رأي ومقالات

د. هاشم حسين بابكر : أهل البكا استغفروا والجيران كفروا ..!!


[JUSTIFY]المثل أعلاه مثل سوداني خالص يقابله بالفصحى «ملكيين أكثر من الملك»..!!
فالديكتاتورية لا يصنعها الإنسان لنفسه، بل هناك من يروج للدكتاتورية، فيوهم الديكتاتور بأنه كذلك حقاً!!
هامان حين زين لفرعون الربوبية، قال له «قل أنا ربكم فإن وجدت احتجاجاً ونكراناً فتراجع وقل
أنا رب كُمي «يقصد كم الجلباب أو القميص الذي كان يرتديه» وعندما أعلن للرعية ربوبيته فسجدوا له أضاف إليها وصف الأعلى».. فالقصة تؤكد أن الدكتاتور لا يُخلق دكتاتورًا بل تتم صناعته بأيدي الناس أنفسهم..!!
وبما فعلت أيدي الناس يتم البطش والاستخفاف بهم كما فعل فرعون..!!
أكتب هذا وقد أعلن السيد الرئيس عن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإطلاق حرية التعبير والنقد البنَّاء دون إسفاف أو إساءة شخصية لأحد، فالكل مستاوون في الحقوق والدفاع عن بلادهم والإدلاء بالرأي السديد والبناء، و هذه محمدة للرئيس ولكن ماذا نقول في أولئك الجيران الذين كفروا رغم استغفار أهل البكا وقبولهم بقضاء الله وقدره وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون..!!
ماذا يريد هؤلاء الجيران بحجب مقال أو تعديله في أخف حالات كبت حرية الكلمة؟! فإذا كان صاحب «البكا» قد استغفر فعلى أي مذهب كفر الجيران فحجبوا ومنعوا الكلمة التي أدرك الجميع أنها لا تقتل واقتنعوا برشدها!!
أمثلة كثيرة تبين كفر هؤلاء ا لجيران ر غم أن صاحب الأمر قد استغفر ونسأل الله الاستجابة لاستغفاره فمثلاً الأستاذ غازي سليمان أدلى بتصريح لإحدى قنوات التلفزة وهو من هو ذلك السياسي الضليع الذي ظل طوال حياته أسيراً أبديًا لحب السودان والدفاع عنه في كل المحافل داخلية وإقليمية وعالمية قال رأيه بصراحة تدفق منها الصدق أنهاراً، وسبب عدم بث ما قال هو كفر الجيران رغم استغفار أهل البكا..!! حري بنا أن نطلق سراح الكلمة حتى لا تحل مكانها البندقية!!
من يحمل القلم والكلمة ليس كمن يحمل البندقية، والبندقية تتحدث عندما تعجز الكلمة وتُحظر، وهنا يكمن فشل السياسة، فالحروب الإقليمية والأهلية والعالمية لا تنشب إلا عندما تفشل السياسة، فالحرب هي النتيجة الحتمية والمنطقية لفشل السياسة التي تقويها وتشد من أزرها الكلمة التي تأتي في شكل حوار يدلي فيه الجميع بكلمته ويتفقون بعد الحوار على كلمة سواء تعيش بعدها الأمة في أمن وأمان وسلام دائم يفتح الطريق إلى التنمية والرخاء..!!
المولى عز وجل كفل الحرية للإنسان حتى لدجة الكفر به «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» فالحرية حق مكفول ليس من الأمم المتحدة أو مجلس أمنها إنما هي حق إلهي منَّ به المولى عز وجل على الإنسان، فمن يسلبه منه فقد تعدى حدود الله!!
كثير من المقالات البناءة لا ترى النور بسبب كفر الجيران وكثير من البنادق المتمردة تجد الاحترام والتقدير برغم عجزها عن التعبير فاستبدلته بلغة الموت، والذي حمل البندقية.. وأعني البعض.. ما حملها إلا بعد أن تم حجر الكلمة عليه، وهذا دفع الكثير من ذوي النفوس الضعيفة لحمل البندقية والاستعانة بالأجنبي لخلق الاضطرابات التي تمزق البلاد وتفتتها!!
وحجر الكلمة يقتلها فتضيع معانيها السامية بين الناس فيسود الباطل على أنه الحق، والطغيان يبدأ بحجر الكلمة وسجنها ويأتي مكانها الطغيان بوليده الشرعي الذي هو الفساد «الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد» وفي تلك المرحلة يأتي أمر الله «فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد» وسوط العذاب هذا يشمل الجميع من حجر الكلمة ومن رضخ لهذا الحجر وسكت عليه..!! والكلمة نادى بها المولى عز وجل «قل تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم» لكمة سواء وليس بندقية صماء!!
اطلاق سراح المعتقلين السياسيين، القرار الرئاسي جاء على مطلقه ويشمل جميع المعتقلين السياسيين وليس فيه استثناء، فهل المعتقلون السياسيون في السودان هم أولئك السبعة الذين خرجت الصحف بصورهم، لكن ماذا نفعل مع كفر الجيران؟!
القرار الرئاسي الواجب التنفيذ بحرية الكلمة يجب أن يطبق بحذافيره ولكن دائماً ما يعطل التنفيذ هو كفر الجيران، بينما أهل البكا قد استغفروا ربهم!!
إننا نحمل الكلمة وهي سلاحنا الوحيد، فبها نشر الله الإسلام على الأرض «اذهبا إلى فرعون إن طغى وقولا له قولا لينا» «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن» إنها بندقيتنا وسلاحنا الذي يُحيي ولا يقتل فمتى يرجع الجيران إلى ربهم كما فعل أهل البكا؟!!

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]