راشد عبد الرحيم : أكلوا إخوان وإتكلموا حبان

هذا مثل يجمع القيم المشتركة بين الجنوبيين والشماليين بيد أنه يحتاج إلي تكلمه إذ من المهم في حالة (الحب المتجدد) بعد علاقة متوترة أن يحسن المحبان تنفيذ الاتفاقية فإن الذين تكلوا كلاماً طيباً كانوا من الجنوب ومن خارج السودان من الأمم المتحدة إذ قالت مفوضية الشؤون الإنسانية إنها تتوقع انتعاش الحركة بين حدود البلدين بعد توقيع المصفوفة.
وكانت التعبيرات من السودان متراوحة بين معني مقصود عبر به بغير ما يفيد الهدف منه وتعبيرات معارضة فيها الكثير من سوء النية والتربص.
أعلم أن الأخ العزيز الأستاذ عماد سيد احمد السكرتير الصحفي للسيد رئيس الجمهورية رجل في غاية التهذيب والتواضع، هذا إلي جانب امتلاكه لناصية قلم شفيف يحسن التعبير اللطيف بيد أني تمنين أن يكون تصريحه عن زيارة السيد الرئيس إلي جوبا علي غير الوجه الذي جاء به إذ نسيت إليه الصحف قوله:(إن برنامج السيد الرئيس وعلي مدي أسبوعين يحوي الكثير من الأنشطة) وعدد الأنشطة، وفي ظني المتواضع أن التعبير الأنسب هو التأكيد علي قبول الدعوة لزيارة الرئيس لجوبا ثم التأكيد علي أنها في جدول الرئيس حينما تنتهي الالتزامات السابقة خاصة وأنها تحوي أموراً مهمة لا يمكن تأجيلها مثل زيارة السيد الرئيس المصري ومخاطبة الهيئة القومية التشريعية.
ولم يكن موفقاً مسارعة الإخوة في الإنتباهة بنشر خبر غير مؤكد عن مقتل اللواء بيتر كاديت ولكونه من الإنتباهة فقد صور وكأنما في الأمر (ارتياح خفي) وهذا غير موجود ولكن وصلت به الرسالة إلي الإخوة في الجنوب وكان توضيحهم أنه (حي يرزق).
وجاء من اقضي المدينة رجل يسعي فقد أشار الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر أن البلاد مقبلة علي نفق مظلم وهي مقبلة علي نفط مفرح وتفاوض مع قطاع الشمال واتفاق مع جماعة وفصيل مهم من دارفور.
قبل أن نأكل تجاراً إذا أكلنا أخوانا فإننا سودانيون من الجنوب والشمال وعادة أهل السودان أن يدفع وأحد عن الجميع ويكون ما دفعه خارج إطار محاسبة التجار.
ليتنا نأكل إخوانا ونحمد الله ونتكلم حبانا.
صحيفة الرأي العام