محمد الطاهر العيسـابـي : طعميّة ( مسرطنة ) !!!
بعد أن هممت بالمغادرة أنبني ضميري لماذا لا أتحدث مع هذا البائع الذي سيتضرر منه الكثيرون وهو يقدم ( عجيناً ) مطهي على زيت ( رجوع ) مع أنني أعرف أنها ( نقطة ) وسط بحر لج من المخالفات ، ولكن بالمقابل لماذا لانقوم بواجبنا ونحمي أنفسنا من هذا الجشع واللامبالاة والتي ستفتك بالجميع اذا تخلى كل ( مواطن ) عن مسؤوليته .
تقدمت نحو البائع وكانت المفأجاة ( الصادمة ) قلت له معاتباً يا أخي الكريم لماذا ( تستخدم زيت مقلي ( مكرر) ضار بالصحة أليس لك أسرة وأطفال صغار ؟ ألا تخاف أن يتضرر غيرك كخوفك على نفسك و أسرتك ؟
وكانت المفاجأة التي ذكرتني بسؤال ورد للدكتور الشيخ العوضي في إحدى الفضائيات ، فقد سأله طالب جامعي مسلم يدرس بفرنسا ، قائلاً ياشيخ لي صديقة تسكن معي لوحدي وقد قبّلتها يوماً وكانت ( مخموره ) فهل وقع علي إثم بإرتشافي شيئاً من ( الخمر ) من لعابها ؟؟؟
الرجل يبرر بكل ثقة أنه لايشتري زيتاً ( مكرراً ) وذهب ليحضر لي إحدى الجوالين .. ( هو بالله برضو فيّ زيت مكرر معروض بالسوق !! ) ،
قلت له أنا لا اتحدث عن شرائك لزيت مكرر( دي جديدة ) ، عتابي لك على استخدام زيت القلي لعدة مرات ، كأن الرجل قد تنفس الصعداء وجاء له الفرج ، أجاب ضاحكاً ( يعني شنو دا عــــــادي كل المحلات بتعمل كده بنعيد القلي بنفس الزيت عدة مرات ) ، قلت له وهذا الذي أمامنا كم عدد مرات إعادته أجاب ( 4 ) مرات ! وشكلها الخامسة والعاشرة في الطريق ( لاحول ولاقوة الابالله ) . فأعترف أنه يمارس ( جٌرماً ) أكبر ويبرر لما هو ( أصغر ) كحال ( سائل ) العوضي !!!
للأسف أن هذه الحادثة ليست قاصرة على هذا البائع ( البسيط ) وليست قاصرة على ( الطعميّة ) فحسب ، ولكنها ( نموذج ) متكرر يحدث في أرقى المطاعم بالخرطوم وخارجها وتنطوي على الفراخ والأسماك والوجبات السريعة وكل طعام ( مقلي ) !!
ومعظمها تلجأ إلى عدم استبدال مادة الزيت المستخدمة في عملية قلي المأكولات ، وذلك لغايات اقتصادية تتمثل بتقليل التكلفة والسعي غير الشرعي وراء أكبر قدر من الربح .
فالاستعمال المتكرر لزيوت القلي تتسبب بمشكلات هضمية كثيرة وأمراض سرطانية، وهو ما أثبت طبياً.
ولا شك أن هذه الظاهرة ذات الأساس الاقتصادي، تستفحل كثيراً نتيجة غياب الرقابة الصحية على الأسواق، والتغافل عن المخالفين. فمن المعروف أن الضرر الكبير من مادة الزيت لا يتأتى من عملية القلي الأولى، لذلك فإن الزيوت في الكثير من الدول التي تمتلك رقابة صحية فاعلة لا تستخدم إلا لمرة واحدة، أما عندنا فيبقى الزيت في حالة استخدام حتى ينفد!!
خطورة مادة زيت القلي تتولد بعد رفع درجة حرارة الزيت، ليكون قادراً على إنجاز عملية الطهي، فعندما يتم إغلاق الأغطية عند تجهيز الأطعمة يصبح الضغط أكبر وتذوب كمية الأوكسجين الموجودة فوقه بشكل أسرع، ومع الحرارة يصبح هناك عملية أكسدة، وتكون بالتالي حاجزة لتكوين عملية ما فوق الأكسدة، وهذا ينطبق على القلي المغمور أو المغمس (التشيبس، البروستد) أو العملية التي تصنع فيها الوجبات السريعة عموماً، ولكن الضرر يكون أكبر عند طهي المأكولات دون غطاء وهذا ماهو حاصل بمطاعمنا بل احياناً تجد اواني الطبخ في العراء ، والناس ( تلبع ) دون إكتراث لهذه المضار .
فعملية الأكسدة يمكن أن تنتج مع حرارة الجو البسيطة و كمية المياه التي تسقط في الزيت أثناء عملية القلي تضر الزيت وتؤكسده بشكل أكبر، كما أن عملية القلي ببعض الأواني الحديدية كمثل هذه ( الطوه ) الصدئة تؤدي إلى ضرر أكبر نتيجة تفاعل هذه الأواني مع الزيت المغلي ، وتؤدي لإنتاج المواد المسرطنة.
أن عملية تكرار استخدام زيت القلي تؤدي بالدرجة الأولى، إلى التسبب بالعديد من الأمراض السرطانية، وإلى أضرار في الجهاز الهضمي وتقرح في الأمعاء الذي يصعب علاجه، ( ونحنا ناقصين ) ولا تظهر هذه الأضرار مباشرة، بل إن هناك ضرراً تراكمياً، وهذا أثبتته الدراسات والبحوث الطبية، فالطعام المقلي يمتص مابين ( 5ـ 45% )من الزيت وكلما ارتفع التأكسد كانت احتمالات التسرطن أكبر.
نتمنى تفعيل الرقابة الصحية على هذه الأطعمة وأن يرتفع معها درجة الحذر والرقابة ( الذاتية ) للمواطن حتى لايتضرر بسبب هذه ( المخالفات ) الصحية التي تفتك بالجسم .
فأحذروا الطعميّة ( المسرطنة ) وأخواتها .
[/JUSTIFY]بقلم : محمد الطاهر العيسـابـي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]
واللحوم المحمية من فوق دا يراقبو منو
ضف عليها يا خارم بارم الرغيف ببرومات البوتاسيوم ودا السبب الوداهو عشان ( يكتشف) زيت الطعمية المسرطن.
سلام عليكم
المتفق عليه أن البشر لارقيب لهم إلا الله.. والمطلوب هنا الوعي بفن المهنة واتقانها فهو أسرع طريق لحب العمل والانتاج الشريف، فمثلا في حكاية الزيت هذه: المطلوب معرفة ماهي أحود أنواع زيوت الطهي، وما هي مدة صلاحيتها وهي في ماعونها، وما هي كمية الزيت المقدرة لكل وزنة طعام، وكم عدد المرات التي يسخن فيها الزيت بالنسبة لنوع الطعام، وهل من الممكن في زيت واحد قلي عدة أطعمة؟ وهكذا، وحتي يتم التثقيف الكامل لأصحاب المهنة مما يدفعهم لحبها والأمانة والصدق فيها… والله أعلم.