كيف تخلِّص طفلك من الألفاظ النابية
أشعر بالإحراج
قالت إخلاص عبد الحميد «ربة منزل» إنها تعاني من تلفظ ابنها بألفاظ سيئة مما يسبِّب لها الإحراج عندما تصحبه إلى مناسبة، وتشير إلى أنها ظلت تعاني من هذه المشكلة، فكثيرًا ما يتعرض للضرب من قبل والده الذي يعاقبه باستمرار مما يجعله «يتبول» عند النوم، وتقول: عندما أتحدث لابني عن تركه لهذه الألفاظ يقول إنه سمعها من أقرانه بالروضة.
القدوة الحسنة
وتضيف أ. مها «مديرة مدرسة» ليس هناك أقسى على الأبوين وأحزن على قلبيهما من أن يتلفظ ابنهما بألفاظ بذيئة أمامهما أو أمام الأغراب فيشعران بالحرج أمامهم وتكون ردة فعلهم الغضب، ولكن ماذا بمقدور الوالدين أن يعملا في هذه الحالة؟ في البدء لا بد من معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك حيث إنه يمثل نصف العلاج، فإن كان من الأسرة فعلى أفراد الأسرة أن يكونا قدوة حسنة، فالأسرة هي المؤثر الأول.
الأسلوب اللائق أ. نسرين الفاضل الباحثة الاجتماعية تؤكد أن للبيئة دورًا في اكتساب الأطفال لهذه الألفاظ النابية، وتضيف: لا شك أن الأسرة تعتبر المؤثر الأول في حياة الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويتشرَّب القِيم الثقافية والاجتماعية، وعندما يصبح الطفل في المراحل الأولى من الاعتماد على الذات بعد أن يستطيع المشي والتواصل اللغوي مع دائرة أوسع من الأسرة يبدأ باكتساب عادات سلوكية جديدة قد تكون دخيلة على الأسرة ويبدأ بتقليد الألفاظ والكلمات التي يرددها الآخرون، وتشكِّل الألفاظ النابية أحد مكتسبات الطفل من البيئة المحيطة لكنها من الأمور السلبية المؤرقة للأسرة والتي تستهجن بدورها هذه الألفاظ وتحاول تخليصه منها، مشيرة إلى أن القدوة السيئة بالأسرة والمخالطة الفاسدة في الشارع والمدرسة ووسائل الإعلام أهم مصادر اكتساب هذه الألفاظ، ووضعت نسرين الحلول موضحة بالقول: عاملي طفلك كما تحبين أن تعامليه وخاطبيه باللغة التي تحبين أن تخاطَبي بها، استعملي اللغة التي تتمنين أن يستعملها أبناؤك، شكرًا، ومن فضلك، لو سمحت، أعتذر، وهكذا يتعلم الطفل منك، علِّمي ابنك نوع الكلام الذي تحبينه وتقدِّرينه ويعجبك سماعه على لسانه، أبدي إعجابك به كلما سمعت منه، عبِّري عن ذلك الإعجاب بمثل يعجبني كلامك، علِّميه فن الكلام، علِّميه مهارات الحديث وفن الكلام من خلال الأمثلة والتدريب، وعلِّميه الأسلوب اللائق في الود، وإذا كان الكلمات البذيئة تأصلت لدى الطفل فاستخدمى معه أساليب الثواب والعقاب محذرة من عدم الضحك من الكلام الذي أطلقه الطفل، فالضحك يدفعه إلى التكرار لأن التهريج في هذا العمر يريحه. وختامًا تحث على حسن الخلق فسباب المسلم فسوق، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم، وليس المسلم بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء وغيرها، فتبينوا لهم فضائل حسن الخلق في الإسلام وأنه ما من شيء في الميزان أثقل من خلُق حسَن.
صحيفة الإنتباهة
خديجة صقر البرزن