي بوجه عام خاصة من حيث أداء إعلام السفارة فضلاً عن أن الخارجية إذا أرادت أن تؤجر مبنى السفارة في منطقة حيوية بالعاصمة المعنية لتكون قرب خارجية الدولة نفسها مثلاً تعجز عن ذلك فتضطر للإيجار في الأطراف مما يعطل تحركات السفارة وحتى رواتب السفارات تعد الأقل من نوعها في المنطقة وذهب إلى أن مرتبات السفارات بجيبوتي وتشاد بل والصومال أفضل منها ونوَّه المصدر بأن ثمة أيادي لا تزال تتدخل في عمل الوزارة على خلفية عملها السابق وقد أحدث ذلك التدخل صدامًا في عهد الوزير لام أكول أجاوين إبان الفترة الانتقالية.
كثرة شكاوى كرتي تدفع للتساؤل عمَّا إذا كان ثمة من يسعى لإقصائه من الوزارة أو ما إذا كان نفوذه ليس بالقوة التي تتيح له تنفيذ سياساته عبر وزارته، ومعلوم أن خلفية كرتي القادم من الدفاع الشعبي لا تخفى شخصيته الصدامية فضلاً عن أنه لم يتوانَ في مواجهة شكوى بعض السفراء للبرلمان من عدم قدرتهم على لقائه بأن نظراءه في تلك الدول يرفضون لقاء سفراء السودان بل إن الجرأة لم تعوزه عندما انتقد تصريحات رأس الدولة عن الحركة الشعبية بدولة الجنوب بوصفها بـ «الحشرة الشعبية» إبان احتلال الجنوب لهجليج في العام الماضي، أما عن النفوذ فيبدو أن حظوظ كرتي لا تضاهي نفوذ وكيل الخارجية السابق مطرف صديق فنقلاً عن المصدر أعلاه أن مطرف الذي يقرن القول بالفعل ومن إنجازاته أنه أنشأ عدة مؤسسات للوزارة منها: دار الخارجية ومدرسة الأكاديمية الدبلوماسية ومبنى الخارجية الجديد الذي تستقر فيه إدارة إعلام الوزارة حتى إنه بمقدم كرتي للوزارة قال إن الإنشاءات قد اكتملت بالوزارة وما تبقى هو الالتفات لتأهيل كادر الوزارة فضلاً عن أن مطرف اختط نهجًا جديدًا تمثل في تمليك السفارات بالخرطوم قطع أراضٍ مقابل تمليك السفارات السودانية أراضي بالدول المعنية، وبالفعل هناك حوالى أربع سفارات سودانية بالخارج تملكت أراضي في الدول المعنيَّة، وبالعودة لمسالة الإقصاء يشير المصدر إلى أن بعض من استُوزروا بالخارجية لا يزال يراودهم الأمل في العودة إليها مجددًا لذا فهم غير بعيدين عن التدخل في أمر الوزارة.. إذن فثمة عوامل تجابه كرتي في أدائه لمهامه، فهل تفلح في الدفع به خارج أسوار الوزارة أم أنه وعبر سياسة النفس الطويل سيتغلب عليها وإن تكالبت عليه معًا؟ هذا ماستكشف عنه الأنباء التي سيأتينا بها من نزوِّد أو العكس.
صحيفة الإنتباهة
ندى محمد أحمد
[/SIZE][/JUSTIFY]






