وزارة الخارجيَّة وأصابع إسرائيل في السودان
أكتب اليوم مخاطباً وزارة الخارجيَّة بل وزير الخارجية علي كرتي الذي لا أشكُّ البتة في صدقه لكني أشكِّك فقط في درجة إحاطة وزارته بطبيعة وأبعاد الدور الإسرائيلي في الشأن السوداني خاصَّة ما يلي الاستهداف الإسرائيلي لمصر من خلال تدخُّلها في السُّودان وجنوب السُّودان وهذا مهم للغاية في تبصير الشقيقة مصر بأنَّ ما يجري في السُّودان خاصَّة ما يتعلَّق بمخطَّطات إسرائيل في السودان يعنيها ربما بأكثر مما يعني السودان.
اقرأوا من فضلكم هذا الخبر ثم نعود لمصر وأمنها القومي الذي تعبث به إسرائيل من خلال تدخُّلها السافر في الشأن السُّوداني ورعايتها للجبهة الثورية السُّودانية التي تسعى إلى طمس هوية السُّودان في اتساق كامل مع المخطَّط الإسرائيلي.
«أقرَّ الرئيس السابق للمخابرات العسكريَّة الإسرائيليَّة عاموس بادين بدعم تل أبيب لأنشطة المتمرِّدين في دارفور وبعض الأجزاء في جنوب السُّودان وقال عاموس خلال حفل أُقيم بمناسبة تقاعده وتسليمه منصبَه لخليفته إن إسرائيل لعبت دوراً نشطاً ومؤثراً في أزمة دارفور من خلال دعمها المباشر لعدد من الفصائل المتمردة، مضيفاً لقد أنجزنا كل المهام التي أُوكلت إلينا واستكملنا ما بدأه الذين سبقونا كاشفاً عن خُطط طُبِّقت لإيصال السلاح عبر بعض الحلفاء الإقليميين الذين لم يُسمِّهم وقال إن الدعم الإسرائيلي شمل عمليات التدريب والقيام بأعمال لوجستيَّة مضيفاً أنَّ لإسرائيل شبكة وصفها بالرائعة قادرة على الاستمرار في العمل لأمدٍ بعيد وعلى صعيد العلاقة مع دولة جنوب السُّودان كشف عاموس النقاب عن تشكيل إسرائيل أجهزة الأمن والاستخبارات للحركة الشعبيَّة ودعمها بالتأهيل والتدريب المناسبَين).
تماماً كما حكى القرآن عن عداء إستراتيجي للمسلمين لا تحدُّه حدود من زمان ولا مكان (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا…) فإن إسرائيل أعلنت عن عداء إستراتيجي للسُّودان من خلال تصريح نائب وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال (لن نترك الحرب تنطفئ في السودان).. تمعَّنوا في عبارة (لن) الأبديَّة هذه لتُدركوا كيف ظلَّ السُّودان بندًا ثابتًا في إستراتيجيَّة إسرائيل من يوم مولدها وكيف اعترف جوزيف لاقو بدعم إسرائيل لحركة أنيانيا منذ إنشائها في الستينات؟!
نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ظل يزور جنوب السُّودان بنفسه بدلاً من الاكتفاء بشبكة استخباراته الممتدة ولعلّ زيارة الوزير الإسرائيلي الأخيرة لجوبا بعد زيارة البشير خلال الشهر الماضي تكشف عن عمق وتأثير العلاقات الإسرائيليَّة على القرار في جنوب السُّودان.
أين مصر مرسي مما تفعله إسرائيل بأمن مصر القومي في السُّودان؟!
واهم واهم من يظنُّ أنَّ إسرائيل تستهدف السُّودان فحسب وأنه لا علاقة البتة بين أمن مصر القومي وأمن السُّودان القومي وليت بعض الباحثين الإستراتيجيين وخاصَّة جمال الشريف ومحمد حسين أبو صالح يعكفان على سبر أغوار هذا الملف باستدعاء الوثائق التاريخيَّة الكاشفة عن هذا الأمر.
لقد ظلَّ الأمن القومي المصري مرتبطاً بالسُّودان منذ عهود الفراعنة الذين ما غفلوا في يوم من الأيام عن حقيقة أنَّ أمن مصر يرتكز في الأساس على النيل الذي يصبُّ من تلقاء السُّودان ومصر هِبة النيل كما يقول هوميروس وكان السُّودان ومصر دولة واحدة على مدى آلاف السنين بالرغم من أنَّ خريطة السُّودان التي تضم الجنوب لم تتبلور إلا في القرن العشرين.
تمعَّنوا في تصريح عاموس وهو يتحدَّث عن دعمهم للحركات الدارفورية المسلحة وعن دور إسرائيل النشط في أزمة دارفور.. تأمَّلوا كيف تحدَّث عبد الواحد محمد أحمد النور من داخل تل أبيب لقناة الجزيرة وعن اعتزامه عندما يحكم السُّودان فتح عدة مكاتب لإسرائيل في السُّودان.
إذن فإن إسرائيل جزءٌ لا يتجزأ من غزو أم روابة واب كرشولا وما يجري في جنوب كردفان ودارفور فأين مصر من ذلك كله؟! اذا كانت إسرائيل تعترف بدعمها للحركات الدارفوريَّة وللحركة الشعبيَّة ولدولة جنوب السُّودان فأين مصر مما يُراد للسُّودان وما يُراد لمصر من خلال السُّودان؟!
مصر هي العدو الإستراتيجي لإسرائيل ومعلوم أنَّ إسرائيل ما ضحَّت بأرض سيناء المقدَّسة في التراث اليهودي كونها أرضَ التيه الذي ضرب اليهود في أعقاب خروج سيدنا موسى من مصر.. ما ضحَّت بها في كامب ديفيد وتنازلت عنها لمصر إلا لإخراج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي وقد نجحت في ذلك وخلا لها الجو خلال فترة مبارك لتعيث فساداً في الشرق الأوسط لدرجة أن نتنياهو وصف مبارك بكنز إسرائيل الإستراتيجي.
إسرائيل تعلم ما يعنيه فوز الإسلاميين بحكم مصر وإستراتجيَّتهم الأممية لاستعادة الدور المصري القديم دور صلاح الدين وقطز اللذين حررا العالم الإسلامي من الغزوين المغولي والصليبي ولتحرير الأقصى الذي يحتل عند الإسلاميين مكاناً مقدساً أكثر من دولتهم القطرية وأكبر من القاهرة ولذلك تشتد الحرب على مرسي من داخل مصر وعلى مصر من خارجها وهل من خارج أهم لمصر من السُّودان عمقها الإستراتيجي التاريخي؟!
إن إصرار قرنق على إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر كان عملاً إستراتيجياً لا أشكُّ أن لإسرائيل دوراً كبيراً فيه ولا مناص من إحياء اتفاقيَّة الدفاع المشترك مع مصر ليس خدمةً للسُّودان وإنما خدمة وحماية لأمن مصر القومي.
بقي أمران مهمَّان هما أن تُحيط وزارة الخارجيَّة وهي تطرح على مصر ما ينبغي لها عمله.. أن تطرح عليها وثائق الجبهة الثوريَّة السودانيَّة بما في ذلك وثيقة (إعادة هيكلة الدولة السودانيَّة) التي أُنشئت الجبهة على أساسها وكذلك وثيقة الفجر الجديد ودستور الحركة الشعبية ومشروع السُّودان الجديد أو (تحرير السودان) المضمَّن في اسم الحركة الشعبيَّة وحركات دارفور وكذلك خوف إسرائيل من أن يلعب السُّودان دوراً، إذا قوِي وأصبح منطقة ضغط عالٍ في نقل الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة إلى العُمق الإفريقي.
صحيفة الإنتباهة
الطيب مصطفى
[SIZE=3][B][COLOR=#000DFF]انت ياالطيب مصطفى عنصرى اكتر من الناس ديل[/COLOR][/B][/SIZE]
الباشمهندس العم الطيب مصطفى الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اصبت كبد الحقيقة رغم اني اختلف معك بانها ليست اصابع اسرائيل في السودان المكتشفة بل انها اياد .. نعم تنها ايادي وليست مجرد اصابع ..
انه مخطط لا يستهدف الحكومة فقط انما يهدف الى انتاج نيفاشا 2 ونيفاشا 3 ولاسف نحن نتعامل كسودانيين مع ذلك بمنتهى الرعونة وقصر النظر لان غاية ما نطمح له هو مجرد مناصب دستورية ذات رواتب ومخصصات مليارية ولم نحسب للوطن حساب
[SIZE=5][SIZE=6]المشكلة في نوع من البشر احقد من اسرائيل علينا هنالك صنف داخل مصر عدو لمصر ولنا تربطه مصالح ماديه بحته باسرائيل اي مشكلة لنا يجب علاجها محليا لا نريد مشاركة مصر ولا غير مصر الحل داخلي لكي لا نقع في الفخ اي متمرد عنده مفتاح داخل البلد والخرطوم هي ام الافاعي وراس الحيه غالب البلاوي من العاصمه[/SIZE][/SIZE]