تحقيقات وتقارير

ندوة بالخرطوم تدعو إلى الالتزام بأخلاقيات في الممارسات الصحفية

دعا المشاركون في ندوة تأهيل وترقية أخلاقيات العمل الصحفي والتي نظمتها اليوم الثلاثاء لجنة أخلاقيات المهنة بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي بالخرطوم، إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة ومواثيق الشرف الصحفي في الممارسات الصحفية.
وقال د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي لدى إلقائه كلمة المجمع أن الثورات الكبرى للعصر الحديث جعلت العالم يتقارب حتى غدا قرية واحدة وباتت المعلومة يختلط فيها الطيب بالخبيث مما يجعل مسؤولية أهل المنبر والإعلام مسؤولية مزدوجة أخلاقية واجتماعية، داعياً إلى الحرص لتحقيق الموقف وتحقيق الهدف والخروج بتوصيات ترشد الخط العام والأداء وصولاً لما هو أوفق وأرشد.
من جانبه ألقى البروفيسور علي محمد شمو رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات كلمة المجلس وتطرق من خلالها إلى نشأة لجنة أخلاقيات المهنة وأوضح أن هناك قضايا لا يحسمها القانون وإنما الالتزام الأخلاقي إذا ما قبله الناس، لا سيما في المخالفات التي تقع فيها الصحافة الرياضية والاجتماعية، لافتاً إلى أن العالم كله يتجه لوضع المواثيق الأخلاقية ولجان أخلاقيات المهنة والتي قال إن الغرض منها إسداء النصح للصحافيين حتى لا يجنحون للأساليب الضارة كالابتزاز والتعريض والمساس بأخلاقيات المجتمع، مضيفاً أن هناك قناعة قد تكونت لدى الصحافيين بأن الالتزام بالمواثيق أقوى من الالتزام بالقانون.
وقدم الاستاذ عبد الجليل النذير الكاروي الورقة الأولى في الندوة وهي بعنوان (الصحافة بين المهنة والرسالة، دراسة حول أهداف وفقه العمل الصحفي والإعلامي) وذكر فيها أن المعلومة في عصر العولمة أصبحت مورداً تجارياً وأن الشبكات الالكترونية اتاحت فرص الإطلاع على العالم وباتت الصحف المحلية تنقل أخبار الجريمة في الخارج دون تحليل مما يغري بتكرارها ومحاولة تجريبها لدى الأطفال، كما تطرقت الورقة أيضاً إلى النقاش الدائر حول الحرية والمسؤولية وأشارت إلى أنه حتى المنادون بالحرية لا يستطيعون إنكار وجود خطوط حمراء كما أن الغرب بدوره يجري الآن مراجعات لحرية الصحافة.
كما دعت الورقة إلى إجراء تعديلات على قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2009 والنص على المسؤولية الأخلاقية والمسؤولية القانونية في المادة (24) مسؤوليات رئيس التحرير والمادة (126-أ) واجبات الصحفي تنص على مراعاة القيم مطلقاً ولإزالة التعارض بين المهنة والرسالة وكذلك تعديل المادة (5) لتشمل رعاية القيم والعقائد.
واعتبرت الورقة أيضاً أن الأخلاق هي الحارس للأمن القومي ودعت إلى وضعها كأولوية.
وفي تعقيبه على ورقة الشيخ الكاروري دعا د. محي الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحفيين إلى ضرورة الالتزام بالمهنية وأخلاقيات العمل الصحفي وتطرق إلى لجنة (مساءلة الصحفين) بالاتحاد والتي تنحصر مهمتها في إسداء النصح والتوجيه ونقل الخبرات لأجيال الصحفيين، كما أشار إلى مبادرة (الصحافة الأخلاقية) التي أصدرها الاتحاد الدولي للصحفيين.
أما الورقة الثانية في ندوة تأصيل وترقية أخلاقيات العمل الصحفي قدمها د. عبد العظيم نور الدين وكانت بعنوان (ضوابط ومواثيق العمل الصحفي) وتطرقت إلى تعريف الضوابط وحدودها والتفريق بين حد التعبير وحق التعبير والمواثيق الصادرة حولها وحرية الصحافة إلى جانب أخلاقيات العمل الصحفي ومواثيق الشرف الصحفي، كما عرجت الورقة على التشريعات والقوانين المنظمة للعمل الصحفي في السودان بالتركيز على قوانين الصحافة والمطبوعات وأودت الورقة أشكال الخروج عن الأخلاقيات المهنية والمقارنات بين تجارب الولايات المتحدة وبريطانيا وحالة السودان.
أما الورقة الأخيرة في الندوة قدمها عبد الله محمد الاردب وهي بعنوان (نماذج من المخالفات الصحفية والإدانة والعقوبات) والتي تعامل معها لجنتا الشكاوى وأخلاقيات المهنة بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات من حالات الإثارة الضارة والمس بالخصوصية والاختلاق والمبالغة والعبارات الخادشة للحياء العام والذوق السليم.

smc