رأي ومقالات

د. عبدالماجد عبدالقادر: يا جماعة الزّولْ دَهْ كفاهُو!!


[JUSTIFY]في الشهر الفائت قالت الصحف إن القائم بالأعمال الأمريكي قد قام بزيارة لضرائح الأولياء والصالحين، وابتدر زياراته الروحية بمشايخ أب حراز وهم أهل الطريقة القادرية على المشرب العركي… ومن المؤكد أن جدول زيارات القائم بالأعمال الأمريكي لم تنبنِ على اطلاع وثيق وعميق لكتاب الشيخ ود ضيف الله (الطبقات) لأن التبويب الوارد في كتاب الطبقات يعتمد على الترتيب بناءً على الحروف الأبجدية لكن، ولي الله الحوار الواصل والدرويش الترجام استانفورد بدأ بالسادة العركية.. وقد عقبناه – تتبعناه – بالزيارة هناك وعلمنا أنه قد دخل ضريح الشيخ عبد الله العركي.. وهذا الضريح بالذات له باب خارجي صغير وضيق جداً ثم نافذة أضيق تربط بين قبر الشيخ عبد الله وقبر ولي آخر مدفون معه في ذات الضريح. والكثيرون يضطرون إلى الانحناء الشديد وربما الركوع بزاوية ضيقة حتى تلتصق الأرجل في مستوى الركبة مع البطن.. ومن المؤكد أن من يكبد نفسه المشاق و(يتكرفس) ليدخل غار ضريح الشيخ عبد الله العركي لا بد إما أن يكون حواراً مريداً متبتلاً شديد الولاء لشيخه أو أن يكون (مزنوق) جداً ومن أصحاب الحاجات أو من يبحثون عن تفريج الهمّ والغم. ويقال إن القائم بالأعمال الأمريكي بعد أن دخل (متكرفساً) خرج ليستمع إلى حزمة من الروايات عن طريقة بناء قبة ضريح الشيخ عبد الله العركي.. واستمع أيضاً إلى الحقيقة التاريخية التي تحكي عن تلقي الشيخ للبيعة من الشيخ الأكبر للطريقة القادرية تاج الدين البهاري والذي كان قد انتخب خمسة أو ستة من الشيوخ السودانيين وعرض عليهم بيعة الطريقة بشرط (الذبح) فسموهم الخمسة العدول. وكان الذبح ممارسة طقوسية وامتحاناً للمتقدمين نجحوا فيه بدرجات متفاوتة. ثم إن القائم بالأعمال الأمريكي دخل إلى قبة الشيخ دفع الله المصوبن ولم ينس زيارة تلميذه الشيخ الذي بلعه التمساح والمدفون أمام القبة. وزار الشيخ يوسف أبو شرا والشيخ حمد النيل جد الشيخ حمد النيل بأم درمان واطلع على نبذة حول التسعة وتسعين ولياً الآخرين.. وسمعنا من الصحف أيضاً أن القائم بالأعمال الأمريكي ربما ذهب لزيارة أزرق طيبة وجده صاحب التمساح المذكور. وإن صحت الرواية حول الزيارة فقد كانت وفقاً لتوصية أو استشارة من باقان أموم بتاع الحركة الشعبية بتاعة جنوب السودان والذي يقال إنه نصح القائم بالأعمال الأمريكي بتوثيق العلاقة مع شيوخ الطرق الصوفية إن أراد أن يسحب البساط من الإسلاميين المتطرفين في المؤتمر الوطني والإخوان المسلمين وأنصار السنة وباقي السلفيين وأهل الإسلام السني عموماً..

ثم تواترت الأخبار بأن القائم بالأعمال الأمريكي قد عاد إلى الخرطوم سالماً وقام بزيارة الشيخ الجيلي في قرية الكباشي. وبهذه المناسبة فإن سجادة الطريقة الكباشية خليفتها الآن هو الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ الحبر والمعروف أن الشيخ إبراهيم الكباشي كان قد عاش في فترة المهدية إبان خلافة عبد الله التعايشي ولم يكن على تواصل مع التعايشي مثله مثل الكثيرين من أهل الطرق الصوفية آنذاك وكانت بينهم تجاذبات معروفة. وتتلمذ الشيخ إبراهيم الكباشي على يد الشيخ طه الأبيض البطحاني المدفون في قرية الشيخ طه قريباً من الحصاحيصا والذي كان قد أخذ الطريقة على الشيخ دفع الله المصوبن نقلاً عن الشيخ عبد الله العركي تلميذ الشيخ تاج الدين.
وفي كل الزيارات (الأمريكية) يقال إن القائم بالأعمال الأمريكي كان يلبس الجبة الخضراء أو الملفحة الخضراء تيمناً وتبركاً بها وقد سألنا أحد القائمين على استقبال القادمين لأغراض الزيارة والمرابطين في الضرائح في أب حراز عن زيارة السفير الأمريكي وإلباسه الملفحة الخضراء فأكد ذلك وقال إنه يأمل أن يدخل سعادة القائم بالأعمال الأمريكي في الإسلام لأنه لبس الخضراء. وبالطبع أوضحنا له صعوبة أن يحدث هذا وذكّرناه بقصة الإغاثة الأمريكية في عام 1983 على أيام الرئيس نميري وعندما قيل إن الرئيس ريقان وجه بإرسال الذرة إلى السودان لمكافحة المجاعة فكان نوعاً من الذرة الأحمر اللون المعد أساساً لتناول الحيوان لكنه شُحن إلينا كعذاء للبني آدم وأطلق عليه بعض أهلنا (عيش ريقان) ودعوا الله للرئيس ريقان أن (يديهو حجة) بل سموه فعلاً (حاج ريقان). وقد استعاذ الشيخ البرعي رحمه الله في إحدى مدائحه من )عيش ريقان(. وبالطبع لم يحج الرئيس ريقان وظل كما هو (كافراً) إلى أن أصابه مرض الزهايمر وأعتقد أنه قد مات قبل خمسة أعوام أو تزيد.

وأخبار الصحف نقلت إلينا قبل أيام أن القائم بالأعمال الأمريكي قد زار جامعة الخرطوم وتشاور حول إنشاء مكتبة إلكترونية وأن القائم بالأعمال الأمريكي زار مشروع الجزيرة وتدارس مشكلات الري والإنتاج وأن القائم بالأعمال الأمريكي قابل (فلان) في الحكومة وقابل (علان) في المعارضة وتحدث مع (فرتكان) في الحركات وناقش معهم السبل الكفيلة لإحلال السلام وعودة النازحين وتوزيع الغذاء وزيادة الإنتاجية… وناقش السفير الأمريكي مع البعض ضرورة التفاوض مع قطاع الشمال وطمأن المعارضة إلى ضرورة الدعوة للحريات وتوسيع قاعدة المرأة ومنع الختان الفرعوني وطرح شعار (أتركوها سليمة) لأن القرارات السليمة تولد سليمة والسفير الأمريكي فعل وترك وقام وقعد وتقدم وشكر وشجب وثمّن وأرغى وأزبد.

وما دعاني لكتابة هذا المقال هو أنني أحسست بأن القائم بالأعمال الأمريكي يبدو لي وكأنه يمارس واجبات وأنشطة في مساحات واسعة أقرب إلى أنشطة الوزراء والولاة!!! وكدت أن أخلط ما بين صلاحيات والي الولاية وصلاحيات القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم!!! هذا علماً بأن الدبلوماسي ــ أي دبلوماسي ــ سوداني في أمريكا غير مسموح له بالتجول في دائرة يكون قطرها أكثر من 25 كيلومتراً ومن المؤكد أنه مراقب أربعًا وعشرين ساعة وتُحسب خطواته بالمليمتر واتصالاته التلفونية مسموعة بينما السفير الأمريكي (يبرطع) على كيفو لدرجة أنه يزور حتى قباب الموتى وألهاه التكاثر حتى زار المقابر…

يا جماعة عليكم الله شوفوا الزول ده.. فقد صار يظهر في المناسبات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أكثر من الوزراء والمعتمدين (وكترة الطلة تمسخ خلق الله) حقيقة فقد صار القائم بالأعمال الأمريكي (مسيخاً) خاصة عندما يتحدث بعربيته المكسرة التي تشبه لغة عربي جوبا وفيها يقوم الخواجة ببلع بعض الحروف فيبدو مضحكاً في البداية ومسيخاً في النهاية.. يا جماعة الزول ده قولوا ليه كفاك… لأن ناس حلتنا صاروا يخافون أن يجدوه في بيوتهم ذات يوم!!

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. ولماذا يرضون بتقييد الحركة، وإن فعلوا فلماذا لا يقيدون حركة هذا العلج