تحقيقات وتقارير

البشير.. ديبي.. مطلوبات المرحلة

[ALIGN=JUSTIFY] قمة معلنة منذ فترة بين الرئيس البشير ونظيره التشادي ادريس ديبي يتم الترتيب لها الآن في العاصمة القطرية «الدوحة» في نهاية الشهر الجاري، بعد ان اعاد البلدان التمثيل الدبلوماسي بينهما بعد قطيعة، واتفقا في العاصمة التشادية انجمينا قبل ايام على جملة ترتيبات في اطار تطبيع العلاقات بين البلدين وبحضور مجموعة الاتصال الافريقية كان ابرزها الاتفاق على نشر قوات مشتركة على الحدود للحد من نشاط المعارضة في البلدين.
وعقد القمة في العاصمة القطرية «الدوحة» وفي هذا الوقت بالذات يأتي ضمن الجهود العربية والدولية المبذولة لحل مشكلة دارفور. ولم يستبعد مراقبون ان تكون عودة العلاقات بين البلدين من ضمن الاجندة والترتيبات لعقد المفاوضات بين الحكومة والحركات غير الموقعة على اتفاق سلام، وابرزها حركة العدل والمساواة السودانية.
وخبر القمة الذي نقله لأجهزة الاعلام، المركز السوداني للخدمات الصحفية، عن مصدر تشادي يشير الى ان الاتفاق عليها تم لدى زيارة د. مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية الاخيرة لأنجمينا ، استكمالا لخطوات عودة العلاقات بين البلدين الى جانب بحث دور تشاد القادم في حل مشكلة دارفور، ويرى كثير من المراقبين ان تشاد لايمكن بأي حال من الاحوال ان تكون بعيدة عن اية خطوات للحل السياسي بين الحكومة والحركات المسلحة لاعتبارات عديدة، ابسطها العلائق والدعم والتأييد الذي وجدته وتجده الحركات من الحكومة التشادية، الى جانب صلات الدم والقربي بين بعض قيادات المتمردين وقيادات مؤثرة في الحكومة والجيش التشادي. اضافة الى رغبة الحركات نفسها بأن تلعب تشاد دوراً في التفاوض مع الحكومة .
ويبدو ان هذا الامر فطنت اليه ايضا الوساطة العربية والدولية والتي سارعت بترتيب لقاء الرئيسين في العاصمة القطرية الدوحة لمزيد من التنسيق وتطبيع للعلاقات حتى تعود الى ما كانت عليه.
ولم تستبعد بعض المصادر ان تلعب تشاد فعليا دوراً في ترتيب مفاوضات الدوحة وتليين مواقف بعض الحركات تجاه المبادرة العربية الدولية، اذا ما نجحت فعليا كافة جهود التطبيع الجارية الآن التي سيكون لقاء الرئيسين آخر محطاته.
وهناك نقطة مهمة ايضا ستتناولها القمة المرتقبة، وهي انفاذ اتفاق داكار وتوصيات لجنة مجموعة الاتصال خاصة فيما يتعلق بنشر القوات على طول الحدود والترتيبات المصاحبة لها خاصة قضايا الدعم والمعدات واجهزة الاتصال وغيرها من المعينات التي يتطلبها الامر.
الدكتور آدم محمد احمد استاذ العلوم السياسية، توقع ان تنجح القمة في طي الخلاف بين الجانبين، وقال إنها ستكون آخر مصالحة. واضاف لـ «الرأي العام» تعليلاً على ما ذكر ان قضية دارفور في طريقها للحل الآن، الى جانب تمركز الحركات المسلحة في دارفور، وقال انها قد لا تحتاج الى تشاد كقاعدة انطلاق، اضافة الى ان انتشار القوات الدولية بكميات كبيرة في مارس القادم سيسهم في استتباب الامن في دارفور، واشار آدم الى ان كروت الخلاف بين الطرفين اضحت محروقة، فالمعارضة التشادية اصبحت ضعيفة ولا تملك القوة بعد ان فشلت كل محاولاتها في الاستيلاء على الحكم في تشاد بقوة السلاح. وقال ان المراهنة على المعارضة التشادية بات ضعيفا جدا خاصة ان انتشار القوات الدولية على حدود تشاد يعيق انطلاقها من داخل السودان.
حركة العدل والمساواة وهي اقرب حركات دارفور واوثقها علاقة مع الحكومة التشادية، رحبت بالتقارب بين السودان وتشاد واعتبرته امراً ايجابياً لجهة حل مشاكل المنطقة، وقالت على لسان احمد حسين آدم انها ليست لديها مصلحة في الامر ولا يؤثر عليها، واضاف لـ«الرأي العام» نحن لا نتلقى اوامر او مساعدات من اية جهة ونعتمد على قواعدنا في دارفور.
عموما اللقاء بين الرئيس البشير ونظيره التشادي ادريس ديبي في هذه المرحلة يحمل دلالات ومعانٍ يترقبها الجميع وستظهر نتائجها وتنعكس بصورة مباشرة على جهود حل ازمة دارفور، ليعود الملف مرة اخرى للاطراف الاقليمية حتى ولو اضطراراً.
أميرة الحبر :الراي العام [/ALIGN]