نادية عثمان مختار

تصعيدات ( متوقعة) بدارفور ..وعندما ( تفزعنا) السلطات !!


تصعيدات ( متوقعة) بدارفور ..وعندما ( تفزعنا) السلطات !!
عندما يتصدر خبر ما ..أيا من الصحف متخيرا ( الأحمر) الوهاج لونا لافتا ومنبها للعين والأعصاب دون بقية الألوان ليكون ( مانشيتا) رئيسيا؛ تجد القارئ معلقا ولو في سره على ماهية (الخط العريض) إما بفرحة او بخوف وهلع مرددا ( ياساتر استر يارب) !!
وفي الحقيقة نادرا ماتتصدر عناوين صحفنا السيارة أخبار مفرحة على واجهاتها؛ خاصة عندما يكون الخبر ( بالأحمر)؛ وهكذا كان المانشيت الرئيسي لصحيفتنا الغراء ( الأخبار) ليوم أمس من نوعية العناوين التي تجعل المرء شاهقا في فزع ( سترك يارب وكضب الشينة) !!
فالعنوان الذي ساقت تفاصيله الزميلة الصحافية النابهة إبتسام حسن كان كالاتي: (مدير جهاز الأمن : نتوقع تصعيدا عسكريا بدارفور) !!
ورغم أن الأمر (توقعا) إلا أن تصريح السيد مدير جهاز الأمن الفريق محمد عطا أثار تخوفاتنا بأن الوضع في دارفور موعود بتصعيد جديد، بينما ( التصعيدات) الكثيرة التي تعاني منها بلادنا مازالت لم تبرح جسد الوطن الجريح قيد أنملة ! ومازلنا نرفع الأكف عاليا عل الله يستجيب وتستقر الأوضاع بشكل جذري في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان !!
كشف سعادته في سياق التصريح الصحفي (غير المبشر بخير) عن مالآت متوقعة بولايات دارفور وما أسماه بالطموحات لتصعيد الوضع العسكري، متنبئا بأن تحدث في المستقبل القريب !! ثم وعد بعد ذلك بمحاصرتها !!
ونحن بتنا نبحث عن الهدوء في تفاصيل الوطن الصاخبة وإن حدث في مكان ما .. نتمنى على الله الأمنيات أن لا يكون محض أضغاث أحلام تعقبها كوابيس مهلكة !!
هكذا تمنينا أن لا يكون الهدوء (النسبي) الذي يسود بعض ولايات دارفور هدوءاً يسبق العاصفة، إلا ان سعادة مدير (الجهاز) كان كالطبيب الذي لا يحب ان يخفي على المريض مرضه مهما كان عضالا فيصارحه بأن (سرطان) ما سا في جسده وعليه التحسب للموت!!
هل من المفترض أن نسعد ونطمئن لأن سعادته صرح بما يشبه التطمين للشعب السوداني بعدما أخافنا من التصعيد بأن الوضع سيكون تحت السيطرة والمحاصرة ؟!!
قال سعادته: (إن جهازه واع لما يحدث وغير مخدوع بالهدوء الكائن بولايات دارفور ، واعدا بمحاصرة أي تصعيد على المستوى العسكري عبر متابعة دقيقة لما يحدث بدارفور) !!
يسعدنا ان تكون الأجهزة الأمنية (عين) الوطن التي لا تنام وتسهر على حمايته وحماية شعبه؛ ولكن ولأن التصعيدات كثرت وكثر معها (الخراب) والموت في بلادنا فإن حديث سعادته زاد على همومنا هما كبيرا ونحن نترقب اشتعال النيران في كل يوم في جزء عزيز من الوطن للدرجة التي تجعل المرء منا يتمنى ( سُكات) السلطات وعدم تصريحها بهذه الأخبار المزعجة، فالنفس بها مايكفيها من هلع على الوطن وشعبه وليس بأيدينا شيء سوى الدعاء بأن يرفع الله (غمة) الحروب وأشباحها عن بلادنا، وأن يتوقف نزيف أبناء هذا الشعب الطيب !!
و
ياسعادتك ماطمنتنا غايتو !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/6
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. سلام يا سودان
    بالنظر الى حال رجال السياسة الان نجد ان هذا الجيل منهم من يسعى الى المنصب المرموق ولا يهمه الانسان السودانى من قريب او بعيد الواحد فى سبيل تجقيق هدفه الشخصى ممكن يدمر البلد ويطلع على المنابر كمدافع عن قضية اهله وهو لم يراهم من سنين عددا وعشنا الى زمن من السهل فيه حمل السلاح ورحم الله جيل الازهرى والمحجوب وأنا هنا اقول لحاملى السلاح فى دارفور ( هاتو من الاخر وكفانا موت لشبابنا أذا كان هدفكم تقرير المصير قولوها الان ) ( والمثل يقول البيرقص ما بيغطى دقنو )
    اللهم استر بنا وباولادنا
    أبو داليا