رأي ومقالات
الخرطوم وجوبا .. الجلوس أرضاً !!
جاءت زيارة الرئيس البشير في وقتها تماماً لتردم بعض من ( الهوة ) وتعيد الثقة للطرفين للمضي قدماً في تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك التي تم توقيعها بالعاصمة الأثيوبية أديس .
مشاهدات وتفاصيل رائعة صاحبت الزيارة أعطت إنطباعاً متفائلاً ( بإمكانيّة ) التعايش في سلام مع الدولة الجـــــارة إذا خلا السودانيين ببعضهما البعض ، وبعدت التدخلات الأجنبية التي تدس سمها في الدسم .
إنطلقت الزغاريد في شوارع جوبا ، وتخطى سلفاكير المصافحة ( البروتوكولية ) ليحيي الوفد السوداني بتحية سودانية ( خالصة ) في دلالة على التقارب والترحاب ، و لبست جوبا حلتها ( الزاهيّة ) في صباح باكر من يوم الجمعة لتحتضن ضيوفها من الشمال في أول زيارة بعد الاستقلال .
فقد كانت للزيارة دلالات عميقة وإشارات مهمة بعد الهزات العنيفة التي ضربت جذور العلاقة ( المهتزة ) أصلاً ما بين البلدين .
فبعد تجرع ( بعض ) من مرارت الحرب بإتفاقية نيفاشا للسلام ، جاء إحتلال( هجليج ) كصفعة قوية هزّت بعنف جذور العلاقات المهترئة ، مما صعّد من لهجة الخطاب السياسي بين قيادة البلدين ليصل لأعلى سقف ممكن حتى ظن البعض أنها نقطة ( اللاعودة ) . وقد كان السودان محقاً في ذلك بعد استهداف شريانه الاقتصادي والإعتداء الغاشم على حقول نفطه في هجليج في وقت يقاوم فيه أعراض الانفصال .
وليس في ( السياسة عدو أو صديق دائمين ) كما هو معلوم بل تحكمها حسابات معقدة و تشابك مصالح يصعب ( التخلي ) عنها لذلك جاء إتفاق ضخ النفط مهدئاً لأعصاب البلدين .
فالذين يفجرون في ( الخصومة ) بين البلدين ويفقدون الثقة في أي تقارب عليهم أن يعيدوا قراءة أفكارهم ويرجعوا البصر ( كرتين ) ، ليس من مصلحة اي من الشعبين مناصبة العداء للآخر ، الجنوب هو ( قدرنا ) وعلينا أن نواجه قدرنا بواقعيّة وموضوعية وعقلانيّة بدلاً من الهروب إلى الامام والإمعان في تعكير صفو هذه العلاقة ، فقد جربنا الحرب ( اللعينة ) التي أهلكت النسل والزرع والضرع لعدة عقود ووصلنا إلى النتيجة الحالية ، فمن غير المعقول أن لانستوعب الدروس ونتعظ بالماضي فنلدغ من نفس الجحر مرتين ، ونحقق لجهات معادية أهدافها وأطماعها التي تقف أمام أي تقارب بين البلدين سيحقق كثير من المكاسب الأقتصادية والأمنية والسياسية التي ستؤدي بدورها الى تطوير وتنمية وتقدم الشعبين .
معظمنا كان له خطاباً ( متطرفاً ) في علاقتنا مع الجنوب في وقت ما وظرف ما وأنا منهم ، ولكن علينا أن نعيد حساباتنا برؤية استراتيجية بعيداً عن ردود الفعل ( الآنيّة ) و النظرة ( العاطفيّة ) والعوامل النفسية . كما قال د . إدريس عبد القادر ( نحنا لابنزعل ولا بنحرد ) ، حسابات السياسة ( بعيدة ) جداً عن حظ النفس من حب أو كُره والانطباعية والحكم من فعل واحد والتعامل بردود الفعل .
للسودان مصالح كبرى في اي تقارب مابين الجنوب كما للجنوب كذلك ، ولو عطست جوبا ( زكمت ) الخرطوم أو العكس ، فعلينا أن نعيد قراءة خطابنا السياسي الذي يصف هذا التفاوض والتقارب والتفاهم بـ ( الانبطاح و الإنبراش والانكسار ) ، التمسك براي واحد إلى الأبد لا يسمى ( سياسة ) وإنما يدخل تحت مسمى العنجهية والحماقة ( وقوة الرأس ) الذي سيصطدم بالصخر بلا محالة . فلا تكن ليناً فتعصر ولاناشفاً فتكسر ، والسياسة في جوهرها هي ( فن الممكن ) والمرونة في القرار لاستيعاب المتغيرات مع الحفاظ على الثوابت .
فعلينا إذن دراسة وقراءة وتغيير واقعنا السياسي ( موضوعياً ) في علاقتنا مع الجنوب أو المعارضة لتفويت الفرصة على الانتهازيين ، والصائدون في الماء العكر .
فحسناً فعلت الخرطوم بهذه الزيارة المهمة لجوبا ( للجلوس على الأرض ) لذهاب الغضب وتهدئة التوتر وبناء الثقة وتنقية الشوائب فالحــوار بأفـــــــــواهنا لايقــــــــــارن بأفــــواه البنادق .[/JUSTIFY]
بقلـم : محمد الطاهر العيسـابي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]
ياسلام علي كثرة المنافقين في هذا البلد…..فانت وامثالك من الكيزان المنافقين لايهمكم سوي انفسكمفوالله الأنانية تملأكم من رأسكم الي أخمص قدميكم …أتقوا الله في هذا البلد وطهروا أنفسكم قبل التظاهر بتطهير ونقاء هذا البلد…قاتلكم الله أينما ذهبتم ياسليلة عبدالله بن سلول…
تحليل عميق وحقيقة ليس هناك طرف رابح في الحرب مهما كان حجم الانتصار ونحن نحتاج لقراءة جديد في تعاملنا مع الجنوب برؤية استراتيجية تخدم مصالحنا بعيدا عن التهور لخدمة عدو ( اكبر ) يسعى لذلك ..
العيسابي
احييك على موضوعيتك وكتاباتك الهـــــــــادفة وتحليلك المتقن وتناولك لكثير من القضايا بقدر كبير من العقلانية
واااااااااصل ولايهمك نبيح الكلاب التي تسعى جاهدة ( لتلوين ) اي قلم دون ان يهمها المضمون وهذا حال معظم السطحيين الانطباعيين .. من الافضل ان ننظر الى فكرة الكاتب بعيدا عن هذه التصنيفات التي اخرتنا كثيرا
العيسابي
قلم حر وكاتب لايشق له غبار من خلال متابعتي لجميع مقالاته الهادفة وعلى من يخبط ويلزق ان يتروى فيما يقول