محمد عبد القادر سبيل: والي النيل الأزرق الجديد
أسرة ( أبو سروال) عرفت بالجود والشهامة والتجارة، ولا يزور احد ( أورا ، جنة القرى) إلا ويحل ضيفا إما على بيت العمدة أحمد عليه رحمة الله، أو بيت ود أبو سروال.
تنظيمياً فإن للرجل سيرته، حيث صعد عبر إظهار الولاء المبين، لكنه لم يعرف بالمواقف الاحتجاجية الفاصلة، ولا بالمطالبات الحازمة إلا الالتماس، والتنسيق مع ديوان الزكاة فحسب، فهو سلس بالنسبة لزعماء المؤتمر الوطني مهما يكن، وهذا مما منحه ميزة رجحت كفته مقارنة بغيره من المرشحين،ما قد يعتبره من جانبه انضباطا تنظيميا، ولكن آخرين يعتبرونه مستسلما لقادته استسلام الجندي لقادته في زمان ( القلع) وانتزاع الحقوق وإلا ضاعت.
بناء على ذلك فإن حسين ياسين، بلغ الآن منزلة الوالي القائم بحسن خلقه وطواعيته. ومن كانت خبرته في العمل التنفيذي ستة شهور فقط ويبلغ الولاية، فهو حالة خاصة بلا شك.
ولكن هل تحتاج ولاية النيل الأزرق، في ظل تمرد بعض أبناءها، واصطراع الآخرين حول مقاعد السلطة، فضلا عن حقوقها المضيعة، وتأخرها الشنيع تنموياً وأمنياً، هل تحتاج إلي والٍ ( ود ناس) مسكين، ينتظر المركز ليقول له كن فيكون؟
الإجابة: نعم.
فهذه الولاية فقيرة لناحية القيادات ذات الخلق، حيث أن الانتهازية والأنانية قد ضربت بأطنابها هناك، ولم يبق من أبناء تلك البقعة المهمة من ارض سلطنة الفونج إلا القليل من المستبعدين بسبب أنهم ليسوا من المؤتمر الوطني ولا الحركة الشعبية، وأما من التحقوا بهذين الحزبين وتسنموا الهرم فهم غالباً من أولئك الذين يبذلون قصارى الجهد على حساب مصلحة أهلهم ووطنهم في سبيل الوصول إلي كرسي المنصب الدستوري بأي ثمن، وباسم القبلية حيناً، والتمرد حيناً آخر، والزعم بتبني حقوق شعب الولاية الخ.
حسين ياسين من القلة التي ما زالت تحافظ على حسن الخلق، ولكنه خلق يصل حد وصفه بالطيبة الزائدة من جانب خصومه.
الرجل الذي سيشكل له المركز العام حكومته، كما هو متوقع، سوف يحكم لمدة لا يتوقع أن تزيد عن ستة شهور، لأن مالك عقار بات على الأبواب، وهو صاحب استحقاق دستوري لم يستكمل، ولا نعتقد أن مفاوضات قطاع الشمال والحكومة الجارية في أديس الآن سوف تمتد لأكثر من بضعة شهور، ليعاد ترتيب البيت الداخلي للولاية بعدها، لذلك فإن حكومة ياسين ستكون اقصر عمرا مما سواها هناك. رغم أننا لا ندري ماهو برنامجها خلال مثل هذه الفترة الوجيزة؟.
ولكن الوالي المكلف حسين، إذا استطاع أن يضيف إلي حسن أخلاقه ونزاهته المشهودة خبرة مكثفة إضافية خلال عمر حكومته القصير، ليكمل سنة من العمل الدستوري التنفيذي، فقطعاً سيكون له شأن، عند قسمة السلطة بين المؤتمر الوطني وقطاع الشمال في مقبل الأيام.
اللافت في أمر تعيين حسين ياسين بدلا عن اللواء الهادي بشرى أنه اسكت من ظلوا ينادون بتعيين احد أبناء الولاية في هذا المنصب الكبير، أسوة بالولايات الأخرى، وهكذا تم تفويت فرصة مالك عقار للعودة بطلاً ينتزع حق الولاية في حكم نفسها ببنيها.
ترى هل يستطيع حسين بأخلاقه ما لم تستطعه الأوائل من حكام النيل الأزرق؟ هل يقدر على لم الشعث
صحيفة المشهد الآن
[/JUSTIFY]