نادية عثمان مختار

52 كيلو ( خروف ) !!


52 كيلو ( خروف ) !!
كلما تناقصت الأيام وازدادت إطلالة عيد الأضحى المبارك قرباً، كثر الحديث في كافة مجالس (الونسة) بالبلاد عن أسعار خراف الأضحية لهذا العام، حيث صار الخروف ( أبو كيلو ) حديث المدينة وشغلها الشاغل !!
كعادتي فى مثل الأمور الخلافية أجدني أستطلع أول ما أستطلع زوجي و( ناس البيت) وأشقائي، ثم ( ناس الحلة ) حول رأيهم فى القضية مثار الجدل على الساحة أياًًًً كانت ! ولأن عيد الأضحى المبارك على الأبواب فقد بدأت هموم الأسرة السودانية المحدودة الدخل (الهموم المزمنة إياها) إضافة للهم الكبير ( خروف العيد ) حيث سيطر (الخروف) على الموقف تماماً، وتصدر أحاديثنا الساخنة فى القضايا المطروحة على (مائدة مفاوضاتنا) وليس على مائدة طعامنا !!
خاصة مع تداول أنباء بيع خراف الأضاحي لهذا العام ( بنظام الكيلو ) وهو نظام معمول به أصلاً في دول كثيرة غير السودان، ومنها على سبيل المثال- لا الحصر- (مصر) .. السؤال هل تكون الفكرة مقبولة فى السودان، خاصةً مع ارتفاع أسعار اللحوم في البلاد الى حد المبالغة، وأحياناً حد المناداة بمقاطعة اللحوم باعتبارها تندرج تحت لافتة (الغالى متروك) ؟!!
قرر زوجي جمال جادو عدم الأضحية لهذا العام لو أن الحكومة أصرت على تطبيق قرار البيع بالكيلو، وقال: إنه سيستبدل الخروف أبو كيلو بسبع (جدادات) سمان !!
أما شقيقي أمير فقد سخر من حديث بيع الخروف بالكيلو، وقال لي : ( كلام زي ده مابياكل معانا.. في البلد دي مافى زول بيشترى خروف بالكيلو ولا فى تاجر بيبايع الناس بالطريقة دي، ولو في تاجر غصبوهو على الطريقة دي حيشيل خرفانو ويرجع بيها البلد) !!
وكان ان قوبل حديث بيع خروف الأضاحي بنظام الكيلو باستنكار كبير من عدد مقدر من (ناس الحلة) ووجهة نظرهم فى ذلك ان الخروف سيتجاوز الألف و (شوية) لو انه تم وزنه بالكيلو، وليت تلك (الكيلوهات) لحماً صافياً ولكنها تشمل ( الرأس والقرون والرجلين والجلد والكرشة ..وعيييييك) !!
أعتقد أن إنزال مثل هذا المقترح أرض الواقع والعمل به كقرار نهائي- وبالذات فى مثل هذه ( الظروف الصعبة التى يعيشها المواطن السودانى المغلوب على أمره و المكتوي أصلاً بنيران الأسعار ولهيبها)- لن يضر فقط المواطن محدود الدخل، وإنما سيتعداه الضرر ليلحق بتجار الماشية بالبلاد فى حال لجوء أعداد كبيرة من الناس الى مقاطعة (خروف العيد) مكرهين لأنهم لا يمتلكون أثمانها الباهظة ..!!
قرار كهذا يجب دراسته جيداً بحيث يصب فى مصلحة المواطن، فإن ألزمت الحكومة تجار الماشية ببيع كيلو لحم الخروف (الحي) فليكن بخمسة عشر جنيهاً ( على سبيل المثال) حينها من الممكن أن يكون سعر الخروف بالكيلو مقبولاً ومناسباً للمواطنين محدودي الدخل، حتى يستطيعوا أن يستشعروا فرحة العيد السعيد هم وأطفالهم !!
و
عيد بأي حال عدت ياعيد ؟!!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/6
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. الأخت المكرمه دوما ألست ناديه … لك وللساده القراء والرواد التحيات الطيبات الزاكيات ..

    أختنا الفاضلة حظرت لجنة معرض الكتاب للدكتور حيدر ابراهيم بعنوان

    ( مراجعات الإسلاميين السودانيين.. كسب الدنيا وخسارة الدين)

    كتاب صغير فى (حجمه) كبير فى (قيمته) مهم فى (توقيته) .. اذ يصف موقف الإسلاميين ب(المأساة والانكسار) ويصفهم ب(ألمنكسرين ألمهزومين ألضائعين) ألذين (خسروا أنفسهم ولم يكسبوا من الدنيا غير (أوساخها المال والعقار) لم يكسبوا الرحمة والمودة والشهامة.. رغم أن (النظام الاسلامى نظام اخلاقى في المقام الاول) ..

    يُناقش الكتاب ويدرس مراجعات الإسلاميين (لتجربتهم) من حيث جديتها وجذريتها وما إذا كانت وصلت لمكمن (الداء) أم أنها طافت بالحمى ثم غابت واكتفت كعادتها ب(المراثى والمناحات) وجلد ألذات …

    ليس هذا تلخيصا للكتاب ولا يمكن تلخيصه فى سطور لكنه (تحريض) على البحث عنه لقراءته ومناقشته ..

    وصفهم الكاتب بأنهم ( وبال عليهم وعلى السودان) ويقول عنهم رغم امساكهم بالسلطة اصبحت كل اعمالهم ( للجاه لا لله) ومع محاولتهم ادعاء (القوة والجبروت) فهم يثيرون فيك (الشفقة) لمسكنتهم وعزلتهم وانكساراتهم الداخلية…

    فقد كانت شهوة (السلطة والثروة) اختباراً وابتلاء لم يصمد أمامه الاسلامويون ألجدد ورسبوا رسوبا ماحقاً….

    كيف لا وهم قد خسروا انفسهم ولم يكسبوا من الدنيا غير أوساخها: المال والعقار.. وهم يستحقون فعلا تسمية (حزب الجراد) فهم قد (جـردوا) البلاد والعباد من خيراتهم المادية والروحية) جرده نضيفه .. ليطرح السؤال المحورى (هل كنا فى حاجة لحركة اسلامية)؟

    أنه كتاب يستحق قراءه بعمق فالحركة السودانية خاصة بعد حكمها الذى يعتبر كأطول تنظيم سياسى يحكم السودان يحتاج ل(مراجعات فكرية وسياسة عميقة وواسعة)

    اهم اشكال يواجه (الحركةالاسلامية) الآن هو ان (الولاء) تحول فيها من جهة الافكار والتنظيم (للاشخاص) والسبب فى ذلك طلب (السلطة) والتى فيها (المال والجاه) فالولاء (للشخص) اصبح مهما جدا لأنه مفتاح للوصول الى (المال والسلطة والوظيفة) وغيرها

    ولذلك حدث تغيير نوعى في البنية (الفكرية) التى تقوم عليها الحركة الاسلامية الآن ونتج عن هذا التغيير تحول الحركة الى (كُتل ومراكز) وشلليات وتوزعت (الاسرار الخطيرة) والمعلومات حسب المجموعات ومراكز القوى والولاءآت المختلفة…

    وقد اصبح (الاصلاح) صعب بسبب تكريس (المصالح) الذاتية وتبلور المراكز… والشلليات ..

    وفى الخــــتـــــام :

    يتفرد د. (حيدر ابراهيم) بأنه من الاقلام (الرصينة والعميقة) التى تناولت (نقد) الحركة الاسلامية السودانية بدون انقطاع لفترات طويلة حتى بعد أوبته للبلاد من القاهرة لأنه من المتحمسين (للنقد) بل… ويكاد يراه فرض (عين) …..

    ما كنت أتمنى على جهات المنع أن (تحظر) كتاباً للدكتور (حيدر) ولكن …….

    وللـحـديث بـقـيـه …

    الجـعـلى البـعـدى يـومـو خنـق …..

    من مدينة الـدنـدر الطـيب أهـلـها … والـراقِ زولا ….