رأي ومقالات

د. عبد الماجد عبد القادر : «أم روابة» فيها زيت .. «الله كريم» فيها طماطم

[JUSTIFY]ابن عمنا العميد مهدي العبد الحسن يعمل بالسلاح الطبي.. وتجربته الطويلة في دارفور وكردفان أعطته معرفة عميقة بهذه المناطق حيث يعرف أهلها و احداً واحداً، وجحورها جحراً جحراً وخيرانها خوراً خوراً… وفوق ذلك فالرجل شاعر مطبوع «بالدارجي والفصيح» خاصة في الشعر المتعلق بالحماسة في حروب القوات المسلحة. وابن عمنا مهدي حدثته منزعجاً عن ذلك الغزو الذي قام به ناس عرمان ومعهم بقايا الجنوبيين من الحركة الشعبية وشراذم أحزاب الجبهة الثورية «الما وطنية»… وسعادة العميد على الرغم من حزنه الزائد على الهجوم الغادر إلا أنه يسميه هجوماً بليداً لا يقوم به إلا قائد جبان وجيش جبان.. فالواضح أن جيوش ناس عرمان والحلو كانت تتفادى مواقع الجيش ومظانه… وتظل تبحث عن الآمنين والطرق القومية… وهو فعل يمكن أن يمارسه حتى تلاميذ «أولى ابتدائي» إن وجدوا السلاح. ولو كانت حركة جادة لقامت بغزو الأبيض حيث رئاسة الهجانة والتي شاركت في الحرب العالمية وانتصرت… ولو احتلوا الأبيض ولو لخمس دقائق لكان ذلك افضل لهم وأكثر إعلاماً.

والتخريب أمر سهل تتم ممارسته في نيويورك وفي بوسطن… وما فعله ناس الحلو.. الذي يهرب من الجيش ويخاف منه… هو أمر تعود عليه الحلو حتى عندما كان ضابطاً في القوات المسلحة وقد «فزَّ» و«هرب» أكثر من مرة..

ومدينة أم روابة تشتهر بأنها تقع على الطريق القومي وتشتهر بأن فيها أفضل أنواع المياه الجوفية على الإطلاق.. ويقال أن الحاكم العام البريطاني على السودان في عهد الاستعمارا كان يستجلب مياه الشرب من مدينة أم روابة… والمعروف أن القبائل العربية التي استوطنت هذه المنطقة تعود أصولها إلى عرب «أبين» في مناطق اليمن.. وأهل هذه المجموعة يقلبون حرفي الألف واللام إلى حرفي الألف والميم.. فيقولون «أَمْ» بدلاً من (أل) وقد زارهم النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه «هل من أم بر أم صيام في أم سفر»… يعني هل من البر الصيام في السفر وكان رده عليهم «ليس من أم بر أم صيام في أم سفر»… ولهذا جاءت أسماء الكثير من القرى والمدن في دارفور وكردفان تحمل «أم» بدلاً من «أل» ومن ذلك أم روابة وهي «الروابة» وأم بادر «البادر» وأم سيالة «السيالة»….

وأهلكم في أم روابة يهتمون بصناعة الجبنة البيضاء و«المضفورة» مثلما يهتمون جداً بصناعة زيت السمسم بأنواعه، حيث عندهم زيت السمسم الأصلى وزيت الولد وأم «جغوغة» .. وبهذا فهي مدينة ريفية وادعة لا تعرف الحرب والدمار وتعرف صناعة الزيوت النباتية، وتمد حتى الخرطوم باحتياجها من الجبن والسمن والزيت.. ويقول سعادة العميد إن أم روابة ليس بها أى مظهر أو موقع استراتيجي يعطي الغازين لها دوراً يدعونه عندما يهجمون عليها أو يحتلونها.. اللهم إلا أذا كانوا يريدون ان يحصلوا على زيت سمسم… واستناداً إلى ما قامت به قوات عرمان وعقار والحلو وقوات الحركة الشعبية المكونة من بقايا الجنوبيين والحاقدين من شراذم الأحزاب «الما وطنية» ليس لدينا غير أن نطالب الحكومة بتسليح أهالي مدينة أم روابة وغيرها وتدريبهم كلهم وجعلهم روافد للدفاع الشعبي.

أما قرية «الله كريم» فهي مشهورة بإنتاج الطماطم «البنضورة» .. وتعتبر هذه الطماطم من فئة العضويات Organic Products ويتم شحنها الى كل المدن السودانية ويطلبها كل الناس. وأذكر أننا عندما نكون في مأمورية إلى شمال كردفان أو جنوبه في الجبال الشرقية نتعمد أن نؤجل تناول الوجبة في أى وقت، ونتعمد أن نصل جوعى إلى «الله كريم» ونطلب الطماطم «الما خمج» ونضيف إليها الكثير من البصل «المقطع دقاق» وندلق عليها رطلاً كاملاً من زيت الولد ثم ربع رطل شطة… وبالطبع لا ننسى أن نشترى كرتونة طماطم وجركانة صغيرة هدية لكل من ضيوفنا في اتجاهنا للخرطوم. ويقول سيادة العميد مهدي إن ناس الحلو وجيشه ربما كانوا يريدون الحصول على طماطم.

هذه أيها السادة هي مدينة أم روابة وقرية «الله كريم» التي هاجمها عرمان وعقار والحلو بجيوشهم التي تدعمها إسرائيل ودولة الدينكا في الجنوب، وتساعدها الأحزاب «الما وطنية» وكل عملاء الفرنجة والآكلين على موائد المخابرات الغربية ولاعقي أحذية استانفورد والحكومة الأمريكية.

ويا جماعة للمرة المليون.. الموضوع واضح جداً.. هناك مخطط أمريكي صهيوني يعمل على تمزيق السودان إلى دويلات.. وهذا المشروع جاء مع مانفستو قرنق الذي بدأ شيوعياً سوفيتياً وانتهى أمريكانياً.. وهذا المشروع حقق أولى خطواته بانفصال الجنوب، والخطوات التالية هي تكوين «جنوب جديد» بجنوبيين جدد، على رأسهم عرمان وعقار والحلو، ويدعمهم بعض أبناء جلدتنا من مؤيدي الجبهة الثورية، ويرعاهم سلفا كير ومشار وباقان… ولن يتوقف الأمر عند شمال كردفان وجنوب كردفان.. ولكنه سوف يطول الخرطوم وولايات نهر النيل والشمالية والقضارف وسنار والجزيرة والبحر الأحمر وكل شمال السودان.. ولأنني أنا شخصياً من ولاية نهر النيل كان لا بد أن «أكورك» بصوت عالٍ وأقول «للفريق الهادي» والي ولاية نهر النيل ونائبه ابن الخال «على حاج أحمد» وابن الخالة عبد العال الخرساني وصديقنا فيصل موسى وكل أعضاء حكومة نهر النيل… إنكم كلكم أفراداً وجماعات ومدناً وقرى مستهدفون تماماً… واحداً واحداً.. ويعمل قادة الحركة الشعبية سواء أكانوا جنوبيين أو من منسوبي الأحزاب يعملون على وضع الخطط لتدمير ما تقيمونه من مزارع ومصانع وكهرباء وكبارٍ ومطارات… ويعملون على تجهيز الخطوط ليغيروا على مدنكم وقراكم وقتلكم واغتصاب نسائكم.. ويعيدوا نفس ما فعلوه في أبو كرشولة حيث قتلوا وبدم بارد كل من يقول لا إله إلا الله أو يعرف كلمة واحدة بالعربي.. في تطهير عرقي صريح..

وبهذه المناسبة فإن ولاية نهر النيل ليست بعيدة، فهي مجاورة «الحيطة بالحيطة» لولاية شمال كردفان وشمال دارفور.. وأنتم مستهدفون ونحن مستهدفون ودينكم مستهدف… وأطفالكم مستهدفون ونساؤكم مستهدفات والعدو أمامكم والبحر من خلفكم.. واركزوا.. (زينب وراكم) .. وانشروا ثقافة التدريب والانتماء للدفاع الشعبي وتسليح كل من يقدر على حمل السلاح حتى يحمي نفسه وماله وزوجته وأطفاله ويحمي المساجد والزوايا والمسايد وقباب الأولياء والصالحين.

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. ]قد زارهم النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه :
    من أين جاء هذا الدكتور بهذه المعلومة ، وكيف تكتب في جريدة الانتباهة.
    أرجو من الاخوة المشاركة ومن كان بمقدرتة الاتصال بالانتباهه فليفعل.جزاكم الله خير،[/SIZE]،، [/SIZE]

  2. لا يا دكتور عبد الماجد، فالناس في كردفان ودارفور يستخدمون كلمة (أم) بمثابة اسم موصول بمعنى (ذات)
    فأم ضفائر = ذات الضفائر أو صاحبة الضفائر
    وأم جدائل = ذات الجدائل أو صاحبة الجدائل
    وأم روابة يعني ذات الروابة … والروابة تعني الروب أو اللبن الرائب
    وأم سيالة = ذات السيالة … فقد تكون هناك شجرة سيال واحدة في هذه القرية فيطلق عليها أم سيالة أو قد يكون هناك شجر سيال كثير تتصف به هذه المنطقة فتسمى أم سيالة.
    لذلك (أم) إضافة إلى معناها المعروف المتصل بالأمومة تستخدم أيضاً بمعنى ذات أو صاحبة كذا وتلحق الاسم المؤنث الذي يتصف بصفة أو ميزة معينة .. فإذا كانت هناك منطقة أو تبلدية يكثر فيها البوم فيطلق عليها اسم (أم بوم) أي ذات البوم،
    وإذا كانت منطقة تكثر فيها أعشاش الطيور فيمكن أن تسمى أم عشوش أي ذات الأعشاش الكثيرة.
    وكذلك يستخدمون (أبو) بمعنى ذو أو صاحب كذا .. فأبو حميض يعني ذو الحميض أي المكان الذي يكثر فيه الحميض.. وهو نوع من الشجر.. وأبو فروع = ذو الفروع أو المكان الذي تكثر فيه فروع الأشجار إلخ
    ودمتم بخير
    محمد سليمان محمد موسى
    من كردفان