رأي ومقالات

د. عبد الماجد : الأمم المتحدة.. مصدومة ليه ؟!!


[JUSTIFY]جاء في أخبار الأمس أن الأمم المتحدة نقلاً عن لسان ناطقها أنها «مصدومة» مما حدث في أم روابة.. ومصدومة من تجدد الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق.. وبالطبع كان ذلك هو التحرك الدولي الوحيد الذي «قدرت عليهو» لتعلق على الأحداث وهو انها مصدومة وبس؟!! .. والمجتمع الدولي «بتاع أمريكا» وكذلك «استانفورد» القائم بالأعمال الأمريكي وكل سفراء دول أوروبا الغربية لا بد أنهم سمعوا أن ناس الحلو ومعه عرمان وعقار قد قاموا بعملية غزو على أم روابة واحتلال لقرية أب كرشولة.. وهناك نهبوا الموبايلات كلها من أيدي المواطنين.. ويقال إنهم كانوا يطلبون من أي مواطن أن يبرز «الكلاّمة» بتاعتو.. فإن وجدوا أنها من النوع بتاع نوكيا الأصلي أخذوه أما إن وجدوا أنه من نوع «ربيكا» قذفوه وداسوا عليه «بالدبشك» وكسروه.. هذا على الرغم من أن ربيكا التي سُمِّي هذا الجهاز باسمها هي زوجة الهالك جون قرنق زعيمهم الجنوبي الذي علمهم فنون الدمار والحرائق والإتلاف التي يمارسونها الآن..

وقد سمعنا أول الأمس أن وزير الخارجية السوداني كان بإلحاح يطالب المجتمع الدولي بأن يدين الهجوم في غزوة «الموبايلات» بأم روابة أو غزوة الطماطم في «الله كريم» والتي تشتهر بها هذه القرية وبالطبع كان المجتمع الدولي كله كأنه «أطرش» في الزفة.. والسيد استانفورد الذي أشبعنا كلاماً عن الخلاوي والمسايد وعن الكورة وعن موسيقا الجاز التي احتفلوا بها نهاية الأسبوع الماضي لم يفتح الله عليه بأي كلمة يقولها حول غزوة الموبايلات وغزوة الطماطم بتاعة الحلو وعرمان ولهذا لا بد أن نذكِّر استانفورد وناس المجتمع الدولي ونقول لهم «والله يا جماعة» و«علينا بالطلاق» فإن جماعتكم ناس عرمان والحلو المدعومين بواسطتكم عبر حكومة الجنوب قد هجموا على المواطنين في ام روابة التي لا تعرف غير الهدوء وانتاج الزيوت. هجم جماعتكم في غزوة سميناها «غزوة زيت السمسم» وسماها البعض «غزوة ام جغوغة» ودمروا منشآت الكهرباء والمياه وسرقوا ذهب النساء وانتهكوا الحرمات ونهبوا العربات وحرقوا المكاتب وتسجيلات الأراضي والمدارس.. ولهذا يا عمنا استانفورد نرجو منكم أن تشجبوا وتدينوا هذا العمل الذي عمله عملاؤكم وربائبكم ومحسوبوكم ولاعقو احذيتكم من ناس الحركة الشعبية.. ونفيدكم يا عم استانفورد ويا ناس المجتمع الدولي بأن جماعتكم قد قاموا بغزوة على قرية الله كريم سميناها غزوة «البنضورة» لأنه لا يوجد أي موقع إستراتيجي في هذه القرية غير الطماطم.. ونفيدكم يا عم استانفورد ويا سفراء الفرنجة ويا ناس الأمم المتحدة الذين قالوا إنهم مصدومون بأن «ناسكم» الذين تدعمونهم عبر حكومة الجنوب قد غزوا قرية أب كرشولة وذبحوا كل المنتمين إلى حزب المؤتمر الوطني وذبحوا العلماء وذبحوا المسلمين من «الأضان للأضان» في تطهير عرقي صريح.. ونرجو منكم أيها الأمريكان والفرنجة والمجتمع الدولي «عليكم الله» أن تدينوا هذا الفعل مع أن ادانتكم لن تفعل شيئاً لأن هؤلاء في الأصل هم «عملاؤكم».

ونذكركم يا عم استانفورد بأن سفاراتكم والناطقين باسمكم.. كانوا يعلقون على كل شيء يحدث في البلاد مهما كان الحدث «هائفاً» واذكر هنا شجب السفارة الأمريكية والبريطانية في موضوع «بنطلون لبنى» وكل ما حدث أن بنتاً اسمها لبنى كانت تلبس زياً فاضحاً وناس النظام سألوها.. وقامت الاحتجاجات وقامت اليوناميد و(السيناميد واليوناميس والكوناموس والسوساموس والشيكابوس والكوكاكوس).. كل هذه المنظمات شجبت تدخل الدولة السودانية في «بنطلون البت» بل ذهبت دولة فرنسا لاستضافة البت واعطائها حق اللجوء السياسي وربما ترتيب حياتها الاجتماعية والاقتصادية واخرجت لها كتاب عديل كده يباع في المكتبات عن البنطلون المشروط..
وعندما قامت امرأة بختان ابنتها هاجت المنظمات وماجت وقالت إن هذه ممارسات وعادات غير إنسانية وطالبت بأن ندعها سليمة لأن كل بنت سليمة تولد سليمة فدعوها سليمة.. وتبارى السفراء والناطقون باسم المجتمع الدولي لشجب الطهارة الفرعونية بعد يومين فقط من حدوثها وجلبوا الأموال لعمل الدعاية والإعلان وبرنامج «دعوها سليمة».

وعندما قبضت أجهزة النظام العام على مجموعة شباب يريد أحدهم أن «يعرّس التاني» قامت القيامة وجاءت الاحتجاجات الدولية من المنظمات وهي تقول بأن الولد ده على كيفو لو عايز «يتعرّس» وذلك بعد اربع وعشرين ساعة فقط من عقد قران المثليين الذي لم يكتمل… وعلى كل حال تظل الجهات الدولية والسفارات تنتظر «أي كلام فارغ» لكي تعلق عليه وتشجب فيه السودان حكومة وشعباً ولكنها لا تسمع بغزوة «الموبايلات» أو غزوة «الكلاّمات» أو غزوة أم جغوغة أو غزوة البنضورة في الله كريم والتطهير العرقي في اب كرشولة.

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. سلام عليكم
    شكرا دكتور عبد القادر على التورية البديعية التي جمعت بين (الموبايلات) وبرنامج (دعوها سليمة)، و (مجموعة الشباب)..

  2. [SIZE=5][B][COLOR=undefined]وأين هو بان كى مون والذى عهدناه إذا مات حمار فى دارفور أو غيرها وتكون الحكومة هي المُتهمة بحجة شن غارة جوية وحكاية مقتل إمرأة وطفل ومُسن ومعهم حمار حيث ان هذا البان كى مون يُسارع بالوقوف على منصة مجلس الأمن ويدين السودان بأقسى العبارات ونراه اليوم وهو فى صمت مريب ويترك الأمر للممثل المقيم فى السودان ولا يدين تلك العمليات الإرهابية والتى أدت لقتل العشرات وتشريد الآلاف من الأبرياء ، وكذلك أين الناطق بإسم الخارجية الأمريكية وبإسم البيت الأبيض وكذلك سوزان رايس مندوبة أمريكا لدى مجلس الأمن والذين شهدناهم كذلك يتبارون فى إدانة السودان على مقتل إمرأة ومسن وطفل وحمار بينما يضربون الآن طناش لمقتل العشرات وتشريد الآلف على يد حلفاءهم فى تلك الحركات الإرهابية!![/COLOR][/B][/SIZE]