رأي ومقالات

التواصل بين شعبي الشمال والجنوب

[JUSTIFY]عندما أعلن الإخوة الجنوبيون استقلالهم عن السودان الكبير في 10 يوليو 2001م بادرت حكومتنا عبر مجلس الصحافة والمطبوعات بسرعة مريبة بخطر الصحف الجنوبية التي كانت تصدر في الخرطوم وكأن الخرطوم كانت تنتظر بفارغ الصبر هذا الحدث المأساوي الذي أدخلنا في نفق مظلم لم تتمكن حكومة حزب المؤتمر الوطني من إخراجنا منه حتى يومنا هذا..
الحكومة لم تمنع طباعة هذه الصحف في مطابع الخرطوم وحسب ولكنها تمادت في سياستها الخرقاء ومنعت توزيعها في أكشاك العاصمة حتى بعد أن تمكن زملاؤنا الجنوبيون من طباعة تلك الصحف في جوبا..
لا أري سبباً وجيهاً لهذه القرارات الجائرة .. فكثير من الصحف العربية والأجنبية وبعضها تكن عداء سافراً للسودان يسمح لها بالتوزيع في المكتبات بحرية .. فلماذا تمنع الصحف الجنوبية؟

حاجة تحير!! دعوت في أكثر من مقال في هذه الزاوية إلى فك الحظر عن المطبوعات الواردة من جوبا لكونها واحدة من وسائل التواصل المهمة ليس فقط بين الشعبين ولكن بين الدولتين الجارتين.
وكان من الطبيعي أن يكون هذا الموضوع مثار نقاش في المؤتمر الذي عقد في العاصمة الكينية في الأسبوع الماضي تحت مظلة الجمعية الشعبية السودانية.. الشمالية الجنوبية التي أسسها قبل نحو عامين .. الأستاذ محجوب محمد صالح والبروفيسور الطيب زين العابدين..
واشترك في المؤتمر أيضاً ممثلو ثماني وسيلة إعلان في العاصمتين.. كان بينهم الزميل الفريد تعبان رئيس مجلس ورئيس تحرير صحيفة (خرطوم مونتور) التي كانت تطبع وتوزع في الخرطوم قبل انفصالها إلى جوبا طباعة وتوزيعاً .. في أعقاب تلك القرارات المتهورة.
قرأت باهتمام بالغ تقريراً في شكل عمود في (السوداني) يوم الجمعة كتبته الصحفية النابهة لينا يعقوب عن انطباعها عن مؤتمر نيروبي الذي اشترك فيها..
تقول الأستاذة أن مبادرة الجمعية (كانت سباقة في تحقيق تعاون جديد بين صحفي كلا البلدين .. وفرصة فريدة) وهذا حقاً ما يجب أن يكون العلاقة بين شعبي وحكومتي القطرين..
بعض الزملاء الجنوبيين الذين شاركوا في المؤتمر اشتكوا من (عدم وجود علاقة بينهم وكبار مسئولي دولة السودان .. بل أنهم قالوا أن بعض أولئك المسئولين يترفعون على الرد على مكالماتهم أو التعاون معهم)..
تعلق الأستاذة على ذلك التعامل المهين أن من شأن التعامل الحسن مع الزملاء الجنوبيين) تلطيف الأجواء) بدلاً من ((تأزيمها))..
والله عيب أن يترفع مسئولون في حكومة الخرطوم عن الاستجابة لأسلة الصحافيين .. وليست فقط تساؤلات على الجنوبيين وجذبت لينا مثلاً بتعامل وزير الإعلام السابق د. كمال عبيد مع قبيلة الصحفيين حيث أنه ((يترفع عن التعامل المناسب ولا يريد بتاتاً على المكالمات والرسائل .. هذا بالنسبة لصحفي الخرطوم .. فما بالك بإخواننا الجنوبيين؟
لكني استبعد تماماً تنفيذ مقترح طرحته الأستاذة لينا الداعي للحكومة السوداني باستضافة وفد إعلامي من دول الجنوب يشمل الصحف وأجهز الراديو والتلفزيون..
ومع أنني واثق أن التواصل الإعلامي بين الجنوب والشمال شأن في غاية الأهمية .. إلا أنني أشك أن تولي أي جهة حكومة في الخرطوم أي اهتمام لهاكذا مقترح .. فبعض .. الحكم في الخرطوم إن لم يكن غالبيتهم لا يريدون أي تواصل بين العاصمتين..
ورغم كل هذا فإننا واثقون إن التواصل الشعبي بين البلدين سوف يمضي قدماً ويزداد قوة بمرور الأيام .. وهذا بالضبط ما نحاول تحقيقه جمعية الأفق الشمالية الجنوبية.

صحيفة الرأي العام
أحمد حسن محمد صالح[/JUSTIFY]