تحقيقات وتقارير

الشاب “مبارك” يدخل عوالم المليونيرات بثمانية كيلو ذهب ويفقد سمعه

ويخرج من الأرض ما يبدل ملامح الحياة من فوقها، أو هكذا يحاول الشاب “مبارك قسم الهد محمد خلف الله” أن يحكي رحلة الثراء المفاجئ التي لم تستغرق سوى الشهرين.
من (24) القرشي بولاية الجزيرة عزم ترك الديار والوصول إلى أقصى الشمال بحثاً عن بريق الذهب، لم يخطر بباله أن المدة الزمنية التي قضاها بين خلاء الذهب يمكن أن تحوله إلى مليونير في شهرين فقط.
زار الشاب “مبارك” (المجهر) ذات صباح، وكان قد أخذ منه (حفر الذهب) صوته وسمعه، تقبل هو القضاء والقدر بروح طيبة، وبعد أن عثر على ما مجموعه (8) كيلوجرام من الذهب الأصفر في شهرين فقط تبدلت أرضه وسماؤه إلى واقع آخر، قلت له: احكِ لي قصة ثرائك المفاجئ، وكنت ألتمس العدوى، علّها تصيب صحفياً، فكأنما رسالتي وصلته فابتسم، بل كانت الضحكات تغلب على ما سواها، وفرحه باذخ وبادٍ، قال: ذهبت من(24 القرشي)، حيث أقطن إلى حلفا القديمة، بحثاً عن الذهب، وهناك عملت بجدّ، مكثت شهرين كاملين، هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أذهب فيها منقباً، ابتغاء تحسين وضعي، عملنا بجدّ وكان معي (17) شاباً آخرين، استأجرنا “البوكلين” وحفر الأخير حفراً عميقة.
سألته عن مشاريعه المستقبلية، فقال: الحمد لله، وأسوق التهنئة أولاً لوالدتي العزيزة، وكل الأهل بودمدني والخرطوم والشمالية، وأقول: إن ضاقت عليك الأرض بما رحبت فاخرج، وانظر كيف هي، والحمد له فإني سأدفع بزكاة أموالي هذه، وأشتري منزلاً بـ(24 القرشي)، وأما السيارة فهذا ليس بالوقت المناسب لشرائها.
أخيراً سألت محدثي الذي انتقل لتوّه من شظف العيش إلى سعة الرزق في المال عن الزواج، وإن كان قد نوى ذلك، فقال: عثرت على عروسي بالفعل، وهي من منطقة “العقيدة” بالولاية الشمالية، ليختم حديثه بالقول: إن شاء الله سأرجع للتنقيب عن الذهب ومواصلة العمل عقب شهر رمضان المبارك وانتهاء عيد الفطر.

الخرطوم : صلاح حمد مضوي
صحيفة المجهر السياسي